النهار

بغداد... حلّة جديدة
المصدر: رويترز
قرب شارع المتنبي التراثي في قلب بغداد الذي يشتهر بالكتب والمكتبات ويمتد تاريخه إلى أكثر من قرن من الزمان يبرز شارع السراي الذي يعود إلى العهد العثماني.
بغداد... حلّة جديدة
القصر العباسي
A+   A-
قرب شارع المتنبي التراثي في قلب بغداد الذي يشتهر بالكتب والمكتبات ويمتد تاريخه إلى أكثر من قرن من الزمان يبرز شارع السراي الذي يعود إلى العهد العثماني.

يضم الشارع إضافة إلى مبنى القشلة، وهو سراي الحكومة القديم وبني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عددا من مؤسسات الدولة إبان العهد العثماني والملكي في العراق، فضلا عن القصر العباسي الذي يعود تاريخه للخلافة العباسية.

في منتصف هذا الشارع ينهمك العمال في أعمال تجديد الطابوق (الطوب الطيني) وصيانته، وترميم الزخارف والنقوش الإسلامية التي تعلو بعض هذه الأبنية، منها بناية الشرطة في العهد الملكي، واستبدال البلاط ليكون من الحجر الطبيعي ومنسجما مع البلاط المستخدم في أرضية شارع المتنبي الذي جرى ترميمه عام 2008، وبات مقصدا للسياح صباحا ومساء ومركزا للمنتديات الثقافية والاجتماعية.

وتسعى السلطات العراقية من خلال حملة التجديد إلى إعادة الحياة إلى بغداد القديمة، التي بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في عام 762-768 ميلادية، المتمثلة بالمنطقة المحصورة من جسر باب المعظم إلى جسر الجمهورية، فضلا عن ساحل دجلة القديم والذي كان فيما سبق يضم مؤسسات الحكومة العراقية القديمة من خلال عدة مراحل بدأت بشارع المتنبي ومن ثم إحياء شارع الرشيد في مسعى لجذب السياح وإعادة رونق بغداد القديمة بحسب المسؤولين العراقيين.

الافتتاح في حزيران (يونيو)
يقول علي طارق المدير التنفيذي لرابطة المصارف العراقية الممولة لمشروع "نبض بغداد" إنه جرى الانتهاء من 80 في المئة من المشروع وسيتم افتتاحه في منتصف حزيران الجاري.

وأضاف: "ملخص المشروع هو تأهيل مركز بغداد القديمة في جزئه التراثي والتاريخي بعد إكمال المرحلة الأولى المتمثلة بتأهيل شارع المتنبي".

وأشار إلى أن الجزء الذي يجري العمل عليه الآن يسمى بمحور السراي وهو جزء من خطة شاملة لتأهيل مدينة بغداد القديمة ويجري العمل عليه بالتعاون مع أمانة بغداد ووزارة الثقافة ومحافظة بغداد ومكتب مجلس الوزراء وتمويله من قبل المصارف الخاصة.

وتوقع طارق أن يتم افتتاح الشارع منتصف الشهر الحالي والذي يتضمن تأهيل واجهات المباني التاريخية إضافة إلى تبديل الأرضيات وتنظيم الإنارة وفتح المباني التاريخية أمام السياح.

وأوضح أن المنطقة التي يجري تأهيلها حاليا محصورة بين مقهى الشابندر في شارع المتنبي وساحة السراي وتضم عدة مبان منها مبنى القشلة وقصر السراي وجامع السراي والمتحف الإيطالي ومركز الشرطة القديم وبعض المباني التاريخية والتراثية.

وأشار طارق إلى أن المرحلة الثالثة من المشروع ستتضمن تأهيل المقطع الممتد من دائرة البريد القديمة إلى منطقة الميدان ومن ثم المنطقة الممتدة من الميدان إلى ساحة الرصافي، موضحا أن الشركات التي تعمل على التأهيل هي شركات عراقية متخصصة بالمباني التراثية.
 

شح المعلومات
يشير محمد الصوفي المهندس الاستشاري للمشروع إلى بعض الصعوبات منها شح المعلومات والمخططات والصور القديمة لتلك المواقع التراثية، موضحا أنه جرى استعمال مواد مشابهة للمواد الموجودة أصلا في هذه المواقع.

وأضاف الصوفي: "عملنا على إزالة المشوهات التي تشوه المباني التراثية منها إزالة أسلاك الكهرباء القديمة وتوحيد اللافتات وصيانة الواجهات والطابوق والنوافذ والزجاج حيث كانت تطغى عليها العشوائية منذ عشرات السنين".

وأكد وجود صعوبات واجهت المشروع منها "شح الأرشيف الخاص بالمنطقة ولذلك نحن حذرون بالتعامل مع تلك المباني، إضافة إلى أن المنطقة مفتوحة وفيها الكثير من المارة مما أدى إلى تأخير العمل".

وبحسب المهندسين الذين يشرفون على أعمال التأهيل، يبلغ عدد المباني التي يجري تأهيلها 16 مبنى شارف معظمها على الانتهاء.

وتندرج هذه الخطة ضمن خطة أوسع لتطوير كامل شارع الرشيد وأجزاء من شارع الجمهورية حيث مركز بغداد القديمة، فيما أصبحت المنطقة مركزا لإحدى أهم أسواق بغداد ولأنشطة تجارية ويتبضع منها الآلاف يوميا.

خطة من عدة مراحل
يقول المتحدث باسم أمانة بغداد محمد الربيعي إن المرحلة الثالثة من المشروع سيتم ربطها بوزارة الدفاع القديمة وستكون متحفا عسكريا.

وتابع أن إعمار شارع الرشيد، وهو من أقدم وأشهر شوارع بغداد، سيبدأ من باب المعظم إلى الباب الشرقي وسيتضمن عدة مراحل "وسيتم تنظيم حركة التسوق دون الإضرار بالمحلات التجارية وتنظيم واجهات المباني لتستطيع استقبال السياح لا سيما مساء وليس صباحا فقط كما هو عليه اليوم".

وقال حيدر فرحان أستاذ الآثار في جامعة بغداد إنه من الضروري أن "تجري عملية الصيانة باستخدام المواد السابقة في البناء".

وأضاف: "عملية الترميم يجب أن تكون من قبل عاملين مختصين من أجل الحفاظ على بنية المبنى الوظيفية وبعكسه ستكون عملية الترميم فيها شوائب".

وشدد على أهمية المنطقة التاريخية إذ تعتبر قلب مدينة بغداد القديمة ويعتزم العراق إدراجها على لائحة التراث العالمي "وأي تغير على أصل البناء أو تحويره يخرجه من هذه اللائحة ويرفض الطلب العراقي".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium