على مدى الأشهر العشرة الماضية، نفّذت حركة "أنصار الله" (الحوثيون) عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بصواريخ ومسيّرات بحرية وجوية من مناطق سيطرتها في اليمن.
ويقول المتمرّدون اليمنيون المدعومون من إيران، إن السفن التي يستهدفوها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، في ما يعتبرونه دعما لفلسطينيي قطاع غزة حيث تدور حرب دامية منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين الدولة العبرية وحركة "حماس".
ومنذ أن شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات مشتركة على مواقع تابعة لهم في اليمن، بات الحوثيون يستهدفون سفنا يعتقدون أنها على صلة بالبلدين.
لكن من بين نحو مئة سفينة مستهدفة بحسب تعداد "مركز المعلومات البحرية المشترك" الذي يديره تحالف بحري غربي، تسببت فقط بضع هجمات بسقوط ضحايا أو بأضرار جسيمة.
في ما يأتي أسوأ العمليات التي نفّذها الحوثيون:
خطف "غالاكسي ليدر"
في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، نفّذ الحوثيون إنزالا على السفينة "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر وخطفوها مع طاقمها المؤلف من 25 فردًا من جنسيات مختلفة.
اقتادوا السفينة إلى ميناء الصليف في محافظة الحُديدة الخاضعة لسيطرتهم، وسرعان ما رفعوا عليها أعلام اليمن وفلسطين وشعارات منددة بإسرائيل والولايات المتحدة وبدأوا بتنظيم زيارات لليمنيين على متنها.
والسفينة ناقلة مركبات تشغلها شركة يابانية وتملكها شركة بريطانية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.
ولا يزال أفراد الطاقم محتجزين لدى الحوثيين. وقد ظهروا في صور يلفّون الكوفيات الفلسطينية على أكتافهم، أثناء لقائهم وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أيار (مايو) 2024.
وشكلت هذه العملية باكورة هجماتهم على السفن التي تكثّفت في الأشهر اللاحقة، رغم تشكيل واشنطن تحالفا دوليا لـ"حماية" الملاحة البحرية في كانون الأول (ديسمبر) وشنّ ضربات مشتركة مع لندن بهدف ردعهم منذ كانون الثاني (يناير) 2024.
غرق "روبيمار"
في 18 شباط (فبراير) 2024، ألحق هجوم صاروخي أضرارا جسيمة بالسفينة "روبيمار" في البحر الأحمر، ما دفع إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 24 فردا إلى جيبوتي المجاورة.
وتسبب الهجوم على سفينة الشحن التي تديرها شركة لبنانية، بتسرّب المياه إليها وخلّف بقعة نفط بطول 18 ميلا، ما أثار مخاوف من كارثة بيئية.
بعد تعثّر محاولات قطرها إلى ميناء آمن، غرقت السفينة في الأول من آذار (مارس)، مع حمولتها البالغة 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما أثار مخاوف من كارثة بيئية في البحر الأحمر.
وأرسلت الأمم المتحدة خبراء لتقييم المخاطر. في الثامن من آذار (مارس)، أكدت منظمة "لوسيدر" (الأرزة)، وهي إحدى المنظمات التي فوّضتها الأمم المتحدة، أن غرق "روبيمار" لا يمثل "خطرا فوريا" على البيئة.
3 قتلى في استهداف "ترو كونفيدنس"
في السادس من آذار، أصابت صواريخ سفينة "ترو كونفيدنس" في خليج عدن، ما تسبب بمقتل ثلاثة من أفراد الطاقم، بينهم فيليبينيان، وإصابة أربعة آخرين على الأقلّ.
وأجلت البحرية الهندية أفراد الطاقم الـ21، بينهم 13 فيليبينيا، إلى جيبوتي.
وجرى قطر ناقلة البضائع المملوكة من ليبيريا والتي لحقت بها أضرار جسيمة، إلى ميناء الدقم في سلطنة عُمان.
غرق "توتور"
في 12 حزيران، أُصيبت السفينة "توتور" بأضرار كبيرة جراء استهدافها في البحر الأحمر، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقمها من الجنسية الفيليبينية.
وتسبب الهجوم بتسرب المياه إليها ودفع إلى إجلاء طاقمها.
وبعد أيام، غرقت ناقلة البضائع "توتور" المملوكة من شركة يونانية، لتصبح بذلك ثاني سفينة تغرق جراء هجمات الحوثيين. ولم تُعرف طبيعة حمولتها.
هجوم على "سونيون"
في 21 آب (أغسطس)، تسبب هجوم على السفينة "سونيون" قبالة سواحل الحُديدة، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها.
في اليوم التالي، أجلت فرقاطة فرنسية تابعة للبعثة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر "أسبيدس"، أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 شخصا إلى جيبوتي وباتت السفينة اليونانية التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام تشكل "خطرا ملاحيا وبيئيا".
بعد أيام، نشر الحوثيون مقطع فيديو يُظهر تفخيخ ناقلة النفط وتفجيرها، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها، قبل "السماح" بسحبها.
وفي الثالث من أيلول (سبتمبر)، أعلنت "أسبيدس" أنّ "الظروف غير مؤاتية" لقطر الناقلة المشتعلة، محذرة من احتمال حدوث كارثة بيئة "غير مسبوقة" في المنطقة.