النهار

"الصيف خطير"... مربّو الماشية في أهوار العراق يخشون من نقص المياه
المصدر: رويترز
أدرجت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الأهوار عام 2016 ضمن قائمتها لمواقع التراث العالمي.
"الصيف خطير"... مربّو الماشية في أهوار العراق يخشون من نقص المياه
جواميس في أهوار العراق.
A+   A-
يقول مهدي حسين، أحد سكان منطقة أهوار الجبايش في العراق، إن أول شيء يفعله عندما يستيقظ في الصباح هو التحقّق من منسوب المياه في الأهوار التاريخية.
 
فانخفاض مستوى المياه لن يبشّر بخير للجاموس الذي يقضي حسين أيامه في رعايته والاهتمام به.

وقال مهدي حسين لتلفزيون "رويترز": "نحن كل يوم أول ما نصحى صباحاً نلقي نظرة على الماء هل هو ناقص أم ازداد، أول ما نصحى نشوف الماء، إذا رأينا الماء ازداد نفسيتك ترتاح وإذا رأيناه نقصان نحزن على حلالنا (الماشية)".

وأدرجت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الأهوار عام 2016 ضمن قائمتها لمواقع التراث العالمي.
 
ويوضح حسين أن انخفاض مستويات المياه في الأهوار يتسبب في خسارة كبيرة بالماشية.
 
وأضاف "أعداد الجاموس قبل خمس سنوات ستة، كانت الحلال تتكاثر بالهور ولا نشتري أعلاف، لكن منذ أربع سنوات جف الهور وأصبح لدينا خسائر موت في الحلال ونشتري أعلاف بكمية كبيرة، وصار لدينا نقص بالحلال جدا كبيرة بسبب التنقّلات وجفاف الهور".
 
ويشير خبير الأهوار جاسم الأسدي إلى أن تقلّب مستويات المياه مصدر قلق ويتطلّب إدارة دقيقة.
 
وتابع الأسدي لتلفزيون "رويترز": "تقدّر كميات المياه التي نفقدها بالتبخّر سنوياً في الأهوار العراقية بعمق يزيد على مترين و80 سنتيمتراً، طبعا هذا العمق كبير ويعتمد على المساحة السطحية المغمورة، بالنتيجة هذا يحتاج إلى استدامة، يعني استدامة مياه الأهوار العراقية والتي تقدر 5.4 مليار متر مكعّب سنوياً كمياه عذبة والتي تغطي فقط نصف مساحة الأهوار المستهدفة بالإغمار والتي هي 5600 كيلومتر مربّع".

وأضاف "نسبة الإغمار تقدر بين 40 إلى 45 بالمئة في الأهوار، هل نستطيع المحافظة على هذه النسبة؟ هل نستطيع المحافظة على هذا المنسوب؟. أنا أشك في ذلك وأنا يساورني القلق أن الصيف القادم سيكون صيفاً خطيراً ما لم تكن هناك خطة محكمة لإدارة النظام الهيدرولوجي بالأهوار. أعني بذلك تحديد كمية مناسبة من الفرات للأهوار وكذلك من دجلة عن طريق (مشروع) ناظم البتيرة، الآن هناك إطلاقات من ناظم دجلة من البتيرة، باتجاه الأهوار الوسطى".
 
وأردف الأسدي قائلاً "منتصف شهر 12 كانون الأول (ديسمبر) كانت نسبة الإغمار لا تتجاوز ثمانية بالمئة؜ لكل الأهوار العراقية نتيجة انخفاض المناسيب بشكل كبير. فمنسوب نهر الفرات في الجبايش (أهوار اسمها الجبايش) وهو المنطقة التي تورد المياه لكل من هور الحمَار الغربي والأهوار الوسطى لا يزيد على 28 سنتيمتراً عن مستوى سطح البحر، أما اليوم منسوب الفرات 1.4 سنتيمتر عن مستوى سطح البحر نتيجة كميّة المياه الوفيرة القادمة من نهري الفرات ودجلة في الشهرين الماضيين ونتيجة الأمطار الغزيرة التي لأول مرة نشاهدها في مناطق الأهوار".

وخلال الحرب مع إيران من 1980 إلى 1988، اتّهم صدام حسين سكّان منطقة الأهوار بالخيانة ثم سعى لتجفيف الأهوار، التي كانت تمتد لتغطي مساحة تزيد على 9583 كيلومتراً مربّعاً، لطرد من وصفهم بالمتمرّدين.

وهرب بالفعل العديد من سكّان المنطقة، لكن بعد الإطاحة بصدام في 2003، عادت المياه لأجزاء من الأهوار وعاد زهاء 250 ألفاً من سكّانها بحذر.

وتعد المنطقة موطناً لعرب الأهوار منذ آلاف السنين، والمياه عامل أساسي للحفاظ على أسلوب حياتهم، ويرى كثيرون أن الحياة في الأهوار صعبة إذ أنّها تعتمد على صيد الأسماك وتربية الجاموس.

ويوضح بشير معيبر، من سكّان منطقة أهوار الجبايش، أن خططه للصيف المقبل معلقة بين الرحيل والبقاء في الجبايش.

وقال لتلفزيون "رويترز": "والله هذا الصيف أنا لحد الآن لا أعرف أبقى أم لا أبقى (يرحل عن الأهوار) الخبر عند الله، ورا نسبة المياه إذا رأيت نسبة المياه انخفضت لا أبقى هنا أذهب بالقرب من المدينة أجلب المياه وأعمل مزرعة بوسط المدينة وأشتري المياه لأن السنة الماضية ضربنا الموت (موجة الجفاف والحر) للجاموس تريد مياه لا توجد أو تشرب مياه خايس (راكدة مالحة) فتنفق وتموت والأسماك الشيء نفسه، نحن هذه السنة خوفنا أكثر، أصبحنا نخاف من المياه".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium