بعد أيام قليلة من تسريب معلومات عن بناء إيران قاعدة عسكرية بحرية في مدينة طرطوس، كُشف عن قاعدة عسكرية جديدة شارفت الميليشيات الإيرانية على الانتهاء من بنائها في محافظة حمص التي شهدت أخيراً غارات إسرائيلية ضد مواقع تستخدمها قوات محسوبة على إيران. ووصفت مصادر متابعة القاعدة الجديدة بأنها "ضخمة" ومن أكبر القواعد في المنطقة، وفق موقع "بوليتيكال كيز".
وتم اختيار "خربة التياس" شرق حمص موقعاً للقاعدة العسكرية الجديدة. وكلفت قيادة الحرس الثوري الإيراني مجموعة من الضباط الإيرانيين من رتب عسكرية مختلفة بمهمة الإشراف على بناء القاعدة بالتعاون مع عدد من قادة الحشد الشعبي العراقي.
وكانت القوات التابعة لميليشيات مقربة من روسيا قد أخلت مواقعها في بلدة خربة التياس في شهر أيار (مايو) الماضي، الأمر الذي أثار الشكوك في حصول الميليشيات الإيرانية على ضوء أخضر روسي لإنهاء أعمال البناء في القاعدة الجديدة.
وذكرت المصادر في حينه أن ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني وميليشيا "الفيلق الخامس" أخلت عدداً من مواقعها في مناطق تدمر والبيضة وخربة تياس الواقعين في ريف حمص الشرقي وعددها 9 مواقع عسكرية وتم تسليمها إلى الحرس الثوري الإيراني.
وأخلى "الفيلق الخامس" مقراً عسكرياً له قرب تدمر ونقطتين عسكريتين في المنطقة الواصلة بين منطقة البيضة وخربة تياس، فيما أخلت ميليشيا "لواء القدس" مقرين عسكريين قرب مدينة تدمر ومقراً قرب بلدة البيضة وثلاث نقاط عسكرية تنتشر في صحراء منطقة خربة التياس.
وتعتبر القاعدة العسكرية الجديدة واحدة من كبريات القواعد العسكرية في مناطق ريف حمص. وسارعت الميليشيات إلى نقل الأسلحة المتطورة وأنظمة الدفاع الجوي غير المجهزة إلى داخل المستودعات تحت الأرض داخل القاعدة، كما نشرت منظومات رادار متطورة روسية الصنع في محيط القاعدة.
واستقدمت الميليشيات عدداً من الدبابات والمجنزرات والمضادات الأرضية، إضافة إلى كتيبة مدفعية ميدانية وكتيبة من كتائب الدفاع الجوي. كما نُشرت أنظمة ومنصات إطلاق صواريخ، ثقيلة وخفيفة، على أطراف القاعدة، وتم العمل على حمايتها بسواتر ترابية.
ولم يتم بناء جدار أو سور للقاعدة الجديدة، لكنها رفعت العلم السوري بهدف التمويه. وبلغ عدد المدافع الميدانية التي نشرت في القاعدة 19 مدفعاً، تم توجيهها جميعاً باتجاه عمق البادية، وأحصى مراقبون نشر 11 دبابة و7 مجنزرات وأكثر من 30 مدفع هاون من عيارات مختلفة، إضافة إلى منظومات صواريخ دفاع جوي مثبتة على 4 سيارات عسكرية.
وقد زار القاعدة عدد من قياديي بعض الميليشيات التابعة لإيران كـ"حزب الله" اللبناني و"حزب الله" العراقي وميليشيا "فاطميون" الأفغانية وميليشيا "لواء القدس، وذلك بأمر من قيادة الحرس الثوري الإيراني، في إجراء يدل إلى أهمية هذه القاعدة.
وكشفت المصادر المتابعة عن هوية المسؤول عن حماية المنطقة عسكرياً، وهو القيادي في الحرس الثوري الإيراني رحيم طحان الذي يشغل منصب المسؤول العسكري عن مناطق ريف حمص وتم تكليفه الإشراف على حماية المنطقة خلال عملية إنشاء القاعدة، حيث عمل على نشر أكثر من 15 نقطة مراقبة عسكرية بمسافة 3 كيلومترات عن القاعدة، إضافة الى تسيير دوريات عسكرية دورياً في المنطقة.
وكانت قيادة الحرس الثوري الإيراني قد أرسلت عدداً من الضباط الإيرانيين، وضباطاً في فيلق القدس التابع له برتب واختصاصات عسكرية مختلفة من إيران، وبعضهم من دير الزور، إلى المنطقة المحيطة بخربة التياس، بهدف الإشراف الكامل على تجهيز القاعدة. كما استقدمت قرابة 60 عنصراً من عناصرها من مناطق مختلفة، لتجهيز القاعدة وإطلاق عمليات حفر خنادق على أطرافها، إضافة إلى تجهيز مستودعات سرية ضخمة تحت الأرض للأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية.
كما وصل فريق من الضباط إلى القاعدة لإجراء دراسة هندسية للموقع بلغ عددهم 21 ضابطاً، وينتمي معظم العناصر الذين استقداموا إلى جنسيات أجنبية، وبعضهم من مناطق مختلفة من ريف حمص وحلب من أصحاب الخبرات في الآليات الثقيلة.
وسبق لإيران أن نفت مراراً وتكراراً وجود قواعد عسكرية لها في سوريا، زاعمة أن حضورها العسكري يقتصر على المستشارين فقط، غير أن مسؤولاً إيرانياً أدلى بتصريح مفاجئ ربيع العام الماضي أشار فيه إلى وجود قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، الأمر الذي اعتبر إقراراً نادراً من إيران ببناء قواعد عسكرية في الأراضي السورية.
وجاء تصريح المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي في سياق تهديده برد حاسم ضد القوات الأميركية التي كانت قد استهدفت المواقع الإيرانية بسلسلة من الغارات الجوية.