النهار

الرئاسيات الجزائرية: رهانُ معدلات التصويت يتجاوزُ نقاشات النتائج
الجزائر - نبيل سليماني
المصدر: النهار العربي
يواصل الجزائريون اليوم السبت الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد لخمسة أعوام مقبلة، في ظل تفاوت في الإقبال على مكاتب التصويت بين محافظة وأخرى.
الرئاسيات الجزائرية: رهانُ معدلات التصويت يتجاوزُ نقاشات النتائج
جزائري يدلي بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية (ا ف ب)
A+   A-
يواصل الجزائريون اليوم السبت الإدلاء بأصواتهم  لاختيار رئيس جديد لخمسة أعوام مقبلة، في ظل تفاوت في الإقبال على مكاتب التصويت بين محافظة وأخرى.
 
وبدا من الوهلة الأولى أن النقاش تجاوز من سيحظى بالفوز في انتخاباتٍ الرهانُ الجماعيُّ فيها رفع معدل التصويت، وهو ما استقاه "النهار العربي" من حديث المرشحين الثلاثة وداعميهم عقب الإدلاء بأصواتهم، إذ بلغت نسبة المشاركة نحو 13.11% فقط حتى الساعة الواحدة بعد الظهر، بينما بلغت حتى الساعة الخامسة 26.45%.
 
وفي تصريحات تكاد تكون متشابهة، أدلى بها مرشحو انتخابات أيلول (سبتمبر) الجاري، أجمع كل من يوسف أوشيش وعبد العالي حساني وعبد المجيد تبون على أهمية نسبة المشاركة في مسار الدولة خلال قادم السنوات.
 
وقال حساني إن نسبة المشاركة العالية "تثبت شرعية وصدقية الانتخابات، وتؤكد التلاحم الشعبي مع الرئيس المقبل، ونحن في عالم يحتاج إلى تلاحم قويّ بين السلطة والشعب"، فيما دعا أوشيس الفئة الصامتة الرافضة للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم، كي تكون "أغلبية فعّالة إن شاركت في صنع حاضرها ومستقبلها". أما تبون فأشار إلى مصيرية الانتخابات الرئاسية الجارية في مسار الدولة الجزائرية، وأهمية تجسيد الجزائريين رغباتهم بممارسة حقهم الانتخابي.
 
نقاش النتائج
وفي ما يبدو تجاوزاً للنقاشات القديمة حول الحسم المسبق للنتائج لصالح مرشح السلطة، كما يصف البعض عبد المجيد تبون، يرى مراقبون أن السلطة السياسية في الجزائر تسير في منحى إيجابي لتجاوز مخلّفات المراحل السابقة وما خلفته الانتخابات حينها من احتقان شعبي وسياسي، بفعل عمليات التزوير، خصوصاً ما تعلق بانتخابات الرئاسة بين عامي 1999 و2014، وهي الانتخابات التي كان لا يعلو فيها صوتٌ فوق صوت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
 
 
في رئاسيات عام 2019، ورغم التوتر الذي صاحبها بفعل الحراك الشعبي وضغط المعارضين وقوى رفض إجراء الانتخابات والداعين لمراحل انتقالية ومنع التصويت بالقوة في مناطق عدة، ورغم ارتفاع نسبة العزوف إلى أكثر من 60%، يؤكد محللون إلى الآن أن نتائجها حقيقية ولم تحمل أي شبهة.
 
ورغم عدم حصوله على نسبة عالية من تصويت الجزائريين، وصف الرئيس المنتخب حينها المرشح لولاية ثانية اليوم عبد المجيد تبون بالرئيس الأكثر شرعية منذ استقلال البلاد.
 
ليس اختصاصاً جزائرياً
يرى عبد القادر سلامة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الوادي (جنوبي الجزائر)، أن منظومة الحكم في الجزائر تسير في نهج المصالحة الذاتية من طريق الاشتغال على جوانب مهمة في الانتخابات الرئاسية، "على غرار الاختيار الأمثل للمرشحين وتأطيرٍ أدقّ للحملة الدِعائية ونسبة التصويت وغيرها"، مضيفاً لـ"النهار العربي" أن المرحلة الراهنة للدولة الجزائرية وتعقيدات المحيط الإقليمي والدولي "حتّمت على السلطة في البلاد عدم فتح المجال أمام مناوئيها في الخارج، على وجه الخصوص، للقدح في مسار العملية الانتخابية والطعن في نتائجها".
 
وعن أحاديث الحسم المسبق، أكد سلامة أن الأمر "ليس اختصاصاً جزائرياً محضاً، فانتخابات الرئاسة في جميع بلدان العالم بمن فيها تلك الموصوفة بكبرى الديموقراطيات، يعلو فيها اسم مرشح على الآخر، وما حدث في الرئاسيات الفرنسية الأخيرة عندما رُشح اسم الرئيس إيمانويل ماكرون على حساب المرشحين الآخرين خير دليل".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium