هزّت قضية تحرش وابتزاز جنسي عبر الإنترنت وقع ضحيتها عدد من الأطفال القصر ضجة كبيرة في تونس خلال الساعات الأخيرة، ما استدعى تدخل وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، التي عقدت اجتماع أزمة مساء اليوم برئاسة الوزيرة آمال بلحاج موسى.
وكشف حساب يتابعه أكثر من مليون شخص على "انستغرام" يحمل اسم "el madame" تفاصيل عملية ابتزاز جنسي تعرض لها عدد من الأطفال القصر لم تتجاوز أعمارهم 13 سنة، بحسب شهادات أقاربهم الذين أرسلوا نسخاً من تسجيلات صوتية ورسائل مكتوبة وفيديوات كان صاحب حساب وهمي يبتز بها الضحايا الصغار، ويطلب منهم تصوير فيديوات لهم في "وضعيات غريبة".
ونشر الحساب صورة للمشتبه به حصلت عليها شقيقة أحد الأطفال الضحايا ما سمح بالتعرف إليه وفق العديد من الناشطين، ليتبين أنه يعيش في إيطاليا، وهو واحد من الذين غادروا تونس قبل سنوات بطريقة غير قانونية.
وقال الناشط الحقوقي وعضو البرلمان التونسي السابق عن دائرة إيطاليا مجدي الكرباعي في تدوينة على "فايسبوك" إنه سيتقدم بقضية للسلطات الايطالية لتتبع المشتبه به، مؤكداً انه ومجموعة من التونسيين المقيمين في إيطاليا بصدد جمع كل المعطيات بشأنه لرفع قضية ضده.
وأحدثت الواقعة صدمة كبيرة في الشارع التونسي وتم تداول الصور والتسجيلات على نطاق واسع، وعلق كثيرون عليها معبرين عن صدمتهم وغضبهم وسخطهم، وطالب عدد منهم بتسليط أقسى العقوبات على المتحرش.
الأهل وتشديد الرقابة
في المقابل فتحت الحادثة نقاشاً بشأن ملف الابتزاز والتحرش الجنسي على الانترنت، والتي يكون الأطفال عادة في مقدمة ضحاياه. ودعا كثيرون الأهالي إلى تشديد الرقابة على استعمال أبنائهم للانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والحرص على توعيتهم، حتى لا يكونوا ضحية للمتحرشين ممن يستغلون خوفهم ويبتزونهم.
وفي بيان لخلية الأزمة بعد اجتماع اليوم، ذكر أن بلحاج أصدرت تعليماتها لمواكبة القضية وفق إجراءات عدة، ومنها "الشروع في إجراءات رفع شكاية جزائية لدى النيابة العمومية بتونس بواسطة المكلف العام بنزاعات الدولة، وإيلاء هذه القضية متابعة حثيثة للتتبع والمطالبة بتوقيع أقصى العقوباة وتلسيط العقاب الرادع على كل من سيكشف عنه البحث بما يتماشى وخطورة الأفعال المرتكبة".
وكانت الوزارة ذكرت في بيان سابق أن مصالحها المختصة توصلت إلى تحديد هوية طفلين (12 سنة) من بين الضحايا في إحدى الولايات، وباشرت التواصل مع العائلتين لتأمين التعهد اللازم.
وعقب شيوع نبأ الحادثة أمس أصدرت الوزارة بياناً قالت فيه إن الجهات القضائية والأمنية المختصة بدأت تحقيقاً بشأن شبهة إقدام كهل مجهول على استدراج أطفال قصّر عبر شبكة الإنترنت والتغرير بهم وابتزازهم وتهديدهم.
وشدد البيان على أن تونس "توفر منظومة قانونية واجتماعية ومؤسساتية ضامنة لحقوق الطفل، ورادعة لكل مصدر تهديد لمصلحته العليا".
وفي تصريحات إعلامية اليوم أكد مندوب حماية الطفولة أنيس عون الله، أنه إلى حد الآن لم تتقدم أي من العائلات للإبلاغ لمندوبي الطفولة عن حوادث الابتزاز الجنسي المتداولة عبر صفحات الإنترنت، وأوضح أن التحقيقات الآن في مرحلة التعرف على الضحايا، وطالب الأسر بالإبلاغ للمساعدة على تقدم التحقيقات وحماية الأطفال.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
