وقال المرصد إن العملية استهدفت عدة مواقع هامة إلى جانب الهدف الأساسي وهو مصنع "حير عباس"، الذي يعد واحداً من أكبر وأهم المواقع لتصنيع الصواريخ الدقيقة وتطوير الطائرات المسيّرة. وتشرف عليه ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني بمشاركة "حزب الله" اللبناني.
ومع تدمير هذا المصنع، فقد الحزب قدرته الحيوية على إنتاج المزيد من الصواريخ في سوريا، ما يمثل شللاً كاملاً لعملياته التصنيعية لاسيما مع عدم وجود إمكانية لتعويض هذه الخسارة وإعادة تأهيل وإنشاء مصانع بذات الحجم في الوقت الراهن، بحسب المرصد السوري.
وتابع أن "حزب الله" اعتمد لسنوات عديدة خلت، على القدرات التصنيعية في الأراضي السورية لتقوية ترسانته العسكرية، مما سمح له بالاستقلال إلى حد كبير عن عمليات نقل الأسلحة المعقدة. ومع ضرب هذه البنية التحتية الحيوية، سيجد الحزب نفسه في موقف صعب للغاية. ولم تعد إمكانية تصنيع الأسلحة محلياً متاحة، ما سيدفعه للبحث عن بدائل في ظل القيود والظروف الراهنة، والتي تجعل من الصعب إيجاد حلول جديدة.
وإلى جانب الضربة التي شلت عمليات التصنيع، لا تزال القدرة على نقل سلاح "حزب الله" اللبناني من سوريا إلى لبنان مقيّدة بشكل كبير، كون أن عمليات النقل عبر الحدود السورية-اللبنانية تخضع الآن لمراقبة إسرائيلية صارمة، سواء عبر الطائرات المسيّرة التي تراقب الحدود على مدار الساعة أو من خلال العملاء الذين تم تجنيدهم داخل سوريا لرصد تحركات الحزب.
هذه المراقبة المكثفة تمنع أي محاولات جادة لنقل الأسلحة، وتضع "حزب الله" أمام تحدٍ كبير في تأمين أسلحته من سوريا.
وأكد المرصد أنه مع شلل التصنيع المحلي وصعوبة النقل البري، فإن النقل الجوي لهذا النوع من الأسلحة الدقيقة أيضاً لم يعد خياراً جيداً للحزب.
ففي السابق، كانت المطارات السورية تعد نقاطاً رئيسية لتوريد الأسلحة لحزب الله عبر رحلات إيرانية. لكن ومع تزايد الهجمات الإسرائيلية على هذه المطارات، أصبحت عمليات النقل الجوي شبه متوقفة.
ووفقاً لتقارير سابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن إيران بدأت منذ عام 2018 في إنشاء مصانع لتصنيع الصواريخ الدقيقة بإشراف "الحرس الثوري الإيراني" ومشاركة "حزب الله". هذه المصانع، مثل "حير عباس"، كانت محورية في تطوير الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، إلى جانب إدخال تطوير المسيّرات على خط الإنتاج.
ومنذ ذلك الحين، تعرضت هذه المواقع لأكثر من 5 ضربات جوية إسرائيلية، كان من بينها في عام 2022، عندما دُمر أكثر من 1000 صاروخ إيراني الصنع في مركز البحوث العلمية في مصياف خلال غارة جوية استمرت الانفجارات عقبها لمدة 6 ساعات.
الضربة الإسرائيلية الأخير تمثل تحذيراً واضحاً، ونجحت في إرسال رسالة قوية للحزب مفادها أن الأراضي السورية لن تكون ملاذاً آمناً لتطوير أو نقل الأسلحة، وأن كل تحركاته باتت تحت المجهر الإسرائيلي الدقيق.