كشفت المخابرات الأميركية عن مساعٍ لتسليح جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران حركة "الشباب" الصومالية المتطرّفة، وفق ما أكد ثلاثة مسؤولين أميركيين لشبكة "سي أن أن".
وبدأ مسؤولو المخابرات الأميركية يبحثون عن أدلة على تسليم الحوثيين أسلحة إلى الصومال التي لا يفصل بينها وبين اليمن سوى خليج عدن، محاولين معرفة ما إذا كانت إيران التي تقدّم الدعم العسكري والمالي للحوثيين، متورّطة في الأمر أيضاً.
تملك حركة "الشباب" حالياً بعض الصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة محلية الصنع التي استخدمتها في قتالها ضد الحكومة الصومالية سابقاً، وهي أسلحة فتّاكة لكنّها أصغر حجماً نسبياً ما يمكن أن تحصل عليها من الحوثيين إذا تمت الصفقة بينهما.
ويمتلك الحوثيون طائرات بدون طيار فضلاً عن صواريخ بحرية وباليستية قصيرة المدى.
تمويل...
وفق الشبكة الأميركية، قد يوفّر هذا الاتّفاق باباً جديداً من التمويل للحوثيين، في الوقت الذي يعتقد المسؤولون الأميركيون أن هناك دلائل على أن الراعي الرئيسي للجماعة اليمنية أي إيران، لديها بعض المخاوف بشأن استراتيجية الهجمات التي ينتهجها الحوثي.
وفي السياق، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية "إن القدرة على بيع بعض الأسلحة ستجلب لهم الأموال التي يحتاجونها".
أمّا بالنسبة لحركة "الشباب" المصنّفة إرهابية، فيمكن أن يوفّر اتّفاق مماثل إمكانية الوصول إلى مصدر جديد للأسلحة بما في ذلك الطائرات بدون طيار الأكثر تطوّراً بكثير من ترسانتها الحالية، ويوفّر للحركة القدرة على ضرب أهداف أميركية.
يذكر أن للولايات المتحدة نحو 480 جندياً في الصومال، حسب ما كشف مسؤول أميركي.
وكانت أميركا واصلت طوال فترة رئاسة جو بايدن تنفيذ ضربات ضد أهداف للحركة وتنظيم "داعش".
تحذير...
وكانت الولايات المتحدة حذّرت دول المنطقة بشأن هذا التعاون خلال الأسابيع الأخيرة، حسب ما أكّد المسؤول الرفيع في الإدارة الأميركية، في ما بدأت الدول الأفريقية في بحث الأمر بشكل استباقي مع الولايات المتحدة للحصول على مزيد من المعلومات.
وقال مسؤول أميركي إن هناك شعوراً بأن الاتّفاق سوف يشمل "معدّات أكبر" من مجرد الصواريخ وقذائف الهاون.
سجّلت بعض عمليات التهريب الروتينية للأسلحة الصغيرة والمواد التجارية سابقاً بين مجموعات مختلفة في اليمن والصومال لسنوات، لكن اتّفاق الأسلحة هذا بين "الشباب" والحوثيين أمر مستجد ومقلق جدّاً في آن، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وتثير المعلومات الاستخباراتية احتمالاً مثيراً للقلق بأن العلاقة بين الجماعتين قد تجعل الأمور أسوأ في الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن، حيث شن الحوثيون هجمات منتظمة على سفن الشحن التجاري والقوات العسكرية الأميركية بعد بدء الحرب في غزة.
دور إيران؟
ويعد أحد الأسئلة الرئيسية التي تواجه مسؤولي الاستخبارات الأميركية هو مدى تورّط إيران في هذا الاتّفاق.
وذكر المسؤولون أنّه لا يوجد دليل مباشر حتى الآن، لكن الولايات المتحدة لا تزال تبحث، فما يحدث يتناسب مع جهود طهران لتوسيع الجبهة ضد الولايات المتحدة والغرب، من خلال توفير الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر لمجموعات بالوكالة.
وقال أحد المسؤولين العسكريين: "لا أعتقد أن إيران جزء من هذا بالفعل. الحوثيون هم حوثيون بمفردهم".