النهار

بعد فشل روسيا وتقدّم "قسد"..."الحرس الثوري" إلى التهدئة في شرق الفرات
المصدر: دمشق - النهار العربي
تصاعدت حدّة التوتر في منطقة شرق الفرات، شمال شرق سوريا، مع استهداف الفصائل العسكرية الموالية لإيران قاعدة عسكرية أميركية
بعد فشل روسيا وتقدّم "قسد"..."الحرس الثوري" إلى التهدئة في شرق الفرات
صورة من الأرشيف لمقاتلين ينتميان إلى "قوات سوريا الديموقراطية" في دير الزور
A+   A-
تصاعدت حدّة التوتر في منطقة شرق الفرات، شمال شرق سوريا، مع استهداف الفصائل العسكرية الموالية لإيران قاعدة عسكرية أميركية، في الوقت الذي تشهد فيه أرياف دير الزور اشتباكات عنيفة بين "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) والعشائر العربية المتهمة بتلقّي الدعم من القوات الحكومية السورية والفصائل الموالية لإيران. 
 
وفيما أرسلت موسكو العماد أندريه سيرديكوف، قائدها العسكري في سوريا، للتوسط من أجل منع تمدّد الاشتباكات في ظلّ محاصرة "قسد" مواقع القوات الحكومية في الحسكة والقامشلي، ظهرت بوادر خلاف بين الفصائل الموالية لإيران والعشائر حول الاستمرار في القتال، خصوصاً بعد المجزرة المروعة في بلدة الدحلة، وسط تبادل الاتهامات بين أطراف الاشتباكات حول المسؤولية عن سقوط 11 مدنياً.
 
 
فشل روسي
وفي ظل استخدام "قسد" ورقة المربّعات الأمنية التابعة للحكومة السورية في الحسكة والقامشلي، للضغط على القوات الحكومية كي توقف دعمها للعشائر في اشتباكات دير الزور، وتحسباً لأن يؤدي ذلك إلى تمدّد الصراع إلى هذه المدن، كما حدث في أوقات سابقة، أرسلت موسكو الجنرال سيرديكوف إلى مطار القامشلي للتوسط بين "قسد" والجيش السوري لفك الحصار عن المربعات الأمنية، وحلّ النزاع المتصاعد إثر الهجوم الذي شنّه "جيش العشائر" على نقاط "قسد" في شرق الفرات.
 
إلّا أن مصادر سورية معارضة أفادت بأن وساطة سيرديكوف فشلت، فغادر ومعه مجموعة من الضباط الروس مطار القامشلي بعد اجتماع دام ساعتين مع قادة "قسد"، مضيفة أن حصار "قسد" للمربعين الأمني في الحسكة والقامشلي دخل يومه الثالث على التوالي، فيما يستمر القصف المتبادل في ريف دير الزور الشرقي، وقد أسفر عن مقتل 14 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال.
 
كذلك، أشارت المصادر إلى أن المدينة تواجه أزمة إنسانية خطيرة بسبب منع دخول المواد الأساسية، مع السماح فقط بدخول مياه الشرب للمحافظ وللمسؤولين الحكوميين.
 
"قسد" تتقدّم
وإثر فشل الوساطة، سيطرت "قسد" على قرية مجيبرة الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية في شمال الحسكة، فأصبحت بذلك على مشارف فوج كوكب العسكري التي يتمركز في موقع استراتيجي.
 
تزامن هذا كله مع إعلان واشنطن عن تعرّض قاعدتها العسكرية في الرميلان، شمال الحسكة، لهجوم بمسيّرة لم يوقع إصابات، ليكون هذا الهجوم الثاني الذي تتعرّض له القواعد الأميركية في المنطقة بعد الهجوم الذي طال قاعدة "عين الأسد" في العراق، إثر التوتر الذي خلّفه اغتيال كل من إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في بيروت. 
 
وقدّمت القوات الأميركية الدعم الجوي لـ "قسد" في تصدّيها للهجوم الذي شنّه مقاتلو العشائر على مواقعها، فيما توجّه اتهامات إلى العشائر بتلقّي الدعم من الفصائل الموالية لإيران والقوات الحكومية، الأمر الذي ينذر باحتمال توسع القتال نحو جبهات جديدة.
 
تجنّباً لمثل هذا التصعيد، الذي قد يتطور إلى صراع غير محسوب العواقب، تحدثت مصادر عدة عن مراجعة قيادة الحرس الثوري الإيراني قرارها القاضي دعم العشائر في هجومها الحالي، مفضّلة الجنوح نحو التهدئة في المنطقة الحدودية مع العراق، ولا سيما في مدينة البوكمال، بانتظار حصول الردّ الذي توعّدت به إيران و"حزب الله" اللبناني انتقاماً من مقتل هنية وشكر.
 
 
لا عمليات عسكرية
وذكرت المصادر، أن الحج ميسم الإيراني، المسؤول عن قاطع البوكمال، عقد اجتماعاً مع مسؤول الأمن العسكري ومسؤول اللجنة الأمنية في مبنى الأمن العسكري بحي الجميعات في البوكمال، لمناقشة تطورات الأحداث في ريف دير الزور الشرقي، وفق ما ورد في تقرير لموقع "فرات بوست" المحلي.
 
وخلص الاجتماع إلى إصدار قرار يمنع "جيش العشائر" من تنفيذ عمليات عسكرية ضدّ مواقع "قسد" في ريف البوكمال، بسبب حساسية المنطقة، وخشية من ردة فعل "قسد" التي قد تُترجم قصفاً عشوائياً يطال المدنيين، أو المواقع الإيرانية.
 
كما أُشير إلى أن الوضع الدولي المتوتر بين إيران ودول الغرب يستدعي تجنّب التصعيد في المنطقة، والتركيز على التطورات الأخرى، مثل ردّات فعل إيران و"حزب الله".
 
لكن، على الرغم من هذا القرار، أكّدت المصادر أن بعض قادة مجموعات "جيش العشائر"، مثل عمر الشيحان الجراح (أبو عمر) في بلدة الجلاء، وكوان الطارش في بلدة المجاودة، رفعوا الجاهزية استعداداً لشنّ هجمات على مواقع "قسد". وتزامن وصول تعزيزات من الحرس الجمهوري السوري والفرقة 17 في القوات الحكومية إلى نقاط على نهر الفرات، مع صدور القرار بمنع أي هجمات ضدّ "قسد"، الأمر الذي يشير إلى وجود خلاف بين الطرفين حول إدارة المعركة وحدودها الجغرافية.
 
وذكرت المصادر، أن صدور هذا القرار لم يمنع مجموعات "جيش العشائر" في ريف البوكمال من استهداف "قسد"، حتى وإن كان ذلك باستخدام قذائف هاون بعيدة المدى، وسط رفض شعبي من أهالي ريف البوكمال لأي تصعيد قد يسبب سقوط ضحايا من المدنيين.

اقرأ في النهار Premium