قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بويرجه برنده اليوم السبت إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعددا من المسؤولين الدوليين سيزورون الرياض هذا الأسبوع لإجراء محادثات تهدف إلى الدفع نحو التوصل إلى اتفاق سلام في غزة على هامش اجتماع المنتدى.
وأضاف برنده خلال مؤتمر صحافي في الرياض: "اللاعبون الرئيسيون موجودون حاليا في الرياض ونأمل أن تؤدي المناقشات إلى عملية تفضي للمصالحة والسلام"، مضيفا أن الأزمة الإنسانية في غزة ستكون على جدول الأعمال.
وقال برنده إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيحضر الاجتماعات إلى جانب زعماء في المنطقة بينهم رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية السعودي وولي عهد سلطنة عمان ومسؤولون بحرينيون.
وأردف برنده قائلا إن وزير الخارجية المصري سيكون هناك لإطلاع المسؤولين على جولة المحادثات التي عقدها المفاوضون المصريون في إسرائيل أمس الجمعة في محاولة لاستئناف الجهود المتعثرة الرامية لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
وأضاف: "هناك الآن قدر من الزخم في ما يتعلق بالمفاوضات بشأن الرهائن وكذلك وقف محتمل لإطلاق النار".
ويُتوقع أن يبدأ الأحد الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يمتدّ على يومين ويُظهر جدول أعماله الرسمي مشاركة وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وتركيا.
ومن المقرّر أن تعقد الإثنين جلسة تتمحور حول حرب غزة على أن يشارك فيها رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد مصطفى ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومنسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ.
وسيكون وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من بين المسؤولين الأوروبيين الذين يزورون الرياض خلال المنتدى لعقد محادثات بشأن الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بين حركة "حماس" وإسرائيل.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس" الجمعة إنّه "من المقرّر عقد محادثات في الرياض مع نظراء (سيجورنيه) الأوروبيين والأميركي والإقليميين بشأن غزة والوضع الإقليمي".
وتأتي زيارته إلى العاصمة السعودية ضمن جولة له في الشرق الأوسط تشمل أيضاً بيروت وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلّة، وفق ما أفادت أوساطه الأربعاء.
وتصل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإثنين للقاء مسؤولين بمن فيهم كاغ ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وفق ما أفاد متحدّث باسم الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر.
وقال فيشر في مؤتمر صحافي في برلين الجمعة: "ستتضمّن الزيارة العمل على العديد من النقاط الشائكة المختلفة للأزمة في الشرق الأوسط وخفض التصعيد وإحراز تقدّم نحو مستقبل سلمي".
وأضاف: "كما تعلمون جميعاً، فإن لدول الخليج أيضاً دوراً مهماً تلعبه هنا".
وتقود قطر التي تستضيف مكتباً سياسياً لـ"حماس" منذ 2012 بمباركة واشنطن، جهود وساطة مع مصر والولايات المتحدة، للتوصّل إلى هدنة في غزة والإفراج عن أسرى إسرائيليين محتجزين في القطاع مقابل تحرير معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. لكن المفاوضات متعثّرة راهناً.
ولم تعترف السعودية بإسرائيل قط، لكن قبل اندلاع حرب غزة كانت الإدارة الأميركية تأمل في التوصّل إلى اتّفاق تطبيع بين المملكة والدولة العبرية، يتضمّن أيضاً تعزيز الشراكة الأمنية بين واشنطن والرياض.
واندلعت الحرب في غزّة في السابع من تشرين الأول الماضي بعد هجوم شنّته "حماس" على الأراضي الإسرائيليّة وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً، غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيليّة. وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، ويعتقد أن 34 منهم قُتلوا، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وردّاً على ذلك، توعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على "حماس"، وتشنّ عمليات قصف وهجوم بري واسع على قطاع غزة ما أدّى إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخص معظمهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".