النهار

رئاسيات الجزائر: تبّون بلا منافس قوي
الجزائر-نهال دويب
المصدر: النهار العربي
يجمع عدد من المراقبين والمحلّلين السياسيين، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لن يواجه في الانتخابات المقبلة مصاعب كبيرة للفوز بولاية ثانية
رئاسيات الجزائر: تبّون بلا منافس قوي
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يدلي بصوته في استحقاق 2019 الرئاسي (أ ف ب)
A+   A-
يجمع عدد من المراقبين والمحلّلين السياسيين، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لن يواجه في الانتخابات المقبلة مصاعب كبيرة للفوز بولاية ثانية لاعتبارات عدة، منها ضعف منافسيه ونيله دعم المؤسسة العسكرية، فضلاً عن التأييد الذي يلقاه من عدد كبير من تنظيمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، إضافة إلى الشعبية التي يحظى بها في ظل بروز تحوّلات إيجابية داخل البلاد. 
 
الأوفر حظاً
بالنسبة إلى الدكتور حسام حمزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فالرئيس تبون يملك حظوظاً أوفر من غيره للنجاح "نظراً إلى حجم الكتلة الانتخابية التي يحظى بها، مع العلم أنها لا تنتمي إلى أي حزب، وقد تكونت نتيجة أنشطته وقراراته ذات البعد الاجتماعي التي تقرّبه من الناس، لأنها تستجيب لتطلّعاتهم الخاصة". 
 
يضيف حمزة لـ"النهار العربي": "هذه الكتلة تمثل الأحزاب الموالية والداعمة له، ويصعب تقديرها كونها تمثل القوى الأولى في البرلمان، والمجالس البلدية والولائية، ولا ننسى نسبة التأييد الكبيرة من المجتمع المدني، وهذان العاملان كافيان لحسم السباق الرئاسي في الدور الأول، وقد يحلّ عبد العالي حساني، مرشح حركة مجتمع السلم (حمس) ثانياً، لأنه حزب مهيكل". 
 
والحركة التي تشكّل اليوم أكبر الأحزاب الإخوانية في البلاد، بكتلة نيابية مؤلفة من 65 نائباً في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان)، تنظر إلى الاستحقاق الانتخابي المقبل على أنه "فرصة ورهان". وتقول مصادر قيادية في الحركة لـ"النهار العربي" إنها تراهن على استعادة مكانتها في الخريطة السياسية الجزائرية، "وقد يتكرّر سيناريو استحقاق 1995 الذي حصل فيه مرشح الحركة الشيخ محفوظ نحناح على المرتبة الثانية بنحو 3 ملايين صوت، ما جعل حركة مجتمع السلم رقماً صعباً، سياسياً وشعبياً".
 
الجيش يؤيّده
إلى ذلك، يقول الدكتور عمار سيغة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الشهيد محمد العربي بن مهيدي بأم البواقي، لـ"النهار العربي"، إن المنافسة لن تكون صعبة، وسيكون فوز الرئيس بولاية ثانية سهلاً مقارنة باستحقاق عام 2019 وما قبله، راداً ذلك إلى "الهبّة التي تقودها أحزاب كبيرة موالية للسلطة، أكبرها ’جبهة التحرير الوطني‘ التي تشكّل اليوم القوة الأولى في البرلمان، والمجالس البلدية والولائية، إضافة إلى فاعليات المجتمع المدني". 
 
وبحسب سيغة، لعلّ أهم ورقة يستثمر فيها الرئيس الجزائري اليوم هي إنجازاته في ولايته الأولى، مضيفاً: "إن الدليل على قوة موقع الرئيس تبون تسارع وتيرة جمع التوقيعات، كما يمكن الإشارة إلى قدرة الأحزاب الكبيرة الموالية له على تنظيم تجمعات شعبية ضخمة في الحملة الانتخابية، بفضل قدرتها على تعبئة الآلاف من الناخبين، القادرين بدورهم على حشد المواطنين للتصويت لصالحه". 
 
وما ينعش حظوظ تبون هو الدعم الذي يلقاه من المؤسسة العسكرية، "وهذا بارز بوضوح في مجلة ’الجيش‘، لسان حال القيادة العسكرية، في عددها الصادر في كانون الثاني (يناير) الماضي، إذ أسهبت في الإشادة بإنجازات الرئيس"، وفقاً لسيغة، مضيفاً: "قالت المجلة بلغة صريحة وواضحة إن ما تحقق في أربع سنوات يبعث على الأمل ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته، بما أن كل المعطيات تشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن بلادنا تتطور بسرعة".
 
لا منافس 
سحب 35 راغباً في الترشح للانتخابات الرئاسية المقرّرة يوم 7 أيلول (سبتمبر) المقبل استمارات اكتتاب التوقيعات، كان تبون آخرهم، معلناً عن ترشحه رسمياً. وقد انتهت مهلة الترشح منتصف ليل الخميس 18 تموز (يوليو) وفقاً لأحكام المادة 251 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، ومرجح أن يتخطّى 4 أو 5 مرشحين فقط عقبة جمع التوقيعات، نظراً إلى العدد الهائل من الشكاوى التي تذاع يومياً.
 
بناءً عليه، يجزم عبد الرفيق كشوط، المحلل السياسي والأستاذ المحاضر في جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل، أن لا مرشح قوياً ينافس الرئيس تبون. ويقول لـ"النهار العربي": "حتى اللحظة، لم تبد أي شخصية ذات وزن سياسي من المستقلين رغبة في دخول السباق الانتخابي بوجهه". 
 
يضيف كشوط: "أهم أسلحة تبون تمتعه بدعم شعبي بفضل قرارات مسّت تفاصيل حياة الناس، "مثل دعم قدرة المواطن الشرائية، وزيادة الأجور والرواتب، واستحداث فرص عمل جديدة، وإقرار إصلاحات اقتصادية كان لها أثرها المباشر على الحالة المعيشية في البلاد".
 

اقرأ في النهار Premium