قُتِل 12 عنصراً من الجيش السوري اليوم الأربعاء جراء هجوم انتحاري نفّذته "هيئة تحرير الشام" في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في حصيلة قتلى هي الأعلى في المنطقة منذ العام الماضي.
وقال المرصد: "قُتل 12 عنصراً من الجيش السوري بينهم ضابط، نتيجة عملية انغماسية نفذتها قوات خاصة من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على مواقع تابعة للقوات السورية في ريف اللاذقية الشمالي" المجاور لمحافظة إدلب.
وتعد حصيلة القتلى الأعلى في صفوف الجيش السوري في المنطقة منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إنَّ الهجوم يأتي في إطار "تصعيد بدأته هيئة تحرير الشام منذ مطلع الأسبوع، وتخلّلته هجمات على مواقع للجيش السوري على جبهات عدة"، من دون أن تتضح خلفياته.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" مع فصائل معارضة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وتؤوي المنطقة أكثر من خمسة ملايين نسمة، الجزء الأكبر منهم نازحون، بحسب الأمم المتحدة.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار (مارس) 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو، الداعمة لدمشق، وأنقرة، الداعمة للفصائل، وقد أعقب هجوماً واسعاً شنّه الجيش السوري بدعم روسي على مدى ثلاثة اشهر.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو. لكنّ وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حدّ كبير.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.