النهار

التكنولوجيا المتطورة محور زيارة طحنون بن زايد للولايات ‏المتحدة
المصدر: النهار العربي
تابع روباك: "وركز الرجلان على العلاقات الاستراتيجية ‏الأميركية الإماراتية إضافة إلى مسائل إقليمية".
التكنولوجيا المتطورة محور زيارة طحنون بن زايد للولايات ‏المتحدة
طحنون بن زايد آل نهيان
A+   A-
 
كتب السفير وليام روباك، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول ‏الخليج العربية في واشنطن، مقالًا نشر عبر الموقع ‏الإلكتروني للمعهد، حول زيارة مستشار الأمن القومي لدولة ‏الإمارات العربية المتحدة طحنون بن زايد آل نهيان الأخيرة ‏إلى الولايات المتحدة، وما حققته من نجاح في مجال التعاون ‏بين البلدين على صعيد الذكاء الاصطناعي.‏

وقال: "تؤكد زيارة مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات ‏العربية المتحدة طحنون بن زايد آل نهيان الأخيرة للولايات ‏المتحدة النجاح الأميركي في إقناع الإمارات العربية المتحدة ‏بمنافع الشراكة وولوج التكنولوجيا المتطورة ومخاطر التمسك ‏بإرث الشراكات التكنولوجية مع الصين".‏

وأضاف: "في زيارة مطلع حزيران (يونيو) الجاري إلى ‏الولايات المتحدة، كانت زاخرة باجتماعات مع كبار صانعي ‏السياسة في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إضافة ‏إلى الكونغرس، ضمن زيارات أخرى في أروقة السلطة في ‏الولايات المتحدة، تمكن مستشار الأمن القومي الإماراتي ‏طحنون بن زايد من إبراز اهتمام ملموس بمسائل اقتصادية ‏كتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من ‏التقنيات المتطورة. كما سلط نائب حاكم أبو ظبي، الذي ‏يمارس نفوذا محوريا بفضل ترؤسه لصناديق الثروة السيادية ‏الإماراتية “القابضة” (‏ADR‏) وجهاز أبو ظبي للاستثمار ‏‏(‏ADIA‏) الضوء على منصة ‏X‏ (المعروفة سابقا بتويتر) على ‏اجتماعه بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان".‏

وتابع روباك: "وركز الرجلان على العلاقات الاستراتيجية ‏الأميركية الإماراتية إضافة إلى مسائل إقليمية. وأشار البيانان ‏المتعلقان بالزيارة الصادران عن سفارة الإمارات، إلى إعادة ‏تأكيد المسؤولين على الشراكة الثنائية المتينة وعلى دعوة ‏طحنون إلى وقف فوري للنار في غزة، ترافقه زيادة كبيرة في ‏المساعدات الإنسانية. وناقش المسؤولان أيضا سبل تعميق ‏وتوسيع اتفاقات أبراهام".‏

وأوضح أن "هدفت زيارة طحنون إلى شحذ الاهتمام بالتعاون ‏الثنائي في مجال الذكاء الاصطناعي. وذكر سفير الإمارات ‏في الولايات المتحدة يوسف العتيبة أن الإمارات "تحوّل نفسها ‏إلى مركز للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة"، مشددا ‏على أن "الولايات المتحدة هي شريكنا المختار" في هذا ‏المضمار وغيره من التكنولوجيات المتطورة.‏

وذكر أنه "بإمكان ثلاثة تطورات محورية في سنة 2024 أن ‏تساعد على تفشي التركيز المتأني والقوي على التعاون في ‏مجال الذكاء الاصطناعي خلال زيارة طحنون. ففي أواسط ‏شهر نيسان المنصرم، أعلن شركتا ‏G42‎‏ ومايكروسوفت عن ‏توقيع اتفاق شراكة تضمن استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار ‏من مايكروسوفت في ‏G42‎، مما أعطى العملاق الأميركي -‏حصة أقلية – وأدخل رئيس مايكروسوفت في مجلس إدارة ‏G42‎‏". ‏

وأردف: "وقد ألزم التعاون في العام المنصرم، المعزز ‏بإعلان نيسان، ‏G42‎‏ على استخدام منصة حوسبة ‏ماكيروسوفت ‏Azure cloud‏ لتطبيقاتها في مجال الذكاء ‏الاصطناعي. وقد حصل اتفاق نيسان في أعقاب تسهيل ‏ملموس – من قرار الإمارات في شباط الماضي- بأن ‏G42‎‏ ‏ستسحب استثماراتها من الصين. وأوضح ممثلو ‏G42‎‏ أنه ‏خلال العام المنصرم، فَهِم كبار المسؤولين والمديرين ‏التنفيذيين في الإمارات، من خلال مناقشاتهم مع مسؤولين ‏أميركيين أنه سيترتب عليهم الإقدام على خيار أساسي ما بين ‏الاستمرار في التعاون مع الصين في مجال الذكاء ‏الاصطناعي أو زيادة التعاون مع الشركات الأميركية الرائدة ‏في مجال الذكاء الاصطناعي وضمان الولوج المستمر إلى ‏التكنولوجيا الأميركية في هذا المضمار".‏

ولفت الكاتب الى أنه من خلال استعراضه للقرار الصادر في ‏شباط الماضي، أعلن مسؤول ‏G42‎‏ سياو ‏Xiao‏ في كانون ‏الأول 2023 "أننا في موقع يحتم علينا القيام بخيار. لا يمكننا ‏العمل مع الطرفين". وعزز هذه النية إعلان كبير مسؤولي ‏G42‎‏ طلال القيسي الالتزام كليا بالعلاقة مع الولايات المتحدة.‏

تشكل زيارة طحنون وصفقة مايكروسوفت التي سبقتها رمزا ‏للجوانب المتبادلة والمفيدة جدا للعلاقات الأميركية الإماراتية ‏على الرغم من تحوط الإمارات ومحافظتها على رؤية ‏استراتيجية متعددة الأقطاب، تنظر إلى أبعد من تركيز ‏حصري على المصالح الأميركية والتي تطرح تساؤلات حول ‏موثوقية الولايات المتحدة كشريك أمين. وبغض النظر عن أي ‏تساؤلات، أوضحت الإمارات أنها تتكل على الولايات المتحدة ‏وتسعى إلى تعهدات أمنية أقوى.‏

من الناحية الاقتصادية، تتجاوز الاستثمارات الإماراتية في ‏الاقتصاد الأميركي التريليون دولار أميركي وعلى رأسها ‏صناديق الثروة السيادية التي كانت ممثلة خلال الزيارة، وفقا ‏لكاتب المقال. ‏

وأشار الى أنه "في سنة 2023 وللسنة الـ15 على التوالي، ‏شكلت الإمارات أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة في ‏الشرق الأوسط، من خلال صادرات وصلت قيمتها إلى 24.8 ‏مليار دولار. هذا وتستمر الإمارات في إثبات التزامها ‏بالدولار وبالدور المهيمن للمالية الأميركية".‏

وختم: "باختصار، تعزز الزيارة القدرة الإجمالية للعلاقة، ‏وتشير إلى الطريق نحو جوانب جديدة للتعاون على الصعيدين ‏الحكومي والخاص".‏

‏* وليم روباك – شغل مؤخرا منصب نائب المبعوث الخاص ‏لدى التحالف الدولي ضد داعش، كبير مستشاري الممثل ‏الخاص لشؤون سوريا السفير جيمس جيفري
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium