قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد، إن الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات مع تركيا لم تتوصل حتى الآن لنتائج ملموسة.
وفي إشارة إلى جهود المصالحة التي تبذلها روسيا وإيران والعراق، قال الأسد في خطاب أمام مجلس الشعب السوري: "تعاملت سوريا مع المبادرات بشأن العلاقة مع تركيا... أي عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية تستند إليها كي تنجح، وعدم الوصول إلى نتائج في اللقاءات السابقة أحد أسبابه هو غياب المرجعية".
وقطعت تركيا العلاقات مع سوريا في 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية التي دعمت فيها المعارضة التي تسعى للإطاحة بالأسد. ويرى الأسد أن المعارضين "إرهابيون".
وأضاف: "استعادة العلاقة تتطلب أولا إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها".
وأوضح الرئيس السوري أن مطالبته بانسحاب القوات التركية من سوريا ليست شرطا مسبقا للمحادثات.
واشترطت دمشق منذ العام 2022 أن تسحب تركيا قواتها، التي تسيطر على شريط حدودي واسع في شمال البلاد وتحظى بنفوذ في شمال غربها، كمقدمة للقاء الأسد ونظيره التركي وعودة العلاقات تدريجياً إلى طبيعتها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في تموز (يوليو) إنه سيوجه دعوة للأسد "في أي وقت" لإجراء محادثات محتملة لاستعادة العلاقات.
وذكرت صحيفة تركية في وقت سابق أن أردوغان والأسد قد يلتقيان في آب (أغسطس) لكن دبلوماسيا تركيا نفى التقرير.
وتحاول روسيا التوسط في عقد اجتماع بين الرئيسين في محاولة لاستعادة العلاقات. وقال العراق أيضا في تموز (يوليو) إنه قد يسعى لمحاولة الجمع بين الزعيمين.
وقبل اندلاع النزاع عام 2011، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا. وجمعت أردوغان علاقة صداقة بالأسد. لكن العلاقة بينهما انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام. فقد دعت أنقرة بداية حليفتها إلى إجراء إصلاحات سياسية، لكن مع قمع التظاهرات وتحولها تدريجاً إلى نزاع دام، دعا أردوغان الأسد إلى التنحي.
وفي آذار (مارس) 2012، أغلقت تركيا سفارتها في دمشق وقدمت دعماً للمعارضة السياسية. وتحولت اسطنبول مقراً للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة السياسية، قبل أن تبدأ بدعم الفصائل المعارضة المسلحة.