دخلت الجزائر اليوم الثلثاء، مرحلة ما يُعرف بـ"الصمت الانتخابي" الذي يسبق عملية الاقتراع بثلاثة أيام كاملة.
وانتهت الحملة الدِعائية لانتخابات الرئاسة أمس الإثنين، بعد 20 يوما من التنافس بين المرشحين الثلاثة عبر خطابات إعلامية ولقاءات وتجمعات شعبية في ربوع البلاد.
ويُطلق مصطلح الصمت الانتخابي على الفترة التي تسبق يوم الانتخاب، حيث يُمنع خلالها المرشحون من الإدلاء بأي تصريح دِعائي أو تنشيط أي لقاء ضمن الحملة الانتخابية.
وأصدرت الهيئة المشرفة على الانتخابات في الجزائر المعروفة باسم السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بيانا ذكّرت فيه بمضمون القانون المنظم للعملية الانتخابية، مؤكدة أنّه ينصّ على "أنه لا يمكن لأيّ كان مهما كانت الوسيلة وبأي شكل كان، أن يقوم بالحملة خارج الفترة المحددة من 15 آب (أغسطس) 2024 إلى غاية 3 أيلول (سبتمبر) 2024، كما يُمنع نشر وبثّ سبر الآراء واستطلاع نوايا الناخبين قبل 72 ساعة من تاريخ الاقتراع على التراب الجزائري، و5 أيام قبل تاريخ الاقتراع بالنسبة للجالية المقيمة بالخارج".
ويختار ما يقارب 24 مليون ناخب جزائري في اقتراع عام يوم السبت الـ07 أيلول الجاري، رئيسهم المقبل لفترة 5 أعوام.
وتعوّل السلطات في الجزائر على نسبة مشاركة عالية في انتخابات الرئاسة المقبلة، حيث جنّدت كافة مؤسساتها من أجل التعبئة وتوعية الهيئة الناخبة بضرورة التوجه إلى صناديق الاقتراع.
كما حاول المرشّحون الثلاثة استمالة الناخبين من خلال عرض برامجهم طيلة مدة الحملة الانتخابية، مع حثّ "الفئة الصامتة" خاصّة، على وجوب الانتخاب.
ويُطلِق السياسيون، عن المُمتنعين عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات وصف الفئة الصامتة، وهو الشغل الشاغل للسلطات في الجزائر، حيث تحاول استقطاب هؤلاء ورفع نسبة المشاركة في انتخابات السبت المقبل.
ويمنّي الرئيس المرشح عبد المجيد تبون نفسه بالفوز بولاية ثانية بهدف استكمال برنامج الإنمائي والاقتصادي، حيث أطلق وعودا انتخابية اقتصادية محضة، مؤكدا أن ولايته الثانية سيطغى عليها الجانب الاقتصادي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي و"من أجل جزائر منتصرة" وهو الشعار الذي كان وسم حملته الدِعائية.
أما مرشح المحافظين عبد العالي حساني، فوعد الجزائريين بإحداث التغيير المنشود، رافعا شعار "فُرصة" أمام الجزائريين لانتخابه رئيسا للبلاد وعدم تضييع أكثر مما ضُيّع لحدّ الآن.
في حين مرشح الديموقراطيين يوسف أوشيش، حاول استمالة الناخبين نحو مشروعه الرئاسي المبني على تغيير نمط التسيير وإيجاد الحلول للمُعضلات الاقتصادية والاجتماعية الحالية عبر "رؤية" استراتيجية مبنية على مقوّمات البلاد.
وحسب ملاحظين، فإن الهدوء والاحترام هو ما ميّز الحملة الانتخابية بين المرشحين، فما عدا احتجاج مديرية حملة المرشح حساني حول استغلال الأحزاب السياسية الداعمة للمرشح تبون للحيز الإعلامي في وسائل الإعلام الحكومية، فإن الحملة الدعائية لم تشهد أي خروج عن إطار التنافس.
ويقول متابعون، إن المرشحين الثلاثة التزموا بعرض برامجهم الانتخابية كلٌّ حسب رؤيته لما يجب أن تكون عليه البلاد في الـ5 أعوام المقبلة، رافضين الدخول في ملاسنات بينية.