أكّدت الأمم المتحدة الجمعة أن 11 من موظفيها "محتجزون" لدى المتمردين الحوثيين في اليمن وطالبت بالإفراج "غير المشروط" عنهم، بعد احتجاز هذه المجموعة المدعومة من إيران عشرات العاملين في منظمات دولية.
وأعلنت منظمة ميون لحقوق الانسان أن الحوثيين قاموا الخميس بـ"مداهمة منازل واختطاف موظفين في الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى عاملة" في أربع مناطق خاضعة لسيطرتهم.
وأشارت الى أن التوقيفات التي جرت في محافظات صنعاء والحديدة وصعدة وعمران، طالت 10 موظفين لدى هيئات تابعة للأمم المتحدة، وثمانية عاملين مع منظمات غير حكومية محلية ودولية.
وصرح ستيفان دوجاريك للصحافيين: "يمكنني أن أؤكد لكم أن سلطات الحوثيين اوقفت 11 موظفا محليا يعملون في اليمن"، لافتا الى أن المنظمة طالبت الحوثيين بـ"توضيحات".
وأضاف: "نحن نستطلع كل القنوات الممكنة للتوصل إلى إفراج غير مشروط عن جميع هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت".
وأكد مصدر ديبلوماسي لوكالة "فرانس برس" طلب عدم ذكر اسمه، أن أكثر من عشرة عاملين إغاثيين من بينهم موظفون في الأمم المتحدة، احتجزوا الخميس.
ولم يصدر تعليق فوري من المنظمة الدولية أو حركة "أنصار الله" الحوثيين.
وأشارت منظمة ميون الى أن جهاز الأمن التابع للحوثيين "نفّذ حملة مسلحة متزامنة... استهدفت موظفين يمنيين يعملون لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية"، موضحة أن عدداً من هؤلاء "تمت مداهمة منازلهم والتحقيق معهم داخلها ومصادرة جوالاتهم وحواسيبهم قبل اقتيادهم على متن مركبات عسكرية إلى جهة مجهولة".
ودانت "بأشد العبارات هذا التصعيد الخطير الذي يشكل انتهاكا لامتيازات وحصانات موظفي الأمم المتحدة الممنوحة لهم بموجب القانون الدولي"، وشجبت "ممارسات قمعية شاملة ابتزازية للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية".
وقالت نيكو جعفرنيا، الباحثة بشؤون اليمن في منظمة "هيومن رايتس ووتش" لـ"فرانس برس" إن "إجراءات الحوثيين تقوّض العمل الإنساني الأساسي في اليمن في وقت لا تتوافر لغالبية اليمنيين الحاجات الأساسية مثل المياه والغذاء".
من جهته، تحدث وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني عبر منصة "إكس" عن "تصعيد غير مسبوق وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية".
وتتهم منظمات حقوقية الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن أبرزها صنعاء، بتنفيذ عمليات خطف وتوقيف وتعذيب طالت مئات المدنيين منذ بدء النزاع في العام 2014.
وتعرّض العديد من العاملين في المجال الإغاثي للقتل أو الخطف خلال النزاع، ما دفع منظمات دولية الى تعليق عملياتها أو سحب موظفيها الأجانب لأسباب أمنية.
والعام الماضي، أعلنت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) تعليق عملياتها لعشرة أيام في شمال اليمن بعد مقتل أحد العاملين معها أثناء احتجازه في صنعاء.
وفي تموز (يوليو) 2023، قتل موظّف في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في إطلاق نار بمحافظة تعز.