النهار

"داون تاون" ومنطقة حرّة ضخمة في بنغازي بالشّراكة مع الإماراتي العبار
القاهرة- أحمد مصطفى
المصدر: النهار العربي
شرعت سلطة شرق ليبيا في تنفيذ أولى خطوات مشروع عقاري عملاق في مدينة بنغازي يتضمن منطقة دولية حرة على ساحل المتوسط، في خطوة نوعية للمعمار في ليبيا من شأنها تشجيع استثمارات ضخمة في قطاعات العقارات والملاحة البحرية.
"داون تاون" ومنطقة حرّة ضخمة في بنغازي بالشّراكة مع الإماراتي العبار
خليفة حفتر مسقبلاً العبار ووفد الشركة الاماراتية.
A+   A-
شرعت سلطة شرق ليبيا في تنفيذ أولى خطوات مشروع عقاري عملاق في مدينة بنغازي يتضمن منطقة دولية حرة على ساحل المتوسط، في خطوة نوعية للمعمار في ليبيا من شأنها تشجيع استثمارات ضخمة في قطاعات العقارات والملاحة البحرية.
 
مشاريع واعدة اقتصادياً
ووقع الجهاز الوطني للتنمية، إحدى الأذرع الإنشائية الرئيسية لـ"الجيش الوطني" الليبي، عقداً مع شركة "غلوبال بلدرز" الإماراتية، بحضور رئيسها رجل الأعمال محمد العبار ورئيس أركان القوات البرية اللواء صدام حفتر نجل قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، لتنفيذ مشروع مدينة بنغازي الجديدة "الداون تاون"، وكذلك تنفيذ منطقة حرة في منطقة المريسة البحرية، وصفت بـ"أضخم منطقة حرة في شمال أفريقيا"، وفقاً لبيان ليبي لم يكشف تفاصيل التعاقد والقيمة الاستثمارية للمشروع والمدى الزمني لتنفيذه.

وإذ اكتفى عميد بلدية بنغازي صقر بوجواري بتأكيد أن المشروع "خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة"، عبر عن تفاؤله بـ"مستقبل المنطقة الحرة التي من شأنها أن تحقق فرص عمل وتجذب استثمارات في مجالات اقتصادية عدة". وقدم شكره للحضور على "دعم التعاون بين البلدين: الإمارات وليبيا".

وبالإضافة للفوائد الاقتصادية للمشروع، فإن حضور العبار إلى مدينة بنغازي واستقباله من نجل حفتر مرتدياً الزي المدني، حمل رسائل سياسية مفادها طي صفحة الحرب والصراع المسلح، والعمل على ترسيخ أمن المنطقة واستقرارها.

وأثنى رجل الأعمال الإماراتي في كلمة على هامش توقيع العقود على "الإنجازات التي تحققت في شرق ليبيا في وقت قصير وظروف حرجة"، مؤكداً أن "هذا هو الوقت المناسب لوضع ليبيا على خريطة الاستثمار في المجالات كافة، ونسعى للمساعدة والمساهمة بخبراتنا وتجاربنا السابقة".
 
مشروع استراتيجي
وأوضح مدير الجهاز الوطني للتنمية جبريل داود أن عقد تصميم المنطقة الحرة وتنفيذها مع الشركة الإماراتية هو "مشروع استراتيجي ينقسم إلى مناطق استثمارية وسياحية وصناعية، وكذلك منطقة للخدمات والمعارض، ومن شأنه أن يضع المنطقة على خريطة ممرات العبور البحري، ويساهم في زيادة التنمية ودفع الاقتصاد المحلي، كما يُخفض معدلات البطالة، إذ إنه يستوعب الآلاف من العمالة الليبية"، مؤكداً لـ"النهار العربي" أنه "تم ضغط مدة إنجاز المشروع ليكتمل خلال ثلاث سنوات، وتتم الآن تهيئة الموقع تمهيداً لتسليمه إلى الشركة المنفذة خلال شهرين". وقال: "التصميمات الهندسية للمشروع تم الانتهاء منها قبل توقيع العقود، وسيتم تدشين حملة دعائية لجذب استثمارات ضخمة، خصوصاً في مجال الملاحة البحرية". كما كشف عن محادثات لتنفيذ قرى سياحية في بنغازي على ساحل المتوسط يتم إعلان تفاصيلها خلال الفترة المقبلة.

ولاحقاً استقبل قائد "الجيش الوطني" خليفة حفتر، وفد الشركة الإماراتية برئاسة العبار، في مكتبه بحضور رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب (البرلمان) أسامة حماد، وعميد بلدية بنغازي صقر بوجواري، ورئيس أركان القوات البرية، حيث جرت مناقشة "مجموعة من المشاريع الحيوية المهمة التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، في إطار العلاقات الوثيقة بين ليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة"، وفق بيان صادر عن القيادة العامة.

و"غلوبال بلدرز" هي إحدى شركات "إعمار القابضة" الإماراتية، المالكة لبرج خليفة ودبي مول، بالإضافة إلى منتجع مراسي على ساحل المتوسط في شمال غرب مصر.  
 
تنويع مصادر الاقتصاد
أستاذ الاقتصاد الدكتور علي الشريف أوضح أن "ليبيا تعاني منذ الاكتشافات النفطية قبل عشرات العقود من اعتمادها على الاقتصاد الريعي، إذ يهيمن تصدير النفط على الإيرادات"، معتبراً أن "البدء في إنشاء المناطق الحرة في ليبيا خطوة نحو تنويع مصادر الاقتصاد. والإمارات لديها تجربة رائدة في مجال إدارة الموانئ والمناطق الحرة".
 
وأكد الشريف لـ"النهار العربي" أن "ليبيا لديها ميزات جغرافية، إذ تمتلك شاطئاً يبلغ طوله نحو 2000 كلم، يُقابله ساحل جنوب أوروبا، كما أنها تُمثل منطقة عبور بين أوروبا وأفريقيا، وبالتالي يجب استثمار الشواطئ الليبية لوضعها على خريطة ممرات العبور الملاحية". وأضاف: "تأخرنا عن الدول المحيطة في جذب الاستثمارات في مجالات عدة، حتى أن المنطقة الحرة في المريسة كان مخططاً تنفيذها منذ عام 2000 لكن لم يتم البدء في تنفيذ المشروع طوال هذه السنوات".

وإذ رأى أن المشاريع الجديدة "تُصنف كاستثمار أجنبي مباشر سيعود بالنفع على ليبيا من خلال خفض معدلات البطالة وسد العجز في سوق النقد الأجنبي"، طالب بالعمل على جذب المزيد من الاستثمارات في المجالات الواعدة في ليبيا، والتي لم يتم استثمارها، لتقليص الاعتماد على قطاع النفط الذي يتعرض لتقلبات في الأسواق العالمية، لافتاً إلى أن "الشراكة مع شركة عملاقة كإعمار الإماراتية ترفع مستوى الثقة لدى المستثمرين الأجانب لتوجيه نظرهم إلى الفرص التي توفرها ليبيا، كما تؤكد أن هذه المنطقة تنعم بالأمان والاستقرار".
 

اقرأ في النهار Premium