أشرطة فيديو وملصقات ومجلات وأسطوانات منسية من العالم جمعها الإماراتي علي ناصر بهدف إنشاء "متحف نادي الفيديو" ليكون مرجعاً للأجيال الجديدة المهتمة بالأعمال الموسيقية والدرامية والكرتونية وما شابه، ولتسليط الضوء على المراحل الزمنية للإرث الفنّي المندثر الذي لم يبق إلا في ذكريات الأجيال السابقة.
"هو مشروع غير ربحي، الغاية منه إسعاد الناس من محبي الزمن الجميل، ولا أحبذ تسميته متحفاً، بل مشروع السعادة الذي كان لزوجتي وأولادي دور كبير في إنشائه ودعمي لتنفيذه حتى إطلاقة في 22 شباط/فبراير 2022 بعدما كان حلم الطفولة والمراهقة والشباب، واستمر معي أكثر من 35 سنة حتى حوّلته إلى معرض فني كبير خصصت له جزءاً من مساحة منزلي في أبو ظبي ليكون مجمعاً للتراث الفني العالمي والعربي"، يقول ناصر لـ"النهار العربي".
ليس المتحف مصدر رزق لناصر، بل مصدر سعادة ورضا نفسي "يكفي أن تأتي مجموعات من دول أو جنسيات مختلفة وتسألني كيف جمعت هذه المقتنيات وكيف بحثت عنها"، يضيف ناصر.
تجميع أرشيف فنّي من العالم هو مهمة صعبة واستقصائية، فكيف تمكن ناصر من جمع تلك "التحف"؟ يجيب:"بدأت هذه الهواية في سن الـ20 أي قبل 35 عاماً. كنت أشتري أشرطة فيديو لأفلام عربية وعالمية، في ذلك الزمن كانت منتشرة محال تأجير شرائط الأفلام VHS والفيلم الذي يعجبني أشتريه، وحافظت على هذه المجموعة، وبعدما اندثرت محال تأجير الأفلام وبيع الأشرطة والكاسيت وغيرها كنت أسافر إلى مصر ولبنان سوريا للحصول على ما بقي منها".
الأمر لا يقتصر على أفلام الفيديو، بل يشمل المجلات الفنية المتخصصة بعالم السينما وكواليسه والبوسترات والأسطوانات التي تعود إلى حقبة الخمسينات، وقد جمعها ناصر من دول أجنبية عدة سافر إليها.
"حتى الألعاب البسيطة التي كانت سلوى الأطفال في الحارات والمنازل والطرق في زمن البساطة، عدت إلى إحيائها ضمن زاوية مخصصة داخل المعرض كي يتسنى للأجيال الجديدة الاطلاع على زمن أهلها وأجدادها".
قد تكون زيارة فئة عمرية معيّنة المعرض أمراً طبيعياً، بخاصة محبي الفن السابع، لكن ما يفاجئ ناصر هو مجيء شباب من جنسيات عديدة بهدف الاطلاع على المحتوى الذي كان يشاهده آباؤهم وأجدادهم ومن كانوا نجوم ذلك الزمن. وعلى الخصوص من فلسطين وتركيا ومصر ولبنان وسوريا الذين يدرجون زيارة المتحف في برنامج زيارتهم الإمارات.