عاشت مدينة الفنيدق المحاذية لمدينة سبتة شمال المغرب، نهاية الأسبوع الماضي، حالة من الاستنفار الأمني بسبب توافد أعداد كبيرة من الشباب بقصد الهجرة الجماعية إلى المدينة التي تحتلها إسبانيا.
ونشرت السلطات العديد من سيارات الأمن والشاحنات المزودة بخراطيم المياه لمواجهة الشغب، ومنع الراغبين في الهجرة من الوصول إلى سبتة، كما عملت السلطات على إعادة العشرات من الشباب إلى المدن التي قدموا منها على متن حافلات.
وجاء توافد الشبان بعد، تداول دعوات مجهولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أسبوع تدعو الشباب إلى التوافد على مدينة الفنيدق قرب تطوان، قصد القيام بهجرة جماعية.
ورغم أن السلطات فتحت تحقيقا لمعرفة الجهات التي تقف وراء هذه الدعوات التحريضية على الهجرة السرية واعتقلت عدة شبان بسبب نشرهم هذه الدعوات، إلا أنه منذ يومي الجمعة وليلة أمس السبت، توافد العديد من الشباب منهم كثير من القاصرين على مدينة الفنيدق قصد الهجرة سرا إلى إسبانيا عبر سبتة المحتلة، لكن السلطات أحبطت كل محاولاتهم.
واستبقت السلطات الأمنية عمليات الهجرة بتوقيف حافلات كان على متنها شبان متوجهون من مدن مغربية مختلفة خاصة شمال المغرب نحو الفنيدق، كما اعتقلت الكثير منهم.
وكان بيان أمني أعلن قبل ذلك، أن "مصالح الشرطة بمدينة تطوان قامت بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية) صباح الاثنين الماضي بتوقيف شخص يبلغ من العمر 20 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في نشر أخبار زائفة ومحتويات تحرّض على تنظيم الهجرة غير المشروعة".
وكان الشخص ظهر في شريط فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يحرّض فيه على تنفيذ عملية جماعية للهجرة غير المشروعة اليوم الأحد، وينحدر هذا الشاب من منطقة قرب مدينة الدار البيضاء.
وبعد ذلك، أعلنت مصالح الأمن في بيان أن العمليات الأمنية التي باشرتها مصالح الشرطة بكل من مدينتي طنجة وتطوان لمكافحة المحتويات الرقمية التي تحرض على تنظيم الهجرة غير المشروعة، خلال الفترة الممتدة ما بين 09 و11 أيلول (سبتمبر) الحالي، أسفرت عن توقيف 60 شخصا، من بينهم قاصرين. وتضمنت المحتويات المنشورة في مواقع التواصل تحريضا على اقتحام السياج الأمني الواقع بين مدينة الفنيدق ومدينة سبتة اليوم الأحد.
كما أسفرت عملية أمنية مماثلة جرى تنفيذها بمدينة طنجة عن توقيف 47 مشتبها فيه مباشرة بعد وصولهم إلى المدينة عبر محطة القطار ومحطة الحافلات، استجابة لشرائط الفيديو والمحتويات الرقمية التحريضية لتنفيذ عملية جماعية للهجرة غير المشروعة.
وتنشط عمليات الهجرة السرية شمال المغرب مع هدوء البحر، حيث يسعى الشبان إلى العبور سباحة، ومنهم من يخترقون السياج الحدودي قصد العبور إلى الضفة الأخرى.