النهار

مصدر رسمي عراقي لـ"النهار العربي": إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي ظرفي وليس تراجعاً
حسين جرادي
المصدر: النهار العربي
يؤكد مصدر عراقي لـ"النهار العربي" أنه لا وجود لقوات أميركية في العراق، بل فرق "استشارية عسكرية ولوجستية" فحسب
مصدر رسمي عراقي لـ"النهار العربي": إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي ظرفي وليس تراجعاً
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال أولى جولات الحوار في بغداد مع قادة في التحالف الدولي، كانون الثاني (يناير) 2024. (أ ف ب)
A+   A-

طرح إعلان وزارة الخارجية العراقية اليوم الخميس تأجيل إعلان موعد إنهاء مهمات التحالف الدولي في العراق "بسبب التطورات االأخيرة"، تساؤلات بشأن احتمال وجود أي تغيير في استراتيجية العلاقة بين الطرفين، ولا سيما أن العراق كان أعلن في كانون الثاني (يناير) الماضي إنهاء مهمات التحالف.

وجاء بيان وزارة الخارجية رداً على تصريحات وصفتها بـ"غير الدقيقة" لنائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، تحدث فيها عن عدم وجود أي نقاش مع بغداد بشأن "انسحاب القوات الأميركية من العراق".

وأكد البيان أن "العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة شملت جميع المجالات، بما في ذلك العلاقة الأمنية، وهذه العلاقة قائمة قبل وجود قوات التحالف وستستمر بعده".

وكان باتيل قال رداً على سؤال أمس: "أجرينا مناقشات مع حكومة العراق بشأن مستقبل عملية العزم الصلب منذ العام الماضي. ويشمل ذلك عندما التقى رئيس الوزراء (العراقي محمد شياع) السوداني بالرئيس (الأميركي جو) بايدن هنا في العاصمة واشنطن في نيسان (أبريل). ولم نناقش في أي وقت انسحاب القوات الأميركية من العراق، لكننا واصلنا مناقشة الانتقال إلى ما نطلق عليه شراكة أمنية ثنائية".
 
وعقب بيان الخارجية العراقية، سُئلت نائبة المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ عنها في مؤتمر صحافي، فأجابت: " لم أطلع على تلك التعليقات، لذا لا يمكنني التعليق عليها مباشرة، لكن كما تعرف، لأننا تحدثنا عن هذا من قبل، لدينا قوات في العراق، وكذلك في سوريا، وهذه القوات تعرضت لهجمات من قبل، مهمتهم هناك هي ضمان هزيمة داعش، ونحن نعمل مع قوات الأمن العراقية لتحقيق ذلك. لذلك، بينما تشير إلى تعليقات شخص ما، لم أطلع عليها، لذا ليس لدي المزيد لأشاركه بشأن ذلك (...). محادثات اللجنة العسكرية العليا مستمرة وتجري بانتظام. نقوم بإصدار تقارير في كل مرة تحدث فيها تلك المحادثات سواء هنا أو في العراق".

وعن الفارق بين "القوات الأميركية" و"المستشارين العسكريين"، أجابت: "أود أن أوضح أن القوات الموجودة في العراق تشمل مستشارين عسكريين يعملون تحت مظلة التحالف الدولي. هذه القوات أو المستشارين هناك لدعم القوات العراقية في مهام محددة تتعلق بهزيمة داعش، وهذا هو دورهم الأساسي. بالنسبة للتعليقات التي تشير إلى عدم وجود قوات أميركية في العراق، لم أطلع على هذه التصريحات بالتحديد، لذلك لا يمكنني التعليق مباشرة على ذلك".

وردّ مصدر عراقي رسمي على ذلك في اتصال مع "النهار العربي"، مؤكداً أنه لا وجود لقوات أميركية في العراق، بل فرق "استشارية عسكرية ولوجستية" فحسب، لافتاً إلى أن إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف في العراق مسألة ظرفية تتعلق بالتطورات المتسارعة في المنطقة، ولا يشكل بأي حال تراجعاً عن الاتفاقات المسبقة بشأن إنهاء وجود مستشاري التحالف الدولي.

بدوره، قال حسين علي علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، لـ"النهار العربي" إن "الحكومة العراقية أنهت مهام التحالف الدولي في 5 كانون الثاني 2024 وتعمل على تطبيق ذلك عبر اللجنة العسكرية العليا المشتركة، والتي كان لديها ثلاث مهمات، هي تقييم مخاطر التنظيم الإرهابي داعش، وقياس القدرات العسكرية العراقية، وهما أمران انتهينا من إنجازهما، ووضع الجدول الزمني لإنهاء مهمات عمل دول التحالف الدولي قبل نقل العلاقات العراقية مع دول التحالف الدولي إلى علاقات ثنائية مستقرة في كل المجالات بما فيها الجانب الدفاعي لمرحلة ما قبل سقوط الموصل، وهو تاريخ تشكيل التحالف الدولي في عام 2014".

وأضاف: "والآن بعد عشر سنوات نجد أن القوات الأمنية العراقية قادرة على إدارة السيادة الوطنية بصورة تامة، وهذا قرار لدعم مسار الدولة العراقية واستقرارها السياسي والدفاعي".
 
لكنّ مصدراً عراقياً مطلعاً طلب عدم كشف هويته أكد لـ"النهار العربي" أن واشنطن مارست ضغوطاً كبيرة على السوداني قبيل زيارته لواشنطن في نيسان (أبريل) الماضي، لعدم الحديث عن "انسحاب القوات الأميركية" في ظل استهداف فصائل مسلحة مصالح أميركية في العراق، بل كان ذلك "شرطاً من شروط الزيارة"، وفق المصدر.
ولفت إلى أن إصرار بغداد على الحديث عن أن القوة الأميركية الموجودة في العراق هي مجموعة "مستشارين عسكريين وليسوا قوات قتالية لا جديد فيه، وهو خطاب يساعد الحكومة العراقية داخلياً في ظل الضغوط المتزايدة لإنهاء أي نوع من أنواع الوجود العسكري للقوات الأميركية وقوات التحالف في العراق".

وكانت الحكومة العراقية برئاسة السوداني تعرضت لضغوط قوية من قوى سياسية متحالفة مع إيران للدفع في اتجاه إنهاء مهمات التحالف الدولي، وذلك بعد سلسلة من الغارات الأميركية التي استهدفت قياديين في فصائل من "الحشد الشعبي" في العراق تتهمها واشنطن بالتورط في قصف معسكرات أميركية في العراق وسوريا، أدى بعضها إلى وقوع إصابات في صفوف القوات الأميركية.
 
ومنذ انخراط الجماعات الحليفة لإيران في المنطقة في ما يعرف بـ"جبهات المساندة" لحركة "حماس" في غزة عقب هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل، تعلن فصائل عراقية استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية وأميركية.

اقرأ في النهار Premium