بعد ساعات من استهداف موقع للحشد الشعبي في العراق، بدأ قادة في الفصائل المسلحة حملة تصعيدية ضد المصالح الأميركية داخل البلاد، مطالبين حكومة محمد شياع السوداني بالإسراع في إنهاء ملف وجود قوات التحالف الدولي في البلاد.
وكانت قيادة "عمليات الجزيرة" في الحشد الشعبي قد ذكرت، في بيان، أنّه "في تمام الساعة 22.00 من مساء الثلاثاء... تعرض مقر تابع للواء 47 قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي لثلاث ضربات جوية من قبل طيران أميركي مسير في منطقة السعيدات في ناحية جرف النصر (الصخر) في محافظة بابل"، ما أدى إلى مقتل 4 من أفراد اللواء.
وأوضح البيان أنّ الهجوم الأميركي استهدف "ثلة من المجاهدين التقنيين أثناء تأدية واجبهم الوطني والأخلاقي في حماية أرض الحسين عليه السلام وتأمين زوار أربعينيته".
وفي وقت سابق أفاد الحشد الشعبي بـ"ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين" نتيجة ضربة أميركية استهدفت دوريتين لقوات الهيئة في محافظة بابل.
واستنكر زعماء كتل سياسية في "الإطار التنسيقي" وقادة الفصائل هذه الهجمات، داعين إلى انعقاد جلسة برلمان طارئة لبحث الانتهاكات الأميركية، كما قال النائب وعضو لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم المحمداوي.
واعتبر المحمداوي في حديث إلى "النهار العربي" أنّ "ما تفعله أميركا في العراق يعد انتهاكاً لسيادة البلاد، لذا ستكون هناك جلسة برلمانية طارئة لمناقشة ما حدث للحشد الشعبي"، مطالباً بـ"الإسراع في إنهاء مهمة التحالف الدولي داخل العراق".
ودان الأمين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري بشدة "العدوان الأميركي على قواتنا الأمنية من أبناء الحشد الشعبي في جرف النصر"، مشيراً إلى أن "تزامن هذا الاعتداء مع العدوان الصهيوني على بيروت يؤكد وحدة المنهج العدواني وحجم التنسيق الواسع بين أطرافه"، مطالباً الحكومة العراقية باتخاذ خطوات سريعة لإنهاء الوجود الأميركي في البلاد.
خطة تصعيد الفصائل
وفي ظل هذه الأجواء، أفاد قيادي في "حركة النجباء" العراقية "النهار العربي" بـ"عقد اجتماع تشاوري لتنسيقية المقاومة لبحث التطورات الحاصلة في المنطقة وما جرى مع الحشد في محافظة بابل"، مبيناً أن "المقاومة ستضع خطة لتصعيد العمليات ضد المصالح الأميركية رداً على انتهاكاتها".
ولفت إلى أنّ "موقف الحكومة العراقية كان خجولاً بعد البيان الأخير بشأن قصف مقر الحشد الشعبي ومن واجبها الدفاع والتحرك ضد أميركا"، مؤكداً أنه "وفق المعلومات فإن الضربة كانت تحمل بصمات إسرائيلية".
وقال القيادي إنّ "المنشآت الأميركية والإسرائيلية في المنطقة باتت تحت نيران المقاومة والرد سيكون في الوقت المناسب"، مشيراً إلى أن "الحرب باتت تقترب إلى المفتوحة والبداية من جنوب لبنان ونحن مستعدون وجاهزون لها".
تعليق الحكومة العراقية
الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، اعتبر أنّ قوات التحالف الدولي أقدمت على "جريمة نكراء واعتداءٍ سافر" شمال بابل، متعهداً اتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية مناسبة "لحفظ الحقوق".
وقال اللواء يحيى رسول في بيان إن "قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش ارتكبت اعتداءً سافراً على مواقع عراقية تابعة للأجهزة الأمنية في شمال محافظة بابل"، مبيناً أن "الهجوم وقع في الساعة (22:45) من يوم الثلثاء 30 تموز (يوليو)، باستخدام طائرات مقاتلة قادمة من خلف الحدود، ما أدى إلى استشهاد عدد من منتسبي قوات الحشد الشعبي وجرح آخرين".
وأوضح البيان أنّ "هذا الاعتداء غير المبرر يأتي رغم الجهود المكثفة عبر القنوات السياسية والدبلوماسية والجهود الفنية العسكرية العليا التي اقتربت من إنهاء ملف وجود قوات التحالف في العراق، وتحويل العلاقة إلى شراكة أمنية ثنائية تحترم سيادة العراق وأمنه".
وأشار إلى أنّ "هذه التجاوزات الخطيرة من شأنها تقويض كل جهود محاربة داعش وتجر العراق والمنطقة إلى صراعات وحروب".
وأضاف أن "العراق سيتخذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة لحماية حقوقه وتعزيز سيادته، والأخذ بحق الشهداء ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء".
بدوره، ترأس السوداني اليوم الأربعاء اجتماعاً ضمّ عدداً من القيادات العسكرية والأمنية. واطلع على التطورات وأصدر جملة من التوجيهات والتوصيات إلى مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية.