أظهر تقرير من قطاع العقارات اليوم الثلثاء أن مبيعات المنازل التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار فأكثر في دبي ارتفعت ستة بالمئة خلال الربع الأول من العام مقارنة بالعام الماضي، مع عدم ظهور بوادر تذكر على تراجع طلب أثرياء العالم على المنازل في الإمارة.
وأفادت شركة الاستشارات العقارية، "نايت فرانك"، بأنه تم بيع ما مجموعه 105 منازل بقيمة إجمالية 1.73 مليار دولار في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آذار (مارس)، ارتفاعا من حوالي 1.6 مليار دولار في العام السابق.
وهيمن المشترون نقدا على هذا الانتعاش، وكانت جزيرة نخلة جميرا، وهي جزيرة اصطناعية على شكل نخلة، المنطقة الأكثر رواجا إذ استحوذت على 36.3% من المبيعات من حيث القيمة الإجمالية، تليها جزيرة خليج جميرا ودبي هيلز استيت.
وتسعى دبي، حيث يقع أطول برج في العالم، إلى تنمية اقتصادها من خلال السياحة وبناء مركز مالي محلي وجذب رؤوس أموال أجنبية بما في ذلك إلى قطاع العقارات.
ومع ذلك، فقد أظهر الازدهار العقاري في الآونة الأخيرة علامات على الانحسار، مع قلق المطورين والمستثمرين والوسطاء إزاء إمكانية تجنب تصحيح مؤلم يشبه الركود الذي هز الإمارة في عام 2008.
وبحسب شركة "نايت فرانك"، احتلت دبي المرتبة الأولى عالميا في العام الماضي من حيث عدد عمليات بيع المنازل التي تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار، إذ باعت من تلك العقارات ما يزيد بنحو 80% عن لندن التي احتلت المركز الثاني.
وذكرت "نايت فرانك" في شباط (فبراير) أن المدينة خالفت أيضا اتجاه عاما من انخفاض أسعار العقارات الفاخرة في مدن مثل لندن ونيويورك العام الماضي، مسجلة مكاسب في خانة العشرات.
وقال فيصل دوراني رئيس قسم الأبحاث بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في "نايت فرانك": "يواصل مستوى نشاط الصفقات في دبي تعززه، لا سيما في الوحدات الفاخرة بالسوق، حيث يتواصل التدفق شبه المستمر للأجانب من أصحاب الثروات الصافية العالية الذين يتنافسون على أغلى المنازل في المدينة".
وأضاف دوراني في تصريحات لرويترز أن دبي استفادت من القدرة النسبية على تحمل تكاليف منازلها الراقية إذ يمكن للمشترين الأثرياء شراء مساحات سكنية تبلغ نحو 91 مترا مربعا مقابل مليون دولار، أي "نحو ثلاثة أو أربعة أمثال ما تحصل عليه في معظم المدن العالمية الكبرى" التي تمثل نقاط دخول.
وأضاف أن الطلب القوي يشير إلى أن العديد من المستثمرين الدوليين يشترون عقارات في دبي لتكون منزلا ثانيا لهم بدلا من الشراء المستمر قصير الأجل، في إشارة إلى ممارسة تتمثل في الشراء من أجل البيع للآخرين بسرعة مقابل مبلغ أكبر.