توصي دراسة سعودية حديثة بإضافة منهج للتربية الإعلامية الرقمية في المدارس السعودية، من أجل تلقين الطلاب مهارات التعامل مع وسائل الإعلام الجديد.
يقوي هذا التلقين النظرة النقدية والتحليلية للمحتوى المنشور في المنصات الرقمية، بحسب ما يقول الدكتور محمد بن عامر الشهري، الباحث في قسم الصحافة والإعلام الجديد بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، لـ"النهار العربي"، طارحاً عقد دورات لمنسوبي إدارات الإعلام في التعليم العام والتعليم الجامعي، وتدريبهم على إنتاج المواد الإعلامية وصناعة المحتوى والتعامل مع وسائل الإعلام الجديد.
وقد نال الشهري درجة الدكتوراه عن دراسته "معالجة الصحافة السعودية للقضايا التربوية في ضوء رؤية 2030 واتجاهات النخب نحوها"، وهي أول رسالة أكاديمية تناقش الجانب الإعلامي لقضايا المنظومة التربوية والتعليمية والتطورات التي شهدتها في ضوء "رؤية السعودية 2030".
ويؤكد الشهري ضرورة مضاعفة اهتمام الصحف السعودية بالقوالب الصحافية التفسيرية كالتحقيقات والحوارات والمقالات، "كونها تقدم مناقشةً عميقة للقضايا من أبعاد متعددة، لتوضيحها وتفسيرها للجمهور".
وبحسبه، اعتمدت دراسته على منهج المسح في الجانبين التحليلي والميداني من خلال استمارة تحليل المضمون لـ3188 مادة منشورة في ستّ صحف سعودية مطبوعة وإلكترونية في عام 2022، "إلى جانب استطلاع آراء 100 من النخب الأكاديمية في التربية والإعلام والممارسين الإعلاميين المهتمين بالقضايا التربوية، باستخدام أداة الاستبيان، لمعرفة أبرز القضايا التربوية التي ركزت عليها الصحافة السعودية من وجهة نظر النخب"، كما يقول.
تظهر نتائج الدراسة تصدّر قضية التعليم والتنمية المستدامة قائمة القضايا التي تناولتها الصحف المطبوعة، تلتها قضية تأهيل الكوادر البشرية في التعليم، ثم التعليم وتحقيق التحول الوطني، فيما تصدرت قضية البيئة التعليمية المبتكرة قائمة القضايا التي ركّزت عليها الصحف الإلكترونية، يليها تطوير أساليب التعليم، ثم قضية التعليم والإبداع والابتكار.
وتوصّل الشهري في دراسته إلى أن النسبة الأكبر من المعالجة الصحافية للقضايا التربوية في الصحف المطبوعة والإلكترونية السعودية "كانت إيجابية"، فيما تشابهت الصحف المطبوعة والصحف الإلكترونية في التركيز على المحاور التربوية (الطالب والمعلم والعملية التعليمية) عند تناولها القضايا التربوية.
إلى ذلك، بيّنت نتائج الدراسة اطلاع 45 في المئة من النخب ضمن عينة الدراسة على قضايا تربوية في الصحافة السعودية، بينما يعتمد 41 في المئة منهم على الصحافة السعودية بصفتها مصدراً للمعلومات عن القضايا التربوية بدرجة مرتفعة، فيما جاءت قضية التعليم والتحول الوطني في مقدمة القضايا التربوية التي ركزت عليها الصحافة السعودية من وجهة نظر النخب، تليها قضية جودة التعليم، ثم قضية التعليم ومتطلبات العمل.