التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الظهران، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن وقف الحرب في قطاع غزة.
كما تم بحث الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، والتي قارب العمل على الانتهاء منها، بالإضافة إلى ما يتم العمل عليه بين الجانبين في الشأن الفلسطيني لإيجاد مسار ذو مصداقية نحو حل الدولتين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم الأحد.
إلى ذلك، استعرض اللقاء المستجدات الإقليمية بما في ذلك الأوضاع في غزة، وضرورة وقف الحرب، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وكان البيت الأبيض أعلن أمس أن سوليفان سيزور السعودية من أجل بحث الوضع في غزة، وجهود تحقيق السلام.
مساءً، ذكر البيت الأبيض أن "سوليفان أجرى محادثات بناءة في السعودية ركزت على رؤية شاملة للتكامل بالشرق الأوسط، وأطلع نتنياهو على اجتماعاته بالسعودية والإمكانات التي يمكن أن تتاح حاليا لإسرائيل والفلسطينيين".
وسافر سوليفان في وقت لاحق اليوم إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لمناقشة ملف غزة، والأزمة الإنسانية في القطاع، وموضوع النازحين، بالإضافة إلى المفاوضات الجارية لتأمين إطلاق سراح الأسرى.
يذكر أن الأمير محمد بن سلمان كان شدد أمام القمة العربية الثالثة والثلاثين في البحرين يوم الخميس الماضي على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية.
ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من تشرين الاول (أكتوبر) الماضي أكدت المملكة مرارا وتكرارا على وجوب وقف الانتهاكات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات الانسانية.
كما شددت أكثر من مرة على تمسك الدول العربية بحل الدولتين، الذي يرسي السلام ويحقق طموح الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة.
وتأمل واشنطن في أن تمهّد الاتفاقيات ذات الطابع الأمني والدفاعي عموماً، الى التوصّل لاتّفاق يشهد اعتراف السعوديّة للمرّة الأولى بإسرائيل.
ومن المقرّر أن يزور سوليفان إسرائيل الأحد لإجراء محادثات حول الحرب في غزّة، حسب ما أعلن البيت الأبيض.
وتسعى إدارة بايدن منذ فترة إلى التوصّل لاتّفاق يضمن اعتراف السعودية بإسرائيل، في مقابل إقامة علاقة أمنيّة أقوى مع واشنطن، الشريك الأهمّ للمملكة في هذا المجال.
وبعد دخوله البيت الأبيض، زار الرئيس الديموقراطي بايدن مدينة جدّة والتقى ولي العهد في تموز (يوليو) 2022، وسعت إدارته جاهدةً للتوصل إلى اتفاق سعودي إسرائيلي من شأنه أن يبني على اتفاقات أبراهام التي اعتُبرت إنجازًا كبيرًا للسياسة الخارجية الأميركية في عهد سلفه الجمهوري دونالد ترامب.
في أيلول (سبتمبر) الفائت، قال وليّ العهد السعودي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركيّة أنّ المملكة تقترب "كلّ يوم، أكثر فأكثر" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكنّ هذه الجهود تضرّرت بشدّة بسبب الحرب الدامية المستمرّة منذ أكثر من سبعة أشهر في غزة، والتي اندلعت بسبب هجوم غير مسبوق شنّته حركة "حماس" في 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) على جنوب إسرائيل.
ومذّاك، قال مسؤولون سعوديّون إنّ العلاقات مع إسرائيل مستحيلة من دون خطوات "لا رجعة فيها" نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة، وهو ما يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقوّة منذ فترة طويلة.
ومن غير الواضح إذا كانت الرياض وواشنطن ستمضيان قدما في اتفاقيّاتهما إذا لم تتوصّل السعودية وإسرائيل لاتّفاق تطبيع، بحسب محللين.