النهار

قصور رسمي وإهمال أسري: السّباحة خطر في سواحل اليمن!
عدن-علي محسن
المصدر: النهار العربي
تتوالى حوادث الغرق على السواحل اليمنية، وسط تحذيرات رسمية من خطر السباحة في موسم الرياح. يبدو أن الإهمال سبب رئيسي في هذه الحوادث.
قصور رسمي وإهمال أسري: السّباحة خطر في سواحل اليمن!
يمنيون يلهون على شاطئ مطل على البحر الأحمر رغم التحذيرات
A+   A-
لا يجد اليمنيون ملاذاً لهم في هذا الصيف الحارق إلا سواحل عدن الساحرة، فيقبلون عليها لقضاء عطلة صيفية عائلية تخفف عنهم درجات الحرارة المرتفعة. إلا أن فرحتهم لم تكتمل، شأنهم في كل عام. فمنذ بداية حزيران (يونيو) وحتى بداية أيلول (سبتمبر)، تتوالى التحذيرات من رياح موسمية تهب على عدن وباقي المحافظات الساحلية اليمنية، فتزداد معها حوادث الغرق.
 
وتمتلك اليمن أطول شريط ساحلي يصل طوله إلى 2200 كيلومتر، يقع ثلثه على البحر الأحمر، وثلثاه على بحر العرب. إلا أن أغلبية تلك السواحل تفتقر إلى الخدمات.
 
 
32 حالة غرق
في هذا الإطار، يقول العميد عبد الرب الديواني، المدير العام لمكتب خفر السواحل في قطاع خليج عدن، لـ"النهار العربي" إن سواحل عدن شهدت 32 حالة غرق في عامي 2022 و2023، "بينها حالات نتجت من إهمال الأسر أطفالها على الشواطئ".
 
ففي إجازة الأضحى قبل أسابيع، غرق الطفل بكيل هاشم باشادي (8 أعوام) في ساحل "غولد مور" حيث قدم مع أسرته من محافظة لحج للتنزه والاستمتاع. وسرعان ما تبدد الفرح وحلّ الحزن... ومثله كثيرون.
 
يطالب الصياد أدهم عبده الجهات المعنية بتعيين مشرفين ومنقذين على السواحل، ويقول لـ"النهار العربي": "يجب تنظيم مسألة السباحة على الشواطئ المفتوحة، وحث الأسر على عدم إهمال أطفالهم، خصوصاً في أيام الرياح الموسمية التي تزيد من ارتفاع الموج. فكثيرون جداً لا يتقنون السباحة في الموج العالي".
 
مسؤوليات مهمة
يؤيد الديواني ما يطالب به عبده، ويضيف أن عناصر خفر السواحل تعمل على نشر الملصقات التوعوية وتبث الإعلانات الإذاعية وتطلق حملات في منصات التواصل الاجتماعي، "لعلّ الناس يدركون الخطر الذي يرمون فيه أطفالهم... فلا أمان للموج، ولا يكفي أن ننشر فرقاً للإنقاذ، علماً أن الإمكانيات المتاحة متواضعة".
 
 
ويشدد الديواني على ضرورة أن تؤدي المجالس المحلية في المديريات ووزارة الصحة واجباتها نحو المواطنين، "لتكتمل الجهود الإغاثية في أقل تقدير، فوزارة الصحة كانت تؤمن عربات للإسعاف على السواحل فيها أطباء ومسعفون متمكنون من عمليات الإنقاذ من الغرق، وكانت المجالس المحلية تمدنا بمتطوعين للإنقاذ والحماية".
 
ويتوجه الديواني إلى الأهالي راجياً عدم ترك أطفالهم من دون مراقبة على السواحل، "فهذا قد يكلفهم حياةً غالية". ويضيف: "كذلك، أرجو منع الأولاد من الخروج في رحلات شبابية في موسم الرياح، فالشباب لا يبالي بالتحذيرات، وهذا ما يؤدي غالباً إلى ما لا تُحمد عقباه".
 
تحذيرات مشددة
وكانت مصلحة خفر السواحل اليمنية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً قد حذرت المواطنين في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى من خطر السباحة في شواطئ البحر العربي خلال موسم الرياح، حفاظاً على سلامتهم من مخاطر الغرق، وسألتهم التزام اللوائح الإرشادية وارتداء سترة النجاة وتجنب السباحة مسافات طويلة في عمق البحر، خصوصاً بعد حادثة غرق الطفل باشادي.
 
 
وأوضحت المصلحة في بيان صحافي أن مواسم الرياح بين حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر) من كل عام، تُساهم في اشتداد الأمواج البحرية وارتفاعها الكبير، ما يُشكل خطراً حقيقياً على سلامة الراغبين في السباحة.
 
كما شددت في البيان نفسه على ضرورة مراقبة أولياء الأمور أبناءهم، ومنعهم من اللعب أو السباحة على الشواطئ خلال موسم الرياح، حفاظاً على سلامتهم.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium