أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت وابلاً من الصواريخ البالستية القصيرة المدى في وقت مبكر من صباح الخميس، وذلك بعد أيام على فشل محاولة بيونغ يانغ إطلاق قمر اصطناعي.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إنها رصدت إطلاق "ما يشتبه بأنه نحو عشرة صواريخ بالستية قصيرة المدى" باتجاه المياه في شرق شبه الجزيرة الكورية.
وأضافت أن الصواريخ حلقت مسافة 350 كيلومتراً تقريباً، مضيفة أنّها تعمل على تحليل المعلومات بالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان.
واعتبرت أن إطلاق الصواريخ يشكّل "استفزازاً يهدّد بشكل خطير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
وأكّد خفر السواحل الياباني ومكتب رئيس الوزراء أيضاً إطلاق الصواريخ، وقالا إنّهما يبحثان عن مزيد من المعلومات.
"هدية مخلصة"
إلى ذلك، أرسلت كوريا الشمالية الأربعاء مئات البالونات المحمّلة بالقمامة وفضلات الحيوانات عبر الحدود شديدة التحصين إلى كوريا الجنوبية ووصفتها بأنّها "هدايا مخلصة"، ما أثار رد فعل غاضباً من سيول التي رأت أن هذا فعل حقير وخطير.
وأظهرت صور نشرها الجيش الكوري الجنوبي بالونات معلّقاً بها أكياس بلاستيك. وأظهرت صور أخرى نفايات متناثرة حول البالونات بعد سقوطها، مع كلمة "فضلات" على كيس في إحدى الصور.
وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان إنه اكتشف بحلول عصر الأربعاء أكثر من 260 بالوناً، وهبط معظمها على الأرض، بفضلات حيوانات وقمامة، واصفاً العمل بأنّه "حقير وخطير".
وأعلنت كوريا الشمالية أن البالونات كانت ردّاً على حملة دعائية مستمرة يقوم بها معارضون من كوريا الشمالية ونشطاء في كوريا الجنوبية دأبوا على إرسال بالونات عبر الحدود محمّلة بمنشورات مناهضة لبيونغ يانغ ومعها طعام وأدوية ومال ووحدات ذاكرة إلكترونية "يو أس بي" فيها مقاطع موسيقية مصوّرة لنجوم موسيقى البوب الكوريين وأعمال درامية.
وأصدرت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وهي مسؤولة ذات نفوذ كبير في الحزب الحاكم، بياناً عبر وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، انتقدت فيه سيول ووصفتها بأنّها "مشينة ووقحة" لانتقادها البالونات بينما تدافع عن حرّية مواطنيها في التعبير.
وقالت إن البالونات التي أرسلتها كوريا الشمالية كانت "هدية إخلاص" للكوريين الجنوبيين الذين "يبكون من أجل حرية التعبير"، وتعهّدت بإرسال عشرات أمثال العدد الذي لفتت إلى أن كوريا الجنوبية أرسلته إلى أراضيها.
ولفت مسؤول في المكتب الرئاسي في سيول إلى أن الشمال قد يرغب في "اختبار" رد فعل الجنوب لكنّه تعهّد بالرد بهدوء.
ويأتي إطلاق الصواريخ البالستية أيضاً بعد أيام من محاولة فاشلة لكوريا الشمالية لوضع قمر صناعي للتجسّس في مدار الأرض.
وأعلنت كوريا الشمالية الإثنين أن الصاروخ الذي يحمل قمرها الصناعي للاستطلاع "ماليغيونغ-1-1" انفجر بعد دقائق من إطلاقه بسبب عطل محتمل في المحرّك.
وفي خطاب نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية الأربعاء، شدّد كيم على أن الفشل في إطلاق القمر الصناعي لن يردع بلاده عن مواصلة هذا المسار.
والخميس، أصدرت كوريا الشمالية بياناً حذّرت فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّه قد يكون "الأمين العام الأكثر جبناً وضعفاً في تاريخ الأمم المتحدة".
وأعربت بيونغ يانغ في البيان عن قلقها من عقد مجلس الأمن الدولي "اجتماعا مفتوحاً مرّة أخرى للتشكيك بإطلاق جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية المشروع لقمر صناعي".