النهار

مخاطر تهدّد "دلتا النّيل" في مصر: التّكيّف صعب فماذا عن الحلول؟
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
تشهد دلتا النيل في مصر مثلثًا أخضرًا خصبًا يتجه نحو البحر إلى الشمال من القاهرة وهو عرضة لتغيير مناخي مقلق فرض تحركاً سريعاً محلياً ودولياً لوضع حد للمخاطر المحطية به إن من ناحية التغيير المناخي أو من مقاربة إقتصادية.
مخاطر تهدّد "دلتا النّيل" في مصر: التّكيّف صعب فماذا عن الحلول؟
دلتا النيل وإرتفاع منسوب المياه
A+   A-
 
تشهد دلتا النيل في مصر مثلثًا أخضرًا خصبًا يتجه نحو البحر إلى الشمال من القاهرة وهو عرضة لتغيير مناخي مقلق فرض تحركاً سريعاً محلياً ودولياً لوضع حد للمخاطر المحطية به إن من ناحية التغيير المناخي أو من مقاربة إقتصادية.

حدد الخبير الدولي في قضايا التغيير المناخي الدكتور عبد الرحمن عبد الرحمن لـ"النهار العربي" أن هذا التغيير المناخي، الذي يهدد الأمن الغذائي، أدى الى ارتفاع "مستويات سطح البحر في مصر بمقدار 3.2 ملليمتر سنويًا منذ العام 2012، ما هدد بفيضان الشاطئ الشمالي للدلتا وتآكلها ودفع المياه المالحة إلى التربة والمياه الجوفية المستخدمة للري،" مشيراً الى "من المتوقع أن يرتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بمقدار 2 متر في نهاية هذا القرن."

توقف أيضاً عند "زيادة الملوحة مع تغيير المناخ، وهو من التحديات الكبيرة، التي تواجه المزارعين في دلتا النيل، يعود ذلك إلى الافراط في استخراج المياه الجوفية واستخدام الأسمدة ومبيدات الآفات، مع ما يرافق ذلك أيضاً من تأثير على الزراعة حيث تتراوح خيارات التكيف لمزارعي دلتا النيل من إنشاء أحواض زراعة مرتفعة، أو استخدام قوالب الزراعة الطولية لتحسين كفاءة الري والصرف، وصولاً إلى استخدام سلالات بذور جديدة،" موضحاً أن بعض المزارعين اتجهوا لزراعة الأرز بدلاً من الطماطم، حيث يمكن أن يساعد استخدام مياه الري في تطهير الأرض من الملح".

رداً على الحلول المقترحة للتعامل مع هذه الظاهرة، ذكر عبد الرحمن أن الحلول المقترحة للتعامل تكمن في تفعيل تكنولوجيا الزراعية المبتكرة مع تفعيل مشروع حماية دلتا النيل بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق المناخ الأخضر، يتم تنفيذ مشروع لحماية دلتا النيل من تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر حيث سيتم تركيب 69 كيلومترًا من نظام السدود منخفضة التكلفة عبر شواطئ دلتا النيل للحماية من الفيضانات الساحلية،" موضحاً أهمية "مشروع دلتا النيل الجديد الهادف الى تحويل حوالي 6,000 كيلومتر مربع من الصحراء الجافة إلى أراضي زراعية منتجة، يشمل إنشاء بنية تحتية حديثة، بما في ذلك أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في العالم ونهر صناعي مبتكر، مع ما يرافق ذلك من فوائد عديدة لمشروع دلتا الميل الجديد ومنها تعزيز الأمن الغذائي من خلال زيادة الإنتاج الزراعي، وصولاً الى تشجيع صادرات مصر الزراعية، ومعالجة يعالج مشكلة ندرة المياه من خلال استخدام مياه الصرف بكفاءة للري."

 
 

توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2100 لسيناريوهين مع مقدار الارتفاع بالأمتار المشار إليه (معتدل = 1 م ؛ أقصى = 3 م). تشير النسبة المئوية وإجمالي تشريد السكان إلى أسفل اليمين.

 

عب الإقتصاد

 

أما الإستشاري في شركة " إيبيس" للإستشارات الدكتور علي المتولي فقد توقف في إتصال مع "النهار العربي " عند تهديد سبل عيش الملايين من المزارعين لان بعض التقديرات أشارت لى ان أراضي الدلتا الزراعية قد تتقلص بنسبة 10-15% بحلول 2050.، فضلاً أن التملح وندرة المياه قد أدى إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2050".

أكد "أن التقديرات  لفتت الى ان اكتر من 3 مليون شخص قد يتعرضون للنزوح وهذا من شأنه أن يزيد الضغط الحضري على المدن، وخاصة القاهرة، ما يؤدي إلى ضغوط اقتصادية على البنية التحتية والخدمات العامة في وقت تمر فيه مصر برفع كفائة الانفاق العام كما تقوم بأعمال انشائية في جميع المدن الكبيرة بالإضافة الى انشاء مدن جديدة لتحقيق توزيع سكاني افضل يتناسب مع نمو الاعمال ويخفف الضغط عن العاصمة التي تعتبر اكثر العواصم تكدسا في المنطقة ومن اكثر العواصم تكدسا في العالم".

اوضح أن "التكاليف الاقتصادية لمعالجة هذه التأثيرات، التي تصل الى مليارات الدولارات (3-5 مليار) وتشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد المصري، تتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية مثل الدفاعات البحرية، وتدابير التحكم في الملوحة، والممارسات الزراعية المستدامة،" موضحاً أن "هناك إدارة الموارد المائية – كما نعلم ان التأثيرات على دلتا النيل تتفاقم بسبب القضايا الأوسع المتمثلة في ندرة المياه والتنافس على مياه النيل، بالتحديد الأزمة الاثيوبية وتحدي إدارة اثيوبيا لمصر فيما يخص سد النهضة وعدم محاولة التعاون والتواصل حتى لعمل تنازلات واجاد حل مرضي لجميع الأطراف".

ختاماً، لحظ أن " مصر تشارك في العديد من المبادرات والمنتديات المناخية التي تقودها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى التخفيف من آثار تغير المناخ"، مشيراً الى أنه "من ناحية النسب مصر ملتزمة بخفض الانبعاثات بنسبة 37% في قطاع الكهرباء و65% في قطاع النفط والغاز و7% في قطاع النقل بحلول عام 2030 مشروطاً بالدعم الخارجي، إضافة الى انه لتنفيذ الممارسات الزراعية المستدامة وتدابير التحكم في الملوحة تتحمل الدولة المصرية تكلفة ما بين مليار إلى ملياري دولار إضافيين سنويا وستحتاج ان تقوم بتحمل هذا العبء على مدى العقد المقبل لتحقيق انجاز ملموس".

برأيه،" مصر دخلت في شركة مع دول مثل ألمانيا واليابان لتتلقى المساعدة الفنية والتمويل لمشروعات التكيف مع تغير المناخ، إضافة الى تعاون إقليمي تقوده مصر تاريخياً لحجمها ومكانتها الهامة في افريقيا"، لافتاً الى أنه "ونظراً لطبيعة نهر النيل العابرة للحدود شاركت مصر في حوارات إقليمية وأطر تعاونية، مثل مبادرة حوض النيل، لضمان الإدارة المستدامة لمياه النيل في سياق تغير المناخ."

Twitter:@rosettefadel

 

 

 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium