النهار

تركيا مرحبةً بقاعدة عين العرب الروسية: تحمي أمننا القومي
المصدر: دمشق - النهار العربي
رحّبت تركيا بإنشاء روسيا قاعدة عسكرية جديدة في عين العرب، أو كوباني بحسب التسمية الكردية، في شمال حلب قرب الحدود السورية - التركية. ​
تركيا مرحبةً بقاعدة عين العرب الروسية: تحمي أمننا القومي
صورة من الأرشيف لمقاتلين ينتميان إلى المعارضة السورية المدعومة من تركيا، يحملان علماً تركياً وعلماً اعتمدته الثورة السورية، في شمال سوريا (أ ف ب)
A+   A-
في الوقت الذي أبدت فيه وزارة الدفاع التركية ترحيبها بإنشاء قاعدة عسكرية روسية في مدينة عين العرب، ما يؤكّد فرضية التنسيق معها قبل اتخاذ هذه الخطوة، اجتمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بقيادة المعارضة السورية، وبحث معها موضوعات عدة، أبرزها التصدّي للتنظيمات الانفصالية.
 
عزز هذا الاجتماع القناعة بأن ما يجري في الميدان السوري اليوم يصبّ في خانة الجهد المبذول لتهيئة الأرضية المشتركة لأي تقدّم في مسار المصالحة بين تركيا وسوريا.
 
ترحيب تركي
ورحّبت تركيا بإنشاء روسيا قاعدة عسكرية جديدة في عين العرب، أو كوباني بحسب التسمية الكردية، في شمال حلب قرب الحدود السورية - التركية.
 
وقالت وزارة الدفاع التركية في تصريح صحفي الخميس، إنها ترى في هذا العمل "إضعافاً لوجود المنظمات الإرهابية "حزب العمال الكردستاني" (PKK) و"قوات سوريا الديموقراطية (قسد)" (SDF) و"حزب الاتحاد الديموقراطي - وحدات حماية الشعب" (PYD-YPG) في المنطقة".
 
وتعدّ تركيا "قسد" امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور والمصنّف إرهابياً.
 
وبحسب ما نقله موقع قناة TRT HABER التركية، اعتبرت وزارة الدفاع أن إنشاء القاعدة يأتي في إطار تطبيق الاتفاقيات الموقّعة مع الولايات المتحدة وروسيا، والمتضمنة اتخاذ إجراءات لسحب العناصر "الإرهابية" إلى منطقة معينة، مضيفة أنها ترى أي عمل في هذا السياق إيجابياً، فالمهم بالنسبة إلى تركيا هو أمن حدودها وشعبها.
 
ويتلاقى التقييم التركي مع ما نقلته صحيفة "الوطن" المقرّبة من الحكومة السورية عن مصادر خاصة قولها، إن إنشاء هذه القاعدة في مثل هذا التوقيت الذي يسوده التوتر، يساهم في "طمأنة" إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن ثمة قراراً بالحيلولة دون تنفيذ أي أعمال عدائية ضدّ تركيا انطلاقاً من عين العرب، ما يوفّر نوعاً من الحماية للحدود التركية في هذه المنطقة المضطربة.
 
 
اتفاق بوتين - أردوغان
وأعلنت روسيا السبت الماضي عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في عين العرب. وقال العقيد أوليغ إيغناسيوك، نائب مدير "المركز الروسي للمصالحة" في سوريا، إن إنشاء القاعدة يأتي في إطار الإجراءات المستمرة للرقابة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة في سوريا.
 
وبدأ الوجود العسكري الأول لروسيا في عين العرب في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، خلال عملية "نبع السلام" التي نفّذها الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني السوري" التي تموّلها أنقرة ضدّ "قسد" شرق نهر الفرات، والتي شهدت انسحاب الجنود الأميركيين من قواعد عسكرية عدة في ريف حلب والرقة والحسكة، في إطار خطة واشنطن لإعادة تموضع قواتها في شرق الفرات.
 
في المقابل، سارعت روسيا إلى أن تكون أول من يدخل هذه المنطقة، من خلال تقدّم قواتها إلى هذه القواعد، ومنها قاعدة صرين الجوية في محيط عين العرب. 
 
سيطرت تركيا وفصائل "الجيش الوطني" خلال عملية "نبع السلام" على مدينتي تل أبيض شمال الرقة، ورأس العين شمال غرب الحسكة، وتوقفت العمليات العسكرية حينها باتفاق الرئيسين أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 22 من تشرين الأول (أكتوبر) 2019 على سحب "قسد" المدعومة من واشنطن قواتها من الشريط الحدودي لسوريا بعمق 30 كيلومتراً، وسحب أسلحتها من مدينتي منبج وتل رفعت بريف حلب، إضافة إلى تسيير دوريات تركية- روسية مشتركة شرق منطقة عملية "نبع السلام" وغربها بعمق 10 كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي.
 
طالبت تركيا لاحقاً بتنفيذ بند انسحاب "قسد" الذي لم تلتزمه، لكن عملية "نبع السلام" وما تبعها من اتفاق، سمحا للقوات الحكومية السورية والجيش الروسي بالدخول إلى شرق الفرات للمرّة الأولى منذ عام 2012، وإنشائهما نقاطاً وقواعد عسكرية.
 
 
فيدان والمعارضة السورية
تزامناً مع مسألة القاعدة في عين العرب، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وفداً من المعارضة السورية الخميس، ضمّ هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبدر جاموس، رئيس هيئة التفاوض السورية، وعبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة السورية الموقتة.
 
وقالت الخارجية التركية عبر حسابها الرسمي بمنصة "إكس": "جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول التطورات الراهنة في ما يتعلق بالنزاع السوري"، إذ  أكّد فيدان خلال اللقاء دعم تركيا لجهود الحوار والتفاوض "الهادفة والواقعية" التي من شأنها تمهيد الطريق إلى حل سياسي شامل في سوريا، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
 
كما تناول هذا الاجتماع القضايا التي تهمّ اللاجئين السوريين في تركيا ودول الجوار، مع التشديد على أهمية تعزيز الأمن "والتصدّي للمشاريع الانفصالية وكافة محاولات زعزعة الاستقرار التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في شمال وشرق سوريا". 
 
وفي 23 تموز (يوليو) الماضي، قال فيدان في تصريحات أدلى بها لقناة "سكاي نيوز عربية"، إنه يجب مناقشة وضع المعارضة السورية ومصير المناطق التي تسيطر عليها وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، مضيفاً أن هناك خطوات على تركيا اتخاذها بالتعاون مع "الدولة السورية"، مثل أمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، وعودة اللاجئين بشكل آمن، وفق ما قال. 
 
وتأتي تصريحات فيدان ولقاؤه وفد المعارضة السورية، عقب تصريحات تركية متتالية حول التقارب مع الحكومة السورية منذ حزيران (يونيو) الماضي، وبعد حديث إعلامي تركي عن تحديد مكان لقاء أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد وموعده، إضافة إلى أنباء عن تسليم روسيا حكومتي دمشق وأنقرة مسودة فيها طلبات الطرفين.

اقرأ في النهار Premium