انعقد السبت والأحد الماضيين المؤتمر الثالث والعشرون للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في باريس والقى في جلسة افتتاح المؤتمر رئيس الجامعة المحامي نبيه الشرتوني كلمة جاء فيها :" نرحب بكم في مؤتمرنا الثالث والعشرين والشرق الأوسط يلتهب حقدًا وكراهيّة في حالة حرب معلنة.لبنان اليوم يحتاجنا صفًّا واحدًا و يدعونا أن نجدّد الإيمان بوطن واحد لجميع أبنائه .
لبنان في خطر وسياسيو لبنان يتلهّون في أمور مثل فئة الملائكة او حتى جنس الملائكة، يتصرّفون كأنهم لا يعلمون بالمؤامرة، وكل أفكارهم، مَن أو مَن منهم سوف يصل إلى سدة رئاسة الجمهورية، وهنا اسألهم: أي رئاسة؟ وأي جمهورية؟ يتبارون من أجل منصب كاد أن لا يكون.
وكأن نزوح ما يزيد عن 3,000,000 سوري يعيشون في مخيّمات مموّلة من الأمم المتحدة وطبقا لتصريحات بعض الساكنين في هذه المخيمات سمعناهم يرددون أنهم مدرّبون ولديهم السلاح للدفاع عن أنفسهم إذا دعت الحاجة.
وأنا أسأل الدفاع ضد من؟ يا هل ترى ضد الذين أهّلوا بهم واسكنوهم ديارهم وقالوا لهم أهلا وسهلا كما تقضي أصول الضيافة اللبنانية والعربية.
تبيّن أنها مؤامرة دوليّة أغرقت سوريا وها هي تغرق لبنان في معركة دموية.
منظمة الأمم المتحدة لا تساعد النازحين السوريين للهجرة فحسب بل تدعوهم للمجيء إلى لبنان كنازحين وتساعدهم بأموال مغرية لا يربحونها في بلادهم، في حين أن مهمتهم الأساسية هي تقديم المساعدات لهم مع البقاء على أراضيهم في مساحة حرة وآمنة، حيث أن مساحة بلادهم تعادل 18 ضعف مساحة لبنان.
وأكبر دليل على ذلك أن النازحين السوريين يعيشون في مخيّمات أفضل من بيوت الكثيرين في لبنان. مستقبل أولادهم مؤمّن ولهم الحق أن يذهبوا إلى المدرسة في لبنان، بينما لا تعطى لأولاد اللبنانيين التسهيلات ذاتها، والأفضليّة للطالب السوري، وما هذا العدد الهائل من اللاجئين في بلد يعيش أوضاعا اقتصادية محزنة سوى مؤامرةعلى لبنان وعلى شعبه، وقد تولّى تنفيذها الاتحاد الأوروبي ونتساءل كيف قبل أن يكون على راس هذه المؤامرة وهو الذي يعيش في بلاده أوضاعا لا تتناسب مع المجتمع الأوروبي.
واتساءل كيف ولماذا هذه الوقاحة من الاتحاد الأوروبي لتبنّي هذه التوصية ببقاء السوريين النازحين في لبنان. وإذا فعلا يهمهم أمر ومستقبل النازحين لماذا لا يستقبلونهم ويعطونهم حق الإقامة في بلادهم حيث تتوفّر جميع الإمكانيّات الإجتماعيّة، الإنسانيّة والإقتصاديّة وحاجتهم الماسّة إلى اليد العاملة.
كأننا على أبواب معارك وجودية مع النازحين السوريين لا نريدها ولا نتمناها أن تكون معارك بين اخوة، تتقدم المؤامرة بخطى سريعة ورهيبة.
هذا، دون أن نتناسى الوجود الفلسطيني المسلّح والمعارك الأخيرة مع اسرائيل التي تعمل كقوّة إقليميّة عظمى مهيمنة في منطقة الشرق الأوسط والنوايا البغيضة التي تعمل للقضاء على ما تبقّى من الإقتصاد والأمان والثقة في لبنان. لبنان في خطر وهويتنا في خطر، متى يجتمع أهل السياسة في لبنان للإتفاق على مصلحة لبنان لتقديم مصلحة لبنان الوطن على مصالحهم الخاصة؟
كل هذا يعيشه لبنان، ولبنان في خطر ونحن الجامعة اللبنانية الثقافية أيضا في خطر.
لبنان يحتاجنا يريدنا أقوياء وواجبنا أن نكون متحدين وأقوى من أجل لبنان، كل لبنان، وكل من يفتخر بهويته اللبنانية".