تستمر الحملات الدعائية لانتخابات الرئاسة في الجزائر المقررة يوم 7 أيلول (سبتمبر) المقبل، في ظل احتدام التنافس بين المرشحين الثلاثة.
وفي خلال الأسبوعين الأولين من عمر الحملات الانتخابية، يلاحظ التغير في أساليب استمالة الناخبين، إذ لم يعد لتعليق الصور في الأماكن المخصصة لها في المدن والبلديات الأهمية التي كانت لها سابقاً، كما لم يعد يركز المرشحون على الحيز الزماني المخصص لهم عبر شاشات التلفزيون الحكومي ولا الإذاعة، وبات التركيز منصباً على الاستغلال النوعي والأمثل لوسائط التواصل الاجتماعي.
"التواصل الفعّال"
حزب "حركة البناء الوطني" واحد من الأحزاب السياسية الداعمة للرئيس المرشح لولاية ثانية عبد المجيد تبون، اختارت قيادته تبني استراتيجية دعائية قائمة على المتطلبات الحديثة للوصول إلى إقناع الناخبين.
ويلاحظ متابعون لنشاط الحزب تركيزاً نوعياً على النشاط الإعلامي عبر وسائط التواصل الاجتماعي، من خلال فيديوهات آنية وأخرى يومية، بالإضافة إلى مجموعات وسائطية عبر منصات "فايسبوك" و"واتس آب" وغيرهما.
عضو المكتب الوطني للحزب هاشمي حسام، أكد لـ"النهار العربي"، أن اهتمام الحزب بوسائط التواصل الاجتماعي خلال الحملة الانتخابية يعكس "استراتيجيتنا الحديثة والمبنية على التواصل الفعّال مع الجمهور"، مضيفاً أن مدرسة التدريب الإعلامي الداخلية للحزب عملت على تدريب فريق شاب باحترافية إعلامية عالية مهمته إنتاج محتوى رقمي عالي الجودة يتماشى مع رؤية الحزب وأهدافه، وذلك من خلال استخدام أدوات تحليل متطورة.
ولفت حسام إلى أن هذا الفريق يقوم في كل مرة "بقياس تأثير المحتوى وتعديله لضمان وصول رسائلنا الانتخابية إلى أوسع شريحة ممكنة من الناخبين، وبخاصة الشباب منهم".
وعن مساهمة حزبه في دخول الجزائر مرحلة جديدة في إدارة الحملة الدعائية للمواعيد الانتخابية على اختلافها، أكد حسام أن وسائط التواصل الاجتماعي أضحت أداة أساسية للتواصل مع الناخبين على وجه التحديد، وأضاف: "نحن نفخر بوجود فريق شبابي مدرب ومؤهل داخل الحزب، قادر على استثمار هذه الوسائل بفعالية كبيرة"، مضيفاً أن هذا الفريق "يساهم في تقديم محتوى تفاعلي وحديث يتماشى مع التوجهات التقنية الحالية، ويعزز من قدرة حملتنا الانتخابية على الوصول إلى مختلف فئات المجتمع بطريقة ديناميكية ومتطورة".
نقلة نوعية
حزب "حركة البناء" هو مجرد مثال عن التعامل المغاير مع الحيزين الزماني والمكاني المخصصين للحملة الدعائية لكل مرشح من المرشحين للرئاسيات الجزائرية المقبلة، إذ تعتمد الأحزاب الأخرى، سواء تلك الداعمة لعبد المجيد تبون، أم حزبا المرشحين الآخرين يوسف أوشيش وعبد العالي حساني "جبهة القوى الاشتراكية" و"حركة مجتمع السلم" توالياً، الأساليب التواصلية نفسها في إدارة حملاتهما الانتخابية.
وخصصت السلطة المستقلة للانتخابات المشرفة على العملية الانتخابية أماكن للمرشحين في البلديات والمحافظات لتعليق صورهم، غير أن الاهتمام بذلك لم يكن مثلما هو معتاد خلال الانتخابات السابقة، ما اعتبره مراقبون نقلة نوعية في التعامل مع عمليات استقطاب الجزائريين وإقناعهم بالبرامج الانتخابية بعيداً عن الطرق التقليدية القديمة المرتكزة على الظهور التلفزيوني وتعليق الصور وغيرها من الطرق التي تكاد تضمحل أمام الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي.