أعلن "حزب الله" العراقي اليوم الأربعاء أن "العدو الأميركي شنّ عدواناً غادراً بطيرانه المسير منطلقاً من قاعدة علي السالم في الكويت ليستهدف مجموعة من خبراء المسيرات كانوا يقومون بتنفيذ تجارب تقنية جديدة لرفع كفاءة مستوى الطائرات المسيّرة الاستطلاعية، لمراقبة حدود كربلاء المقدّسة وطرقها الخارجية، من أجل المشاركة مع القوّات الأمنية العراقية لحماية زوار أربعينية الإمام الحسين".
وأضاف، في بيان: "نحمّل قوّات الاحتلال الأميركي المسؤولية الكاملة عن جريمة سفك دماء أبنائنا، ونحذّر السلطات الكويتية من الاستمرار في جعل أراضيها منطلقاً للنهج الإجرامي الأميركي تجاه بلادنا بقتل أبنائه".
وتابع: "نطالب الحكومة العراقية بالعمل الجاد لإنهاء وجود قوات الاحتلال، ونحث نواب الشعب على أن يكون لهم موقف واضح يعمل على إخراج الأميركان من البلاد".
وختم: "إن المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله كانت ولا زالت على العهد في الدفاع عن المستضعفين والوفاء لدماء الشهداء، وستتخذ القرار المناسب بعد التشاور مع إخوتها في تنسيقية المقاومة العراقية".
"اعتداء"
من جهّته، أعلن الناطق العسكري باسم القائد العام للقوّات المسلّحة العراقي محمد شياع السوداني أن قوات التحالف أقدمت على "جريمة نكراء واعتداءٍ سافر" شمال بابل، متعهداً باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية مناسبة "لحفظ الحقوق".
وقال اللواء يحيى رسول في بيان إنه "على الرغم من كل الجهود عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، والجهود المبذولة من اللجان الفنية العسكرية العليا، والتوصّل إلى مراحل متقدمة من إنهاء ملف تواجد وعمل قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بالعراق، والتحوّل إلى علاقة أمنية ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل وتأكيد سيادة العراق وأمنه، إلّا أن قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر بعد أن استهدفت، وبطائرات مقاتلة قادمة من خلف الحدود، مواقعَ عراقية تابعة للأجهزة الأمنية في شمال محافظة بابل ما أدى إلى استشهاد عدد من منتسبي قواتنا الأمنية في الحشد الشعبي، وجرح عدد آخر منهم بدون أي مبرر لهذا الفعل العدواني المتهوّر غير المسؤول".
وأضاف إنّ "هكذا تجاوزات خطيرة وغير محسوبة النتائج من شأنها أن تقوّض، وبدرجة كبيرة، كل الجهود وآليات وسياقات العمل الأمني المشترك لمحاربة داعش في العراق وسوريا، كما من شأنها أن تجرّ العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات خطيرة، لهذا نحمّل قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة لهذه التداعيات بعد أن أقدَمت على هذا العدوان الغاشم".
وتابع إن "التحالف الدولي لمحاربة داعش موجود ويعمل في العراق ضمن تفويض محدد، ولمهمة محددة وعدو مشترك متفق عليه، وإنّ هذه الاستهدافات تمثل خرقاً خطيراً لهذه المهمة والتفويض، وسيتخذ العراق الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة لحفظ حقوقه، وكل ما من شأنه أن يؤكد أمنه وسيادته على أراضيه وحمايتها، وما يكفل الأخذ بحق الشهداء الأبطال، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء”.
"دفاع عن النفس"
في وقت سابق، أعلن مسؤولون أميركيون لـ"رويترز" أن الولايات المتحدة نفّذت ضربة في العراق دفاعاً عن النفس يوم الثلاثاء مع تصاعد التوتّر بالمنطقة بعد غارة جوية إسرائيلية في بيروت قالت إسرائيل إنّها قتلت أكبر قائد في " حزب الله ".
وقالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن الضربة داخل قاعدة جنوبي بغداد تستخدمها قوّات الحشد الشعبي العراقية أسفرت عن مقتل أربعة أعضاء منها وإصابة أربعة آخرين.
وفي بيان صدر بعد الانفجارات، لم توجّه قوّات الحشد الشعبي أي اتّهامات بشأن المسؤولية عنها.
وذكر مسؤولون أميركيون تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم أن الولايات المتحدة نفّذت غارة جوية في المسيب بمحافظة بابل، لكنّهم لم يقدّموا مزيداً من التفاصيل بشأن الموقع.
وأضاف المسؤولون أن الضربة استهدفت مسلّحين أشارت تقديرات الولايات المتحدة إلى أنّهم يتطلّعون إلى إطلاق طائرات مسيّرة ويشكّلون تهديداً للقوّات الأميركية وقوّات التحالف.
ولم يعلّق المسؤولون على أي خسائر بشرية.
وقال أحد المسؤولين "هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة بسلامة وأمن جنودنا".
وأفادت مصادر أميركية وعراقية بأن صواريخ عدّة أطلقت باتّجاه قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تضم قوات تقودها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بدون تسجيل أضرار أو خسائر بشرية. وقال مسؤولون أميركيون إن القاعدة لم يصبها أي من الصواريخ.
وضربة الثلاثاء هي أول ضربة أميركية معروفة في العراق منذ شباط (فبراير)، عندما شن الجيش الأميركي غارات جوية في العراق وسوريا ضد أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بالحرس الثوري الإيراني وجماعات مسلّحة يدعمها.
وتضم قوّات الحشد الشعبي التي يبلغ قوامها 150 ألفاً عدداً من الجماعات المسلّحة العراقية شبه العسكرية المعتمدة من الدولة، وتهيمن عليها جماعات شديدة التسليح ومتمرّسة في المعارك وموالية لإيران وترتبط بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري.
يشهد العراق زيادة في الهجمات المتبادلة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في تشرين الأول (أكتوبر). وهو حليف نادر لكل من طهران وواشنطن ويستضيف 2500 جندي أميركي ولديه جماعات مسلّحة مدعومة من إيران على صلة بقوّاته الأمنية.
وقالت مصادر عراقية إن العراق يريد أن تبدأ قوّات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة الانسحاب في أيلول (سبتمبر) وإنهاء عمل التحالف رسمياً بحلول أيلول 2025، مع احتمال بقاء بعض القوّات الأميركية بصفة استشارية تم التفاوض بشأنها في الآونة الأخيرة.
وتتشابك القضية بشكل كبير مع الشأن السياسي، إذ تسعى فصائل سياسية عراقية متحالفة مع إيران بشكل أساسي إلى إظهار أنّها تطرد مرة أخرى المحتل السابق للبلاد، بينما يريد مسؤولون أميركيون تجنّب منح إيران وحلفائها الفوز.
غزت قوّات تقودها الولايات المتحدة العراق في 2003، وأطاحت بالرئيس السابق صدام حسين ثم انسحبت في 2011، لتعود في 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على رأس تحالف.