النهار

النهار

المعارضة في طريقها للفوز في الانتخابات التشريعية في كوريا الجنوبية
المصدر: ا ف ب
يتجه حزب المعارضة الرئيسي في كوريا الجنوبية بخطوات ثابتة إلى تحقيق فوز ساحق في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تعزيز غالبيته، مما يمثل انتكاسة للرئيس المحافظ يون سوك يول.
المعارضة في طريقها للفوز في الانتخابات التشريعية في كوريا الجنوبية
فرز الاصوات بعد الانتخابات التشريعية في كوريا الجنوبية (ا ف ب)
A+   A-
يتجه حزب المعارضة الرئيسي في كوريا الجنوبية بخطوات ثابتة إلى تحقيق فوز ساحق في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تعزيز غالبيته، مما يمثل انتكاسة للرئيس المحافظ يون سوك يول.

وتشي هذه النتائج في حال تأكيدها، بنهاية معقدة لولاية يون، حتى أنها قد تمهد لإقالته.

وأظهرت هذه الاستطلاعات التي أورد التلفزيون الكوري الجنوبي نتائجها في ختام الاقتراع، حصول الحزب الديموقراطي (اليسار الوسط)، القوة المعارضة الرئيسية في البلاد، بزعامة لي جاي ميونغ، الخصم اللدود للرئيس والذي أصيب بجروح بالغة قبل ثلاثة أشهر في هجوم بالسكين، والأحزاب المتحالفة معه على 197 مقعدا، مقابل 156 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.

ونال حزب سلطة الشعب بزعامة يون 85 إلى 99 مقعدا، مقابل 114 مقعدا في الانتخابات التشريعية السابقة.

قد تحصل أحزاب المعارضة مجتمعة على "غالبية ساحقة" مع ما لا يقل عن 200 مقعد من أصل 300 في الجمعية الوطنية (برلمان أحادي المجلس)، وهو ما يكفي لتجاوز حق التعطيل الذي يتمتع به الرئيس المحافظ يون سوك يول.

ومن هذه التشكيلات الحزب الجديد المناهض للنظام "حزب إعادة بناء كوريا" الذي أسسه قبل بضعة أسابيع وزير العدل السابق تشو كوك، المحكوم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة الفساد والذي استأنف الحكم، والذي قد يحصل على 12 إلى 14 مقعدا.
 

"الشعب انتصر" 
بعد التصويت، قال تشو: "الشعب انتصر، والرغبة في محاكمة يون سوك يول واضحة للغاية"، وفق وسائل الإعلام المحلية.

ويرى المحلل السياسي يوم سيونغ يول أن "نتائج اليوم تظهر غضب الناس الشديد إزاء يون بسبب عامين من حكمه".

وأضاف لوكالة فرانس برس: "ماذا لو لم يتغير، حتى مع هذه النتيجة الواضحة في الانتخابات؟ أعتقد أن غضب الشعب سيزداد، وهذا ما يثير قلقي".

اجرت القنوات التلفزيونية الرئيسية الثلاث في كوريا الجنوبية هذه الاستطلاعات التي شملت 360 ألف ناخب في جميع أنحاء البلاد.

فاز يون بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام 2022 أمام منافسه لي، واتبع سياسة حازمة تجاه كوريا الشمالية مع تعزيز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة والتقرّب من اليابان، القوة الاستعمارية السابقة والتي تكثر الخلافات التاريخية معها.

وعرقل عدم فوز حزبه بغالبية برلمانية تنفيذ مشروعه السياسي اليميني، ومنذ بداية ولايته، لم تسجل شعبية الرئيس أي ارتفاع وهي تقارب على الدوام 30 بالمئة.

والآن بات بوسع لي جاي ميونغ الذي يواجه تحقيقات بالفساد يعتبر أن دوافعها سياسية، أن يستمتع برد اعتباره بعد حملة انتخابية شديدة الاستقطاب وتمحورت حول استياء الناخبين.

ونتيجة الانتخابات تضعه في وضع جيد لخوض الانتخابات الرئاسية مجدداً في 2027، وهذا ما ينوي فعله باعتقاد الجميع.

ونقلت وسائل إعلام محلية عنه قوله بعد التصويت: "سأرى اختيار الشعب بقلب متواضع".

في الجمعية الوطنية بسيول حيث تجمع النواب ومسؤولون آخرون الأربعاء ليلة الانتخابات، ساد الحزن بين صفوف حزب سلطة الشعب ودوى التصفيق وصيحات الفرح من جانب الديموقراطيين.

وصبت التركيبة السكانية في صالح يون. فقد غلب عدد الناخبين الذين تزيد أعمارهم عن ستين عاماً ويعرف بأنهم أكثر محافظة، على الذين هم في العشرينات أو الثلاثينات من أعمارهم.

واعرب الأخيرون عن شعورهم بالخيبة البالغة من الطبقة السياسية التي يهيمن عليها المسنون متجاهلين مخاوفهم مثل تكلفة السكن أو انعدام فرص العمل.

ويعتقد الكثيرون أن هذا الخلل برز بشكل صارخ خلال التدافع المميت الذي شهدته سيول خلال الاحتفالات بعيد هالوين في تشرين الأول (أكتوبر) 2022 والذي خلف أكثر من 150 قتيلاً، معظمهم من الشباب. وحُملت مسؤولية المأساة حينها إلى اهمال السلطات.
 

"السجن" و"العقاب" 
واعتبر كيم يونغ هو (24 عاما)، وهو مالك شركة، لدى خروجه من مركز اقتراع في منطقة غوانغجين في سيول أن "الناس من حولي أقل اهتماما بهذه الانتخابات مقارنة بالمرة السابقة وأعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى شعورهم بخيبة أمل نوعاً ما".

يرى محللون أن الحملة الانتخابية تمحورت حول تأجيج استياء الناخبين أكثر من اقتراح سياسات كبرى. ووعد حزب سلطة الشعب بـ"سجن" لي وتشو في حين تعهد الحزب الديموقراطي بـ"معاقبة" رئيس كوريا الجنوبية على ما وصفه بسوء الإدارة.

كما أدى إلى ابتعاد الناخبين خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على الإنترنت، والتي يخشى الخبراء من أنها قد تؤدي إلى المزيد من الاعتداءات الجسدية مثل تلك التي تعرض لها لي في كانون الثاني (يناير).

وقالت كيم دو كيونغ (47 عاماً)، وهي ناشطة في مجال الدفاع عن النساء المهاجرات وأطفالهن "إنني أشعر بالخجل حقاً من سياسة وحكومة بلادنا".
 
الكلمات الدالة