النهار

بيضٌ مهرّب من الجزائر يقلق التونسيين... هل يحمل إنفلونزا الطيور؟
تونس-كريمة دغراش
المصدر: النهار العربي
حذّر خبراء تونسيون في قطاع الدواجن من توزيع بيض مهرّب يُعرض في عدد من الأسواق التونسية، ويقولون إنّه قد يكون مصدر خطر كبير على القطاع وعلى صحة التونسيين، بسبب احتمال إصابته بفيروس أنفلونزا الطيور.
بيضٌ مهرّب من الجزائر يقلق التونسيين... هل يحمل إنفلونزا الطيور؟
تحذيرات من احتمال أن يكون البيض المهرّب حاملاً لانفلونزا الطيور.
A+   A-
حذّر خبراء تونسيون في قطاع الدواجن من توزيع بيض مهرّب يُعرض في عدد من الأسواق التونسية، ويقولون إنّه قد يكون مصدر خطر كبير على القطاع وعلى صحة التونسيين، بسبب احتمال إصابته بفيروس أنفلونزا الطيور.
 
ويقول خبراء مهنيون إنّ هذا البيض يُعرض في الأسواق القريبة من الحدود مع الجزائر، أي في بؤرة أنفلونزا الطيور التي اكتُشفت قبل فترة سابقة.
 
تحذيرات رسمية
وحذّر رئيس الغرفة الوطنية لتجار لحوم الدواجن إبراهيم النفزاوي في تصريح لـ"النهار العربي" من هذا البيض المهرّب، الذي كشف أنّه يُسوّق في المدن الحدودية، لافتاً إلى أنّه يُعرض بأسعار مخفّضة مقارنة بالبيض المحلي.
 
وقال النفزاوي إنّ هذا البيض قد يكون حاملاً لفيروس أنفلونزا الطيور وبعض الأمراض الأخرى التي تشكّل خطراً على صحة المستهلك.
 
وأضاف: "نحن لا نعرف مصدره"، محذّراً من أنّه "قد يحمل معه الكثير من الأمراض المعدية". وقال إنّ الموضوع محل متابعة من السلطات التونسية منذ فترة.
 
من جهته، أكّد رئيس الجمعية التونسية لمنتجي بيض الاستهلاك حسيب الفخفاخ في تصريح لـ"النهار العربي" "وجود بيض مهرّب من الجزائر يُباع بأسعار منافسة للبيض المحلي".
 
وقال إنّ هذا البيض منتشر في المحافظات والمدن الحدودية القريبة من الجزائر، كالقصرين والكاف وقفصة وتوزر، نافياً أن يكون متداولاً في أسواق المحافظات الداخلية، وذلك لصعوبة نقله بسبب المراقبة الشديدة على الطرقات من جانب مصالح المراقبة.
 
لكن الفخفاخ قال إنّ هذا البيض الآتي من الجزائر وتحديداً من بؤرة لأنفلونزا الطيور، يشكّل خطراً على قطاع الدواجن في تونس، من دون أن تكون له مخاطر على صحة الإنسان، موضحاً أنّ "الفيروس سهل وسريع الانتشار، وسوف يتفشى بسرعة وسط قطيع الدواجن في تونس، وستكون أضراره كبيرة"، لافتاً إلى أنّ نسبة نفوق القطيع في حال حدوث الإصابة قد تصل إلى 100 في المئة.
 
وأشار إلى أنّ "الإدارة العامة للصحة الحيوانية كانت قد نبّهت إلى هذا الموضوع، إذ راسلت الجمعيّة يوم 4 آذار (مارس) الماضي وأبلغت عن وجود بؤرة لفيروس انفلونزا الطيور في ولاية سكيكدة الجزائرية المحاذية لجندوبة والكاف".
 
ولاحظ أنّ ثمة إقبالاً من سكان المناطق الحدودية على شراء هذا البيض بسبب تدني سعره مقارنة بالبيض التونسي الذي يخضع إنتاجه للرقابة الصحية من المصالح المتخصصة، موضحاً أنّ 30 حبة بيض تباع هناك بـ 8.5 دنانير (أقل من 3 دولارات) بينما يبلغ سعر 30 حبة بيض تونسية 10.5 دنانير (3.3 دولارات).
 
فائض انتاج
ونفى الفخفاخ وجود إصابات بفيروس أنفلونزا الطيور في تونس في الوقت الحالي، لكنه لم يستبعد أن يحدث ذلك مستقبلاً إذا بقي الوضع على ما هو عليه، و"الأكيد سوف يصل الفيروس إلى تونس إذا استمر التهريب من الحدود البرية أو حتى البحرية".
 
واعتبر أنّ التهديدات لا تقف عند إنتاج البيض بل تشمل كذلك لحوم الدواجن التي صارت ملاذ التونسيين في السنوات الأخيرة، للحصول على البروتين بعدما بات شراء اللحوم الحمراء مستحيلاً على أغلبهم.
 
ويخضع قطاع الدواجن في تونس لإشراف ومراقبة وزارة الفلاحة والمصالح البيطرية، ويقول الفخفاخ إنّ المنتجات التي تُعرض في الأسواق مراقبة بشكل كلّي، لذلك لا تشكّل خطراً على صحة المواطن على عكس المنتجات المهرّبة.
 
ولفت إلى أنّ "البيض التونسي متوافر في الأسواق وبكميات كبيرة وكافية، قادرة على تغطية حاجات السوق التونسية، ولا ضرورة لشرائها من الأسواق المهرّبة".
 
 
ويستهلك التونسيون لحوم الدجاج والبيض بكميات كبيرة، ويُعتبران من بين المكونات الرئيسية لسلتهم الغذائية، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل قياسي وتراجع الإقبال عليها.
 
ويرى الفخفاخ أنّ أسعار البيض في تونس تُعتبر مقبولة مقارنة بدول أخرى، موضحاً أنّ ارتفاع أسعار المواد الأولية وبخاصة الأعلاف على المستوى العالمي بعد حرب أوكرانيا، علاوة على الزيادة الكبيرة في تكلفة النقل العالمي، ساهمت في ارتفاع أسعار البيض على مستوى السوق المحلية.
 
وبعد أزمة انتاج عاشتها تونس في عامي 2022 و2023، عرفت بداية العام الجاري طفرة إنتاج للحوم الدواجن والبيض، انعكست إيجاباً على الأسعار التي عرفت تراجعاً ملحوظاً.
 
ويوجد في تونس حالياً أكثر من 300 منشأة لإنتاج البيض، بعدما أغلق عدد من أصحاب المهن منشآتهم وفق الفخفاخ، بسبب الصعوبات الكبيرة التي مرّوا فيها قبل أعوام.
 
جدل وتشكيك
لكن تحذيرات أصحاب منشآت قطاع الدواجن وإنتاج البيض لم تؤخذ على محمل الجدّ من قبل الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تباينت الآراء بين متبنٍ لرواية المهنيين، ومحذّراً من المخاطر الصحية للسلع والمنتجات المهرّبة بشكل عام، داعين السلطات لمزيد من الحذر وتشديد الرقابة، وبين مكّذب ومشكّك. ووفق أصحاب هذا الرأي، فإنّ ما يُتداول يدخل في خانة الإشاعات، وسببها خوف أهل المهنة من منافسة البيض الجزائري المهرّب الذي يباع بأسعار أقل من تلك التي يباع بها البيض التونسي.
 

اقرأ في النهار Premium