أغلقت مراكز الاقتراع في الهند، اليوم السبت، بعد ستة أسابيع من بدء عملية التصويت للانتخابات العامة التي يتوقّع أن يفوز فيها رئيس الوزراء ناريندرا مودي بولاية ثالثة لدى إعلان النتائج الثلثاء.
ويستند فوز مودي (73 عاماً) المرجح الى عمله خلال الأعوام الماضية على رسم صورة المدافع عن حقوق أتباع الديانة الهندوسية الذين يشكلون الغالبية في البلاد.
ومن بين المشاركين في الاقتراع الأحد، سكان مدينة فاراناسي التي تعد بمثابة العاصمة الروحية للهندوس، ويؤمها العديد من المؤمنين لحرق جثامين أقاربهم بجوار نهر الغانج.
وكانت فاراناسي واحدة من المدن الأخيرة التي أدلى فيها الناخبون بأصواتهم في ظل درجات حرارة خانقة. وأغلقت المكاتب عند الساعة 15:00 توقيت غرينتش، ومن المقرر أن تتم عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج الثلثاء، لكن استطلاعات الرأي بعد إغلاق المراكز السبت ستعطي مؤشرات الى التوجه العام.
وبلغت الحرارة السبت 45 درجة مئوية وهو سقف تخطته العديد من المدن في الأيام الأخيرة.
وقالت شينتا ديفي التي وصلت للإدلاء بصوتها عند الساعة الثامنة صباحاً: "الجو حارّ بالفعل... كانت فاراناسي أشد حرارة من المعتاد خلال الأيام القليلة الماضية".
وأضافت لوكالة "فرانس برس": "كل الشوارع والأسواق خالية".
وقالت السلطات في ولاية بيهار الجمعة إنَّ عشرة من الموظفين الذين كانوا يحضّرون لليوم الأخير للانتخابات، قضوا الخميس بسبب موجة الحرّ التي تضرب البلاد.
"شعور بالفخر"
وتعدّ فاراناسي من المعاقل الأساسية لمودي، وتعكس بصورة جلية التداخل بين الدين والسياسة في حقبته.
وقال فيانيندرا كومار سينغ الذي يعمل في أحد فنادق المدينة التي يؤمها المؤمنون الهندوس للحج إنَّ "مودي يفوز بشكل واضح".
وأضاف لوكالة "فرانس برس": "ثمة شعور بالفخر بكل ما يقوم به، ولهذا يصوت الناس لصالحه".
وقاد مودي حزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا الى فوز ساحق في الانتخابات عامي 2014 و2019.
وهذا العام، أشرف مودي على تدشين معبد كبير مكرّس للإله رام، شيّد في موقع مسجد أثري هدمه متشدّدون هندوس قبل عقود. ولبّى بناء المعبد أحد أبرز مطالب الناشطين الهندوس وتم الاحتفال به في أنحاء الهند عبر تغطية تلفزيونية مكثّفة وحفلات في الشوارع.
وفاقمت السياسات الهندوسية القومية التي تبناها مودي قلق سكان الهند المسلمين البالغ عددهم أكثر من 220 مليون نسمة حيال مستقبلهم في البلاد.
وخلال حملته الانتخابية، أدلى مودي مراراً بتعليقات مناهضة للمسلمين الذين اعتبرهم "مندسين". كما اتهم الائتلاف المعارض له المؤلف من أكثر من عشرة أحزاب، بالتخطيط لإعادة توزيع الثروة في الهند على المسلمين.
وقالت المسلمة جانيسار أختر التي تعمل في صناعة الملابس في فاراناسي إنَّ "المشاغل تغلق أبوابها هنا لكن حكومة مودي منشغلة بسياسة المعابد والمساجد"، مضيفةً: "من المفترض به أن يوفر لنا وظائف وليس توترات".
وأجمع المحللون على ترجيح فوز مودي على حساب الائتلاف المعارض له والذي لم يتمكن حتى من الاتفاق على اسم واحد لترشيحه الى منصب رئيس الوزراء.
وتعزّزت حظوظ مودي بشكل إضافي بفضل سلسلة تحقيقات جنائية تطال معارضيه، إضافة إلى تحقيق من قبل دائرة الضرائب أدى هذا العام الى تجميد الحسابات المصرفية لحزب المؤتمر الوطني، أكبر أحزاب المعارضة.
وتغاضت العديد من الدول الغربية عن المخاوف بشأن حقوق الانسان والحريات الديموقراطية في الهند في عهد مودي، لصالح التقارب مع حليف قادر على مواجهة تنامي نفوذ الصين، الخصم الإقليمي والجار الشمالي للهند.
كما أفاد مودي محلياً من تعزيز حضور الهند الدبلوماسي والاقتصادي في الساحة العالمية، خصوصاً بعدما أصبحت عام 2022 خامس أكبر قوة اقتصادية في العالم، متقدمة على بريطانيا.
وقالت شيخا أغراوال (40 عاماً) وهي تنتظر للإدلاء بصوتها في فاراناسي: "كهندية، أعتقد أنه (مودي) أكسب الهند الكثير من الاحترام والمكانة في عهده"، مضيفةً: "الناس ينظرون الآن الى الهند والهنود بكثير من الاحترام... وهو أمر لم يكن يحصل سابقاً".
من جهته، قال بريجيش تاكسالي: "أصوت لصالح النمو والتنمية في بلدي.لا أعرف سوى زعيم واحد... ناريندرا مودي، لقد صوتت له".
ويحق لنحو مليار شخص الإدلاء بأصواتهم في أكثر بلدان العالم تعداداً للسكان. وأجريت الانتخابات على سبع مراحل على مدى ستة أسابيع، بهدف التخفيف قدر الامكان من العبء التنظيمي لعملية اقتراع بهذا الحجم على مساحة جغرافية شاسعة.