ارتفعت حصيلة القتلى جراء العدوان الإسرائيلي على مواقع عدّة في محيط مصياف إلى 25 شخصا، هم 5 مدنيين، و4 من القوات السورية و2 من "حزب الله" اللبناني من الجنسية السورية و11 من السوريين العاملين مع الميليشيات الإيرانية، و3 مجهولي الهوية، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 32 آخرين، نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت البحوث العلمية بمدينة مصياف، و موقع على طريق مصياف – وادي العيون، وموقع ضمن منطقة حير عباس بمدينة مصياف، وموقعين في قرية الراوي، ومعامل دفاع جوي جنوب جنوب غرب مصياف قرب قرية البيضا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأكد ضباط من قوات في المنطقة يعملون في مركز البحوث العلمية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المركز لا علاقة له بالأسلحة الكيميائية ومنذ 6 سنوات يتواجد فيه ضباط من "الحرس الثوري" الإيراني في إطار تطوير صواريخ دقيقة قصيرة ومتوسطة المدى، وخلال العام الجاري دخل عليه خط تطوير المسيّرات.
وقال المرصد إن الغارات أسفرت عن تدمير عدد من المباني والمراكز العسكرية، واندلاع حرائق في المناطق الحراجية على طريق مصياف وادي العيون ومنطقة حير العباس. كما سقطت بعض صواريخ الدفاعات الجوية في مناطق سكنية، ما أدى إلى أضرار مادية في القرى والمزارع المأهولة، بما في ذلك قرية سمكة التابعة لناحية خربة المعزة بريف طرطوس وضاحية المجد.
التفاصيل من المرصد
صباحاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "صواريخ إسرائيلية استهدفت موقع حير العباس بريف مصياف الذي تعرّض للاستهداف في الهجمات الإسرائيلية وجسم عائم في البحر قبالة سواحل بانياس. وكانت هذه الصواريخ الدفعة الرابعة في أقل من 3 ساعات".
وقال المرصد: "قصفت إسرائيل، عبر 3 دفعات، مواقع عسكرية لقوّات النظام في ريف حماة الغربي تتمركز ضمنها ميليشيات إيرانية وخبراء لتطوير الأسلحة في سورية".
وذكر أن "13 انفجاراً عنيفاً توزعوا في كل من منطقة البحوث العلمية بمصياف غربي حماة، وسقط صاروخين إسرائيليين في موقعين بمنطقة الزاوي بريف مصياف، ما أدى إلى اشتعال النيران فيهما، واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية موقعاً على طريق مصياف وادي العيون، وموقع آخر بمنطقة حير عباس، في ما هرعت سيارات الإسعاف إلى المواقع المستهدفة لنقل الجرحى".
وأحصى المرصد السوري منذ مطلع العام 65 مرّة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 48 منها جوية و17 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 140 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات وتسبّبت بمقتل 191 من العسكريين بالإضافة لإصابة 125 آخرين منهم بجروح متفاوتة.
الرواية الرسمية
بدورها، ذكرت وسائل إعلام رسمية سوريا أن إسرائيل نفّذت هجمات عدّة على ريف حماة في وقت متأخر من مساء الأحد ما أدّى إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل، وقالت مصادر إن الهجمات استهدفت مركزاً عسكرياً كبيراً للأبحاث.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مسؤول طبي محلي قوله إن 13 شخصاً أصيبوا أيضا بجروح بعضهم بحالة حرجة في أعقاب غارات اليوم في محيط مدينة مصياف، في ما تستمر سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفى.
وقال مصدران مخابراتيان بالمنطقة إن مركزاً عسكرياً رئيسياً للأبحاث الخاصة بإنتاج أسلحة كيميائية ويقع بالقرب من مصياف تعرّض للقصف مرّات عّدة. ويُعتقد أن المركز يضم فريقاً من الخبراء العسكريين الإيرانيين المشاركين في إنتاج أسلحة.
ولفتت وسائل الإعلام الرسمية السورية لى أإن القصف تسبب في اندلاع حريقين وإن فرق الإطفاء تعمل على إخمادهما.
لاحقاً، أكدت وزارة الخارجية السورية أن "تمادي الاحتلال في اعتداءاته على سوريا ودول أخرى يدل على سعيه لمزيد من التصعيد في المنطقة".
وأكدت أن "الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني من واشنطن ودول غربية يشجعه على الاستمرار في جرائمه"، محذرةً من "استمرار الصمت الدولي إزاء استهتار إسرائيل بالقوانين الدولية ونطالب بإدانة العدوان".
ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل التي لا تعلّق عادة على تقارير عن الضربات في سوريا.
وفي الهجوم الأبرز على سوريا منذ الحرب في غزة، قصفت ما يعتقد أنها طائرات حربية إسرائيلية السفارة الإيرانية في دمشق في نيسان (أبريل) وهو الهجوم الذي أشارت يران إلى أنّه أدّى إلى مقتل سبعة مستشارين عسكريين بينهم ثلاثة من كبار القادة.
إعلام عبري
من جانبها، لفتت هيئة البث الإسرائيلية غلى أن "سلاح الجو قصف مركز بحوث لتطوير أسلحة في سوريا".
وقالت القناة الإسرائيلية الرسمية عن مصادر إن "سلاح الجو شن الليلة الماضية وفجر اليوم 5 غارات على مواقع داخل سوريا بينها مركز لتطوير أسلحة دمار شامل في مصياف بحماة".
لاحقاً، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الهجوم الإسرائيلي على سوريا هو جزء من الاستعدادات لمعركة كبيرة في لبنان.