عاد حاجز العنقود على مدخل مدينة السويداء الشمالي إلى واجهة الأحداث، بعد أسابيع قليلة من اتفاق بين أجهزة الأمن السورية وفصائل محلية مسلحة في المدينة على تحويله إلى نقطة عسكرية عادية، غير مخوّلة صلاحيات التفتيش.
وتجدّد التصعيد حول الحاجز الذي أنشأته الأجهزة الأمنية السورية في حزيران (يونيو) الماضي، بعدما عززته القوات الحكومية الأحد بقوات إضافية لإعادة تفعيله خلافاً للاتفاق، وفقاً لمواقع سورية معارضة.
وبعد تحذير أولي من ارتكاب أي انتهاكات ضدّ المدنيين أو المارة، وجّهته "حركة رجال الكرامة" في السويداء الأحد للمسؤولين الحكوميين في المدينة، أصدر هذا الفصيل المحلي الاثنين، بياناً حذّر فيه من "مغبة إعادة النشاطات الإجرامية إلى المحافظة"، وضمّنه "إنذاراً أخيراً" لفصائل محلية متعاونة مع أجهزة الأمن الحكومية. وكان لحاجز العنقود نصيبه من هذه التحذيرات.
إنذار أخير
وقالت "حركة رجال الكرامة" عبر منشور على صفحتها في موقع "فيسبوك"، إن التحركات العسكرية الأحدث للحركة جاءت بمنزلة إنذار أخير لكل مجموعة تحاول إحياء أي نشاطات إجرامية، بغض النظر عن الجهة التي تدعمها.
وأضاف المنشور، أن "حركة رجال الكرامة" لن تتردّد في شنّ عمليات عسكرية ضدّ أي مجموعة يثبت تورطها بعمليات خطف وانتهاكات وسلب المدنيين، "والعملية الأحدث التي نُفّذت في بلدة عريقة غربي السويداء خير دليل على جدّية هذه التحذيرات".
وبشأن القوات الحكومية المنتشرة في المحافظة، قال المنشور إن عناصر وأفراد الجيش السوري والأجهزة الأمنية في السويداء "هم أبناؤنا بقدر ما يعتبرون أنفسهم بين أهلهم"، وعلى الجهات المسؤولة أن تفكر "في أخطاء الماضي قبل الشروع بأي خطوة تتعلق بنصب الحواجز ونقاط التفتيش".
وأشار البيان، إلى أن "حركة رجال الكرامة" وجّهت رسالة إلى الحاجز الجديد على دوار العنقود، مفادها أن التعدّيات على المارة والمدنيين، وفرض الإتاوات على حركة التجارة، والاعتقالات التعسفية وتوقيف المطلوبين للخدمتين الاحتياطية والإلزامية، هي "أمور مرفوضة".
ولو سلّحته الوحوش!
وجاء هذا التحرّك بعد نحو 10 أيام من تشكيل شخص يدعى سليم حميد مجموعة مسلحة في بلدة مفعلة شمالي السويداء، وتهديده بإطلاق النار على متظاهرين سلميين كانوا يتوجّهون إلى البلدة.
وبحسب شبكة "السويداء 24" المحلية، يحظى حميد بحماية الاستخبارات العسكرية السورية، وهو تزعم سابقاً مجموعة "قوات الفهد" التابعة للأمن العسكري. وفي آب/أغسطس 2022، هاجم "رجال الكرامة" و"لواء الجبل مقرات "قوات الفهد" ومنازل عناصرها، ما أجبر سليم على حلّ مجموعته وتسليم سلاحه.
ويوم الأحد الماضي، هدّد قائد "حركة رجال الكرامة" الشيخ يحيى الحجار، الملقب "أبو حسن"، مجموعات مسلحة محلية في السويداء، بشنّ حملة عسكرية عليها في حال نفّذت عمليات سرقة أو خطف، ولم تلتزم توجيهات مشايخ العقل.
وقال الشيخ الحجار في تسجيل مصور، إن الفصيل الذي يتشكّل لأجل كرامة الجبل وأهله نحن معه، "أما الزعرنة والتشبيح والخروج عن الخط الديني فسنكون ضدّه، حتى لو سلّحته الوحوش وأياً كان خلفه"، مضيفاً أن السويداء "لا ينقصها فصائل وتشتت".
عودة فلحوط
وكانت تعزيزات عسكرية قد وصلت إلى حاجز العنقود، ونقل موقع "السويداء 24" عن مصدر على صلة بالأجهزة الأمنية قوله "إن جهازي أمن الدولة والاستخبارات الجوية سيكونان مسؤولين عن الحاجز، تؤازرهم دورية من الاستخبارات العسكرية، وقوات من الجيش إن استدعت الحاجة، ليكون الحاجز نقطة تفتيش مشتركة".
وزعم المصدر صدور تعليمات "بعدم اعتراض المطلوبين للخدمة العسكرية على الحاجز"، مدّعياً أن الهدف الرئيسي يتعلق بملفي مكافحة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات.
وفي خطوة تشي بوجود مؤشرات إلى نية بعض الأطراف زعزعة الاستقرار في المحافظة الجنوبية، تحدثت "شبكة الراصد" المحلية عن عودة عناصر مدربين يتبعون لعصابة راجي فلحوط، التي قضى الأهالي على وجودها في 28 تموز (يوليو) 2022، والتحاقهم بعصابات السويداء.
وذكرت أن فلحوط مُغيّب منذ نحو شهرين، بعدما تمّ تجهيزه للعودة إلى السويداء وقيادة مجموعة مسلحة جديدة.