نقل المجلس العسكري الحاكم في ميانمار الزعيمة المسجونة أونغ سان سو تشي من سجنها إلى المنزل للإقامة الجبرية، على ما أكد مصدر لوكالة فرانس فرانس الأربعاء.
وتمضي الزعيمة البالغة 78 عاما والحائزة جائزة نوبل، عقوبة بالسجن 27 عاما إثر إدانتها بعدد من التهم من بينها الفساد وحيازة أجهزة لاسلكي بشكل غير مشروع وصولا إلى عدم احترام الإجراءات الصحية المرتبطة بكوفيد-19.
وقال مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه أن سو تشي والرئيس السابق وين مينت نقلا من السجن إلى منزل للإقامة الجبرية.
كذلك أعلن المجلس العسكري الأربعاء أنه سيتم الافراج عن 3,300 سجين في إطار عفو بمناسبة رأس السنة البوذية.
ولم يتّضح على الفور ما إذا كانت الخطوة المتعلقة بسو تشي مؤقتة أم تمثّل خفضاً في عقوبتها.
وقال المتحدث باسم السلطات العسكرية زاو مين تون إن موجة الحر التي تحتاج البلاد دفعت بالسلطات لاتخاذ اجراءات لحماية كبار السن والأكثر عرضة للمرض.
وأضاف المتحدث لوكالة فرانس برس: "لم توفر الرعاية فقط لأونغ سان سو تشي ويو وين مينت، بل أيضًا لبعض السجناء الأكبر سنا بسبب الطقس الحار جدا".
مشكلات صحية
وذكرت وسائل إعلام محلية إن سو تشي عانت خلال جلسات محاكمتها التي استمرت أشهرا من نوبات دوار وقيء وفي بعض الأحيان لم تكن قادرة على تناول الطعام بسبب التهاب في الأسنان.
وقال نجلها كيم أريس لوكالة فرانس برس في شباط (فبراير) إنها لا تزال مسجونة في مجمع أقيم خصيصا في العاصمة التي بناها الجيش في نايبداو.
ولم يكن في مجمع السجن مكيفات هواء في الحرارة الخانقة، وخلال موسم الأمطار تسربت المياه من الجدران الاسمنتية، بحسب الخبير الاقتصادي الاسترالي شون تورنل المستشار السابق لحكومة سو تشي والذي اعتقل هناك لأشهر.
أمضت سو تشي قرابة 15 عاما قيد الاقامة الجبرية في دارتها القريبة من بحيرة والمبنية في فترة الاستعمار في العاصمة الاقتصادية رانغون، بعد أن اكتسبت شعبية خلال تظاهرات عارمة ضد المجلس العسكري آنذاك في 1988.
ومن بين السجناء المشمولين بالعفو الأربعاء 13 من إندونيسيا و15 من سريلانكا سيتم ترحيلهم، وفق المجلس العسكري.
وسيتم خفض أحكام السجناء الباقين بمقدار سدس العقوبة، باستثناء المدانين بجرائم خطيرة مثل القتل والإرهاب والمخدرات.
أطاح الجيش بحكومة سو تشي المنتخبة ديموقراطيا في انقلاب خاطف في شباط (فبراير) 2021 ما وضع حدا لتجربة ديموقراطية استمرت 10 سنوات بعد عقود من الحكم العسكري.
وأثار الانقلاب معارضة شعبية كبيرة حاول الجيش سحقها بالقوة ما تسبب بنزاع أودى بأكثر من 4,800 مدني.
ويسعى الجيش الآن بصعوبة للحفاظ على قبضته على البلاد أمام مقاومة من مقاتلين مدنيين معارضين للمجلس العسكري ومجموعات إتنية مسلحة تنشط منذ وقت طويل.