يحتفي العراقيون جميعاً اليوم الأربعاء بعيد الفطر، بعدما أعلن مكتب المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني موعده متوافقاً مع إعلان مماثل للوقف السني. وهي من المرات القليلة التي يتوافق موعد العيد في يوم واحد بين الشيعة والسنّة في العراق، ما أثار ارتياحاً شعبياً عكسته تعليقات كثيرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وثمة تقاليد وعادات تتغيّر جزئياً مع مرور الزمن في كيفية احتفاء العراقيين بعيد الفطر، سواء بقوا في مدنهم أو قراهم أو غادروا في سفرات داخلية أو خارجية، كلّ حسب إمكاناته. لكنّ الثابت حرص عائلات كثيرة على روح تلك التقاليد بحيث لا تلغي التبدلات الزمنية جوهرها ومعناها.
السفر إلى الشمال
ويفضل أبو بسام الذي يسكن في منطقة الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد، السفر الى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، خلال عطلة عيد الفطر، على عكس العام الماضي حين أمضى العطلة في مدينة اسطنبول التركية. ويقول لـ"النهار العربي" إن "الطبيعة في مدن أربيل والسليمانية ودهوك جميلة والعطلة هناك أقل تكلفة، عدا عن قرب المسافة، إضافة إلى الشعور بالأمان".
وتزايدت في الشهور الأخيرة شكاوى كثير من العراقيين الذين يزورون تركيا بسبب مشاكل عديدة واجهتهم هناك.
"كاهي وقيمر"
وترتبط أجواء العيد في العراق عادة بالتقاليد الشعبية رغم الظروف الاقتصادية والأزمات. وقبيل العيد بيومين تجهّز الأسر العراقية حلويات الـ"كليجة بالتمر"، كونها تقليداً قديماً. وفي صباح العيد يذهب غالبية الأفراد الى المسجد لأداء الصلاة، وبعد عودتهم إلى منازلهم يتناولون "الكاهي والقيمر" وهي أكلة عراقية شهيرة ضمن وجبة الفطور، وطعمها أقرب إلى الحلويات.
وفي عيد الفطر تحرص عائلات عراقية كثيرة، وخصوصاً في البصرة جنوب البلاد، على تناول "المسموطة"، وهي أكلة سمك سومرية شهيرة يقول كثيرون إنها تعوّض الأملاح في الجسم بعد شهر من الصيام.
سمك "المسموطة" في البصرة. (أ ف ب)
وصبيحة عيد الفطر تتبادل بعض الأسر الزيارات والعزائم، وكذلك زيارة المقابر، في تقليد تحرص غالبية العوائل على استمراره.
ومع ذلك ثمة من يشعر عاماً بعد آخر بالملل من بعض التقاليد وخصوصاً في ظل الضغوط المعيشية والاقتصادية، فيكتفون بالبقاء في منازلهم أو إنجاز بعض الأعمال إذا كانوا يعملون في مجالات حرة، علماً أن كثيرين لا تسعفهم إمكاناتهم المادية للقيام برحلات سفر داخلية مع عائلاتهم.
ويقول أحمد الكعبي إن الأوضاع الاقتصادية لبعض العائلات ترخي بظلالها على مشاريعهم في العيد، فيكتفون بالواجبات الاجتماعية التقليدية غير المكلفة مادياً، لافتاً إلى أنه "رغم كل شيء لا تزال لعيد الفطر بهجته وخصوصاً لدى الأطفال".
وتحرص عائلات كثيرة على شراء ملابس العيد للأطفال من المتاجر الشعبية ذات الأسعار المخفضة، بعدما صارت الملابس الجديدة في المتاجر المتخصصة والمراكز التجارية الكبرى "بعيدة المنال"، وفق الكعبي.
وتشهد بعض الأزقة و"الدرابين" الداخلية في مختلف المناطق العراقية
بعضاً من المعالم التقليدية في العيد، إذ يخرج الأطفال بملابس العيد وما توفره لهم عائلاتهم من ألعاب يتناوبون استخدامها وسط صيحات اللهو والبهجة.