لكن ذلك كله حدث بالفعل مع الأردنية ماريانا دبابنة البالغة من العمر 47 عاماً، حيث أنهت دراستها في أكاديمة الطيران ونالت رخصة الطيران التجاري في عام 1997 بعمر 18 عاماً لتكون أصغر أنثى تحقق ذلك في الأردن، إلا أنها لم تحلق في السماء طويلاً وسرعان ما هبطت متخلية عن العمل في هذا المجال، وتبدأ لاحقاً قصة سنوات طويلة من الانخراط في رياضة بناء الأجسام.
عند تخرجها من أكاديمية الطيران
ووفق ما تقول دبابنة لـ"النهار"، فإن شغفها برياضة بناء الأجسام ظل دائماً يتفاعل بداخلها، وكان حملها بطفلتها الأولى فرصة مناسبة استغلتها لتهجر الطيران وعالمه كي ترعى الجنين طيلة مدة الحمل وبعد الولادة، بينما كانت أنظارها تتجه إلى الانخراط في عالم بناء الأجسام.
دورات أكاديمية...
لم تكتف دبابنة بممارسة تلك الرياضة وحسب، إنما التحقت بدورات أكاديمية تنمي معرفتها في هذا المجال وتجعلها أكثر غوصاً في تفاصيله، في وقت كان من النادر فيه أن تجد فتيات يمارسن مثل هذه الرياضة أو يستطعن الاستمرار فيها.
وتضيف دبابنة أن بداياتها لم تكن تخلو من الانتقادات ووجود الأصوات المحبطة لها على اعتبار أن هذا النوع من الرياضة يأخذ طابعاً ذكورياً ويضرب أنوثة الفتاة، إلا أنها مضت غير آبهة في كل ما قيل أو سيقال، خصوصاً من قبل ما تسميه "مجتمع السيدات"، مشيرة إلى أنها في فترات لاحقة كانت تسمع في الكثير من الأحيان من يناديها "أبو عضل" عند تجولها في الأماكن العامة.
لكن ومع مرور السنوات، تقول دبابنة إن النظرة العامة تغيرت وأصبح الإقبال من الفتيات على هذه الرياضة يزداد أكثر، ولم يعد صادماً أو مستغرباً أن تجد فتاة بعضلات ممشوقة.
ولماريانا دبابنة ابنتان الأولى بعمر 23 وتدرس الهندسة الصناعية، والثانية بعمر 21 وتدرس هندسة إلكترونيات، وتقول إنهما يشجعانها على الاستمرار في الرياضة التي تحبها، خصوصاً الابنة الصغرى التي وجدت شغفها في رياضة التايكواندو وتنخرط في ممارستها بشكل منتظم.
مع ابنتها الصغرى
وتؤكد دبابنة أن بناء الأجسام بالنسبة لها هو "إدمان" لا يمكنها الاستغناء عنه، رغم كل ما تتطلبه هذه الرياضة الصعبة من التزام وانضباط بشكل لا يستطيع أي شخص تحمله، لا سيما الفتيات.
وهنا تقول إنها تلتزم بساعات نوم محددة بـ8 ساعات، قبل أن تستيقظ صباحاً وتأكل 8 بيضات مسلوقات، وبعدها تتناول وجبات متقطعة أساسها البروتين مثل صدور الدجاج، بعيداً من الدهون والسكر والكربوهيدرات والنشويات، وضمن نظام يقيس السعرات الحرارية بدقة، معتبرة أن "الالتزام الدقيق متعب نفسياً لكن من يحب هذه الرياضة يجب أن يضحي حتى تعطيه ما يريد".
كما تؤكد دبابنة أنها استطاعت بناء عضلات لافتة دون أن تلجأ إلى أخذ أي نوع مما تسمى "إبر التضخيم"، إلا أنها أشارت إلى استعانتها بمكملات غذائية من البروتين، لا سيما أن جسم الأنثى يحتاج وقتاً أطول في بناء العضلات وظهورها بشكل بارز، مقارنة بالذكور.
ولا ترى أن بناء العضلات يتعارض مع الأنوثة، قائلة إن "هناك الكثير من الفتيات الموديلز يمارسن رياضة بناء الأجسام، خصوصاً في الدول الأجنبية"، مضيفة أن "هذه الرياضة تغني من تلتزم بها عن عمليات التجميل كونها تحسن الصحة بشكل عام وكذلك تحسن الجانب النفسي".