قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إنه أجرى محادثات "مثمرة وحيوية" مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بالتركيز على "قمة السلام" التي تنعقد هذا الأسبوع في سويسرا وعلى تحسين العلاقات الثنائية.
وتهدف كييف إلى حشد الدعم الدولي لخطة سلام اقترحها زيلينسكي وتتضمن الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أوكرانيا والعودة إلى حدود عام 1991 بعد الحقبة السوفيتية.
ولم تُدع موسكو إلى القمة التي ستنعقد بين يومي 15 و16 حزيران (يونيو) وتقول إنها بلا جدوى من دون مشاركتها. ولن تحضر الصين.
وكانت قد بدأت روسيا غزوا شاملا لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا "ممتنة للسعودية على دعمها. نقدر جهود سموه في المساعدة في إيجاد وسيلة سريعة للعودة إلى السلام".
ولم يذكر الرئيس الأوكراني ما إذا كان الأمير محمد بن سلمان سيحضر الاجتماع الذي سينعقد على مقربة من مدينة لوسيرن السويسرية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي العهد أكد "حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية" على حل الصراع الأوكراني الروسي وبحث سبل تخفيف أثره الإنساني.
ووصل زيلينسكي إلى جدة في وقت سابق اليوم في إطار رحلاته لحشد الدعم قبل القمة.
وتبذل أوكرانيا جهودا حثيثة لإقناع دول من النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بالحضور. وتسعى أيضا إلى مشاركة السعودية وعُقد أيضا أحد الاجتماعات التحضيرية للقمة في جدة.
وتعمل السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، بشكل وثيق مع روسيا في ما يتصل بالسياسة النفطية وقدمت نفسها كوسيط محتمل منذ غزت روسيا أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
وجال زيلينسكي حول العالم في الأسابيع الأخيرة لحشد الدعم والحضور لقمة السلام المقرر عقدها في سويسرا في نهاية الأسبوع.
ولم تقتصر جولاته على الحلفاء التقليديين في الاتحاد الأوروبي، بل قام أيضاً بجولة في بلدان في الشرق الأوسط وآسيا التي تتمتع بعلاقات أوثق مع روسيا.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، زار الرئيس الأوكراني سنغافورة والفيليبين وقطر.
ومن المتوقع أن يجتمع ممثلون من حوالى 90 دولة في سويسرا لمناقشة خطة كييف لإنهاء الحرب. وقد أقنع زيلينسكي العديد من المسؤولين بالحضور بعد زياراته الشخصية.
وتُعقد القمة في الوقت الذي حققت فيه روسيا بعض المكاسب في ساحة المعركة في شرق أوكرانيا، حيث تعاني القوات الأوكرانية من نقص في العديد والذخيرة.
ودعا زيلينسكي حلفاء أوكرانيا إلى زيادة إمدادات الدفاع الجوي لكييف.
وتزامناً مع وصوله إلى السعودية الأربعاء، قالت كييف إنَّ غارة روسية على مسقط رأسه في كريفيي ريغ أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة عشرين آخرين.
دبلوماسية "متعددة الأقطاب"
في أيلول (سبتمبر) 2022، لعبت الرياض دوراً غير متوقع في التوسط لإطلاق سراح المقاتلين الأجانب المحتجزين في أوكرانيا، بما في ذلك اثنان من الولايات المتحدة وخمسة من بريطانيا.
وقال مسؤول سعودي لصحافيين في آذار (مارس) 2023 إنَّ الرياض تظل منفتحة على المساهمة في الوساطة لإنهاء الصراع، خصوصاً "في القضايا البسيطة المهمة التي قد تساعد بشكل تراكمي في النهاية على التوصل إلى حل سياسي للقضية برمتها".
وفي آب (أغسطس) من العام الماضي، استضافت السعودية محادثات بشأن الحرب استقطبت ممثلين عن أكثر من 40 دولة، غير أن روسيا لم تشارك.
وقال مسؤولون سعوديون في ذلك الوقت إنَّ الاجتماع، الذي ضم مسؤولين من الصين والبرازيل، أظهر فوائد نهجها "المتعدد الأقطاب" في السياسة الخارجية.
وحضر زيلينسكي قمة الجامعة العربية في أيار (مايو) 2023 في جدة، حيث اتهم بعض القادة بـ"غضّ الطرف" عن أهوال الغزو الروسي.
وزار زيلينسكي السعودية في شباط (فبراير) الماضي، حيث أجرى محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتعزيز خطته للسلام ومناقشة تبادل محتمل لأسرى الحرب.
وتعهّدت السعودية تقديم مئات الملايين من الدولارات لإغاثة أوكرانيا، بما في ذلك مخصصات للاجئين الأوكرانيين الذين فروا إلى الدول المجاورة.