وصف مراقبون اعلان وزارة الخارجية العراقية اليوم الخميس، عن تأجيل انتهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد "مماطلة حكومية". ومن شأن هذا القرار أن يجدد الهجمات على القوات الاميركية التي تصاعدت منذ بدء حرب غزة في تشرين الأول (أكتوبر).
ويستضيف العراق 2500 جندي أميركي، ولديه فصائل مرتبطة بقواته الأمنية ومتحالفة مع إيران. وفي كانون الثاني (يناير) 2024، أعلنت بغداد عقب سلسلة من الضربات الأميركية على جماعات مسلحة عراقية، أنها اتفقت مع واشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق من أجل وضع جدول زمني لانسحاب القوات وإنهاء مهام التحالف.
وكانت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل مسلحة موالية لإيران، لرحيل قوات التحالف الدولي، اكتسبت زخما إثر ضربات أميركية متتالية.
وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم الخميس، عن تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة أميركا من البلاد، بسبب التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة.
وعلى الأثر، أوضحت وزارة الخارجية في بيان أن "لا قوات أميركية في العراق باستثناء المستشارين العسكريين الموجودين تحت مظلة التحالف الدولي... هؤلاء المستشارون مشمولون بمخرجات اعمال اللجنة العسكرية العليا ويلتزم الطرفان بالأليات المتبعة بمخرجاتها".
وأضافت أن "اعمال اللجنة العسكرية العليا خلال الأشهر الماضية ركزت على تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول الى موعد نهائي لأنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب، وعلى هذا الأساس سيتم انهاء الوجود مستشاري التحالف الدولي بكل جنسياتهم على ارض العراق".
وأشارت الى ان " النقاشات شملت تفاصيل تضمنت تراتبية انسحاب المستشارين من المواقع ولم يبق سوى الاتفاق على تفاصيل وموعد الإعلان وبعض الجوانب اللوجستية الأخرى، وكنا قريبين جداً من الإعلان عن هذا الاتفاق ولكن بسبب التطورات الأخيرة تم تأجيل الإعلان عن انهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق".
وتعليقاً على ذلك، قال الباحث في الشأن السياسي عقيل عباس ان "الحكومة العراقية التي يقودها محمد شياع السوداني تحاول الاستفادة من الازمة الحالية في المنطقة لأجل بقاء قوات التحالف الدولي في البلاد"، مشيرا لـ "النهار العربي" إلى ان "هذا القرار يزعج الفصائل المسلحة العراقية المقربة من ايران وتحاول الحكومة ايضا كسب المزيد من الوقت والمماطلة".
مماطلة حكومية"
الى ذلك يشير الكاتب السياسي محمد ارسلان إلى ان"ضغوطات بعض الفصائل على الحكومة العراقية لأجل انهاء قوات التحالف (الاميركية) ما هي الا عمليات مساومة وضغط على الطرف الاميركي لحل بعض القضايا والمشاكل في المنطقة خاصة ما يحصل في غزة وجنوب لبنان والبحر الاحمر ولكن في النهاية ان العراق ملتزم بالاتفاقات الدولية وخاصة اتفاقية الاطار الاستراتيجي".
ويضيف: "العراق اخذ يعيد النظر في قرارته خاصة فيما يتعلق بتمديد بقاء قوات التحالف في العراق رغم الضغوطات التي تمارسها الاطراف المقربة من ايران بسبب ظهور تنظيم داعش من جديد في بعض المناطق في المحافظات(كركوك وديالى ونينوى) وعلى هذا الاساس اتخذت الحكومة العراقية قرار التأجيل".