هناك وجهان لما تقوم به جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر وعند مضيق باب المندب من مضايقات أمنية للسفن الغربية أو المتجهة ناحية الموانئ الإسرائيلية.
الوجه الأول يرى أنّ تلك العمليات، تأتي في إطار المقاومة واستراتيجية "وحدة الساحات" التي أطلقتها إيران. وهو أمر تقبله بشكل تكتيكي بعض دول الإقليم في إطار إيجاد رافعة ضغط على إسرائيل.
لكن هناك وجه آخر لما تقوم به جماعة الحوثي. فإيران لا تقدم الدعم لتلك الجماعة اعتباطاً، حيث موقع اليمن المطلّ على مدخل البحر الأحمر وبحر العرب، أهم من تلك الجماعة الشيعية المسلحة التي ترفع شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل"!
فهذه الجماعة هي في مهمة أكبر من تحرير القدس، تتعلق بمنح إيران "القنبلة الذرية البديلة" في إطار مساعيها لاستعادة التوازن لصالحها في الإقليم.
وهناك مهمة أخرى تتعلق بالمحور الشرقي الذي تنتمي إليه إيران، والذي يعمل على تفكيك النظام الدولي وإعادة بنائه بما يخدم استعادة القوى القديمة موقعها في المعادلة الدولية التي لا تزال تميل كفتها ناحية الغرب.