النهار

الإمارات: الإرادة السياسية تمكّننا من تحقيق نظام دولي ‏مستدام
المصدر: النهار العربي
تابع أبوشهاب: "ليس هناك شك في أن العالم أصبح مكاناً ‏أفضل بفضل الأمثلة المتعددة للتعاون الناجح متعدد الأطراف".
الإمارات: الإرادة السياسية تمكّننا من تحقيق نظام دولي ‏مستدام
السفير محمد أبوشهاب مندوب الامارات الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة
A+   A-
 
أكدت دولة الإمارات أن العمل الجاد والإرادة السياسية يمكننا ‏من تحقيق نظام دولي أكثر استدامة وشمولاً، وتحقيق أهداف ‏التنمية المستدامة، مشيرة إلى ضرورة تعزيز النظام المتعدد ‏الأطراف، والتزام جميع الدول بالقانون الدولي، لتعزيز ‏التعاون السلمي.‏

وقالت الإمارات، أمس، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، ‏ألقاه السفير محمد أبوشهاب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم ‏المتحدة: "يتعين علينا أن نستجيب للتحديات العالمية بمزيد من ‏التعاون الدولي والعمل الجماعي، وليس أقل منه"، مضيفاً "لقد ‏تأسس النظام المتعدد الأطراف لضمان احترام سيادة جميع ‏الدول والحل السلمي للنزاعات، وتعزيز التنمية المستدامة".‏

وتابع أبوشهاب: "ليس هناك شك في أن العالم أصبح مكاناً ‏أفضل بفضل الأمثلة المتعددة للتعاون الناجح متعدد الأطراف، ‏ومع ذلك فإن الحقيقة هي أن التعددية تتعرض لضغوط شديدة، ‏ومن المناسب أن ندرس كيفية تنشيطها".‏

وأشار إلى أنه كثيراً ما يفشل نظامنا المتعدد الأطراف في ‏تيسير العمل الحاسم، بسبب الاستقطاب السياسي والمصالح ‏المتنافسة، حيث يتجلى ذلك في مداولات هذا المجلس بشأن ‏غزة وأوكرانيا.‏

وقال: "إن إساءة استخدام حق النقض قوض قدرة مجلس الأمن ‏على حماية المدنيين وسمح باستمرار معاناة الآلاف وتشريد ‏الملايين، ما يوضح الحاجة ملحة للإصلاح".‏

ولفت أبوشهاب الى أن التطبيق الانتقائي للقانون الدولي ‏يقوض مصداقية الأمم المتحدة ويؤدي إلى تآكل الثقة بين ‏الدول الأعضاء، مما يعزز الإفلات من العقاب من خلال ‏السماح لبعض الدول بالتهرب من المساءلة عن أفعالها، ‏ويشكل سابقة خطيرة يمكن أن تحذو حذوها دول أخرى. ‏

وحذّر من أن "تقويض إمكانية التطبيق العالمي للقواعد ‏والمبادئ التي من المفترض أن تحكم سلوك الدول، يضعف ‏سيادة القانون، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى بيئة عالمية ‏غير مستقرة".‏

وقال أبو شهاب: "لا ينبغي لنا أن نقبل هذا الوضع الراهن، ‏وعلينا أن نسعى جاهدين لاستعادة فعالية النظام المتعدد ‏الأطراف وجعله مناسباً للغرض"، مضيفاً أنه "يجب على ‏جميع الدول الأعضاء أن تلتزم باستمرار بالقانون الدولي ‏وميثاق الأمم المتحدة لتعزيز التعاون السلمي، وحل النزاعات ‏بين الدول الأعضاء".‏

وتابع: "علينا أن نعالج الحاجة القائمة منذ زمن طويل إلى ‏تمثيل أكثر توازناً في المؤسسات العالمية المتعددة الأطراف"، ‏منوهاً بأن مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ‏تحتاج إلى إصلاحات شاملة تعكس الحقائق الجيوسياسية ‏والاقتصادية الحالية، فضلاً عن أصوات الدول الأعضاء ‏المتنوعة، بما في ذلك دول الجنوب العالمي.‏

وأكد أبو شهاب أهمية أن يشمل النظام المتعدد الأطراف ‏المعاد تنشيطه مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، مشيراً ‏في هذا الصدد إلى أنه خلال مؤتمر "‏COP28‎‏"، عقدت ‏الإمارات مفاوضات المناخ الأكثر تنوعاً وتمثيلاً في التاريخ، ‏بمشاركة النساء والشباب والسكان الأصليين والعلماء والقطاع ‏الخاص، وتم استماع واحترام الجميع، وباستخدام هذا النهج، ‏تمكنا من تحقيق الإجماع الإماراتي الطموح.‏

ونوه بأن الإجماع الإماراتي دليل على أنه رغم الانقسامات في ‏العالم، ومن خلال الاحترام المتبادل، يمكننا التغلب على ‏خلافاتنا وبناء عالم أفضل للأجيال القادمة.‏

وأردف أبو شهاب: "إننا لا نزال واثقين من أن الدول ‏الأعضاء ما زالت قادرة على التوصل إلى توافق في الآراء ‏بشأن القضايا الحاسمة التي تواجه عالمنا".‏
 

اقرأ في النهار Premium