بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ اليوم الأربعاء "أوجه التعاون المشترك بين البلدين" اللذين يواصلان تعزيز علاقاتهما، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي.
وأقام الأمير محمد استقبالاً رسمياً للمسؤول الصيني الرفيع الذي يقوم بزيارة للمنطقة تشمل أيضا الإمارات.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ الأمير محمد ولي عقدا جلسة مباحثات رسمية أعقبها اجتماع للدورة الرابعة للجنة السعودية الصينية الرفيعة المستوى.
وذكرت أنّ الزعيمين بحثا "أوجه التعاون المشترك بين البلدين خاصة مجالات التنسيق في الجوانب السياسية والأمنية والفرص التجارية ومجالات الطاقة والاستثمار والثقافة والتقنية".
كما ناقشا "المستجدات في المنطقة وآخر التطورات على المستوى الدولي، وجهود البلدين تجاهها".
والسعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، حليف وثيق للولايات المتحدة منذ عقود، لكنّها تسعى مؤخراً لتحقيق توازن في علاقاتها الخارجية مع القوى العالمية الكبرى الأخرى مثل روسيا والصين.
وتستورد الصين، وهي منتجة للنفط، منذ فترة طويلة الخام من الشرق الأوسط وتشتري ما يقرب من ربع الشحنات السعودية، وهي الشريك التجاري الأول للمملكة.
وصباح الأربعاء، حضر لي اجتماعاً مع مسؤولين ورجال أعمال ناقش آفاق التعاون الاقتصادي.
ونقلت "قناة الإخبارية" الحكومية عن لي قوله إنَّ "زيارتي إلى المملكة تهدف إلى دفع العلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى".
وتسعى السعودية لجذب مستثمرين صينيين في مشروعاتها العملاقة ولاسيما مدينة نيوم المستقبلية العملاقة التي تشيّدها في صحرائها المطلّة على البحر الأحمر بتكلفة تتجاوز 500 مليار دولار.
سياسياً، تسعى بكين إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.
والعام الماضي، أدت دوراً رئيسياً بشكل مفاجئ في التقارب التاريخي بين السعودية وإيران بعد أكثر من سبع سنوات من القطيعة.
كذلك، قدّمت الصين نفسها على أنها طرف يتخذ موقفاً حيادياً مقارنة بمنافستها الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، داعيةً إلى حل الدولتين مع الحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل.
وتعتبر الصين الشرق الأوسط جزءاً رئيسياً من مبادرة الحزام والطريق، وهو مشروع ضخم للبنى التحتية وركيزة أساسية لمحاولة الرئيس الصيني شي جينبينغ ترسيخ نفوذ الصين في الخارج.
وتأتي زيارة لي بعد نحو عامين من زيارة شي للمملكة بهدف تعزيز التقارب الاقتصادي والدبلوماسي بين العملاق الآسيوي والدول العربية.
وعقد شيء حينها لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد، كما شارك في قمتين خليجية- صينية وعربية- صينية حضرهما قادة دول المنطقة.
وفي حزيران (يونيو) 2023، وقعت اتفاقات استثمارية بأكثر من عشرة مليارات دولار مع شركات صينية، خلال مؤتمر الأعمال العربي الصيني في الرياض، من بينها صفقات بثمانية مليارات دولار على الأقل لمصلحة جهات سعودية.