قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني والميليشيات الإيرانية في سوريا، يدفع السوريون من عسكريين ومدنيين ثمناً باهظاً ويعانون من أضرار كبيرة نتيجة لهذا النزاع الذي اختيرت سوريا مكاناً له.
فالعسكريون السوريون، سواء كانوا مجندين ضمن القوات السورية أو مقاتلين في صفوف "حزب الله" اللبناني والميليشيات الإيرانية "الذين جرى استغلال تردي الأوضاع المعيشية والانهيار الاقتصادي لتجنيدهم"، يتعرضون للخطر المستمر بسبب الغارات الجوية والقصف البري. أما المدنيون، فهم ضحايا غير مباشرين لهذا الصراع، حيث يتعرضون للقتل والإصابة غالباً عندما يكونون قريبين من المواقع المستهدفة.
وقال المرصد إن الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني عمدت منذ تدخلها في سوريا إلى تجنيد الكثير من السوريين في صفوفها من خلال دفع رواتب مغرية تفوق بعشرة أضعاف راتب ضابط في صفوف القوات السورية، مستغلة حالة العوز والفقر الشديد وانعدام فرص العمل وعدم وجود حلول أو إجراءات من قبل الحكومة السورية لتحسين الواقع المعيشي المنهار في مناطقها، حيث حولتهم ظروف الحياة القاسيية لمقاتلين في صفوف تلك الميليشيات.
وأشار المرصد إلى ان الأضرار البشرية والخسائر التي يتكبدها السوريون، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، تبرز حجم آثار هذا الصراع المستمر وانعكاسه على سوريا المنهكة من سنوات الحرب. وقد أخذ هذا الصراع بالتصاعد بشكل كبير جداً منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث كثفت إسرائيل بشكل كبير من استهدافاتها لتحركات "حزب الله" اللبناني والميليشيات الإيرانية مما زاد بشكل لافت من حجم الخسائر البشرية في صفوف السوريين، وضاعف حجم الأضرار المادية أيضاً.
ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قصفت إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة الأراضي السورية 109 مرات، 76 منها جوية و33 برية، دمرت 221 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات وتتبع في معظمها للقوات السورية. وتسببت تلك الضربات بمقتل 287 من العسكريين وإصابة 187 آخرين منهم بجراح.
ومن بين القتلى كان هناك 56 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و20 من العاملين مع "حزب الله" اللبناني، بالإضافة إلى 60 من القوات السورية.
وقُتل نتيجة هذه الضربات المكثفة منذ بداية الحرب على غزة 27 من المدنيين السوريين بينهم طفلين و5 سيدات بالإضافة لإصابة نحو 36 منهم.
وإلى جانب الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدها السوريون، تعرضت الكثير من المواقع الحيوية العسكرية منها والمدنية للأضرار والتدمير أحياناً كثيرة كان من بينها مطارات دولية وقواعد تابعة للدفاع الجوي ومقرات عسكرية وكتائب تابعة للقوات السورية ومزارع ومباني مدنية وغيرها الكثير من الأضرار نتيجة لهذه الحرب الدائرة داخل التراب السوري بين إسرائيل من جهة و"حزب الله" وميليشيات إيران من جهة أخرى.
وأدان واستنكر المرصد السوري "الاستهدافات الإسرائيلية للممتلكات العامة والخاصة لأبناء الشعب السوري وقتل السوريين، بذريعة محاربة الوجود الإيراني"، كما جدد مطالبته "بإخراج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية أيضا".
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
