أصيب سبعة أميركيين بقصف صاروخي استهدف أمس الاثنين قاعدة عسكرية في العراق، وفق ما أعلن مسؤول أميركي اليوم الثلاثاء، في هجوم نسبه البنتاغون إلى قوات موالية لإيران ويأتي على وقع تزايد المخاوف من تصعيد إقليمي.
ويندرج الهجوم الصاروخي الإثنين في سياق هجمات تستهدف قاعدة عين الأسد الواقعة في غرب العراق والتي تستضيف قوات من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، بينها قوات أميركية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية طالبا عدم كشف هويته: "أصيب في الهجوم خمسة عناصر أميركيين ومتعاقدان أميركيان"، لافتا إلى إصابة القاعدة بصاروخين.
وأوضح المسؤول أن خمسة من المصابين يتلقون العلاج في القاعدة فيما تم نقل اثنين لتلقي مزيد من العلاج.
وناقش الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وفق بيان للبيت الأبيض، "الخطوات التي نتخذها للدفاع عن قواتنا والرد على أي هجوم ضد أفرادنا بالطريقة والمكان الذي نختاره".
ووصف بيان للبنتاغون بشأن اتصال بين وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والإسرائيلي يوآف غالانت، القصف الصاروخي بأنه "هجوم شنّته ميليشيا موالية لإيران على قوات أميركية"، مشيرا إلى أن الرجلين اعتبرا أن الأمر "يشكّل تصعيدا خطيرا".
وأعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية اليوم في بيان أن الاعتداء حصل بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة تم ضبطها لاحقاً و"داخلها ثمانية صواريخ من أصل 10 كانت معدة للاطلاق".
وجاء في بيان الخلية: "نرفض رفضاً قاطعاً أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، على الأراضي والمصالح والأهداف العراقية".
وأضافت: "نرفض كل الاعمال والممارسات المتهوّرة التي تستهدف القواعد العراقية، والبعثات الدبلوماسية، وأماكن تواجد مستشاري التحالف الدولي، وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جرّ العراق الى أوضاع وتداعيات خطيرة".
فصيل عراقي يتبنى
لاحقاً، أعلنت جماعة "الثوريون" التي تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق" اليوم الثلاثاء مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت في بيان نشرته قنوات على تطبيق "تلغرام" تابعة لـ"فصائل الحشد الشعبي": "نعلن استهداف قاعدة عين الأسد التابعة للاحتلال الأميركي غرب العراق بعدة صواريخ وطائرات مسيّرة مساء أمس الإثنين".
وأشارت الجماعة إلى أن عملياتها "ستكون بإمكانيات متطورة ومتواصلة حتى خروج آخر جندي أميركي من أرض العراق"
وتكرّرت هذه الهجمات بعيد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، لكن وتيرتها تراجعت في شكل كبير لاحقا.
ويأتي هجوم الاثنين مع ازدياد المخاوف من اتساع رقعة النزاع في المنطقة في حال شنت إيران وحلفاؤها هجوماً على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران وقيادي عسكري كبير في حزب الله اللبناني في ضاحية بيروت الجنوبية الاسبوع الفائت.
ويأتي أيضاً بعدما شنت القوات الاميركية غارة جوية ليل الثلاثاء على مقاتلين عراقيين موالين لايران كانوا يحاولون إطلاق مسيرات، الأمر الذي يشكل تهديدا للقوات الاميركية وقوات التحالف، بحسب مسؤول أميركي.
وذكرت مصادر عراقية أن الغارة خلفت أربعة قتلى، علما أنها الأولى التي ينفذها الأميركيون منذ شباط (فبراير).
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، التي تضم فصائل موالية لإيران، مسؤوليتها عن غالبية الهجمات التي قالت إنها تأتي في إطار التضامن مع الفلسطينيين في غزة.
وفي كانون الثاني (يناير)، أسفرت ضربة بواسطة مسيّرة نُسبت إلى هذه الحركة عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة في الأردن. ورداً على ذلك، شنت الولايات المتحدة عشرات الضربات ضد مقاتلين موالين لإيران في العراق وسوريا، ليعلن من بعدها أحد أبرز الفصائل العراقية تعليق الهجمات على القوات الأميركية.
وفي الأشهر الأخيرة، سعت بغداد لتهدئة من خلال الانخراط في محادثات مع واشنطن حول مستقبل مهمة التحالف الدولي في العراق والتي تدعو الفصائل الموالية لإيران إلى انسحابها.
ويتمركز نحو 2500 جندي أميركي في العراق و900 في سوريا.