أعلن مسؤولون وسياسيون اليوم الأحد أن حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فاز في انتخابات ولاية أروناتشال براديش المتاخمة للصين بينما فاز حزب محلي بالسلطة في ولاية سيكيم الواقعة في جبال الهيمالايا.
وأُجريت الانتخابات بولايتي أروناتشال براديش وسيكيم في 19 نيسان (أبريل) بالتزامن مع المرحلة الأولى من الانتخابات العامة.
واحتفظ حزب "بهاراتيا جاناتا" بالسلطة بشكل مريح في أروناتشال براديش حيث فاز بعدد 45 من إجمالي 60 مقعدا.
وقال مودي على منصة التواصل الاجتماعي إكس إن ناخبي أروناتشال براديش منحوا "تفويضا لا لبس فيه لسياسات التنمية".
ويقول ساسة ومحللون إن انتخابات الولايات لا تؤثر دائما على نتائج الانتخابات العامة، لكن استطلاعات الرأي التي أجريت أمس السبت توقعت فوزا كبيرا لتحالف مودي في الانتخابات العامة.
وفي سيكيم، فاز حزب سيكيم كرانتيكاري مورشا، وهو حزب محلي تحالف مع حزب "بهاراتيا جاناتا" في الانتخابات العامة عام 2019، بأغلبية ساحقة إذ حصل على 31 من إجمالي 32 مقعدا في مجلس الولاية.
ولم يفز حزب "بهاراتيا جاناتا" ولا حزب المؤتمر المعارض بأي مقاعد في سيكيم.
كيجريوال يعود الى السجن
تعهد أحد المعارضين البارزين لرئيس الوزراء الهندي الأحد مواصلة النضال ضد "الديكتاتورية" قبل عودته إلى السجن بعد انتهاء إذن قضائي بالافراج عنه بكفالة لتمكينه من خوض حملة الانتخابات التي يتوقع أن تسجل فوزا ساحقا جديدا للزعيم القومي الهندوسي.
وألقي القبض على أرفيند كيجريوال، رئيس وزراء نيودلهي وأحد الزعماء الرئيسيين لتحالف المعارضة الذي تم تشكيله لمنافسة مودي في الانتخابات، واحتُجز في 21 آذار (مارس) من قبل وكالة مكافحة الجرائم المالية.
وكيجريوال البالغ 55 عامًا، هو أحد قادة ائتلاف المعارضة لمنافسة مودي.
وتُتهم حكومة كيجريوال بتلقي رشى في إطار منح تراخيص بيع الكحول لشركات خاصة.
لكن وفقًا لمؤيديه، فإن اعتقال كيجريوال الذي ينفي التهم الموجهة إليه، يهدف إلى تهميش معارضي مودي.
ووصف أحدهم القضية بأنها "مؤامرة سياسية" دبرها حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي القومي الحاكم.
أكد كيجريوال الذي تعهد مواصلة "القتال" من وراء القضبان: "عندما تصبح السلطة دكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية".
وقال لأنصاره في خطاب رحيل عاطفي في مقر حزبه: "لا أعرف متى سأعود".
وأضاف: "لا أعرف ماذا سيفعلون بي".
وعاد كيجريوال لاحقا إلى السجن، بحسب ما اعلن متحدث باسم حزبه لفرانس برس.
ومن المتوقع أن يفوز مودي بولاية ثالثة، بحسب استطلاعات الرأي.
وكان مودي (73 عاما) قاد حزبه القومي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" إلى فوز ساحق في الانتخابات عامَي 2014 و2019، مستندا إلى سعيه لرسم صورة المدافع عن حقوق أتباع الديانة الهندوسية الذين يشكلون الغالبية في البلاد.
ومن المقرر أن تتم عملية فرز الأصوات وإعلان نتائج الانتخابات الثلثاء.
وبعيد إغلاق مراكز الاقتراع، أكد مودي على منصة إكس: "أستطيع أن أقول بثقة إن شعب الهند صوت بأعداد قياسية لإعادة انتخاب الحكومة".
في فاراناسي التي تعد بمثابة العاصمة الروحية للهندوس، يقول مناصرو رئيس الوزراء الهندي إن فوزه مضمون.
وأكد ناند لال الذي يبيع الزهور خارج أحد المعابد: "ستعود حكومته".
وانتهى التصويت في سابع وآخر مرحلة من الانتخابات التي استمرت لستة أسابيع، والتي جرت في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
وقضى على الأقل 33 موظفاً في مراكز اقتراع بسبب القيظ السبت، وذلك في ولاية أوتار براديش الشمالية وحدها، حيث وصلت الحرارة إلى 46,9 درجة، بحسب مسؤول انتخابي.
استهداف الخصوم السياسيين
ونفى كيجريوال باستمرار ارتكاب أي مخالفات. منذ أن تم توجيه مزاعم الفساد ضده لأول مرة.
ولدى توليه منصبه للمرة الأولى منذ نحو عقد، كان كيجريوال مدافعا قويا عن مكافحة الفساد، ورفض مرارا التجاوب مع استدعائه لاستجوابه في إطار التحقيق.
وأعلن كيجريوال أنه سيزور نصبا تذكاريا للمهاتما غاندي ويصلي في معبد هندوسي و"يلتقي بجميع العمال" والقادة في مقر حزبه قبل العودة إلى السجن.
وأضاف كيجريوال: "جميعكم اعتنوا بأنفسكم"، موضحا: "سوف أعتني بكم جميعا في السجن. إذا كنتم سعداء، فسيكون كيجريوال سعيدا أيضا في السجن."
ونُظمت مسيرات لدعم كيجريوال في مدن عدة بعد اعتقاله.
وفي أيار (مايو) الماضي، أمرت المحكمة العليا بالإفراج عنه بكفالة ليتمكن من خوض الانتخابات العامة.
كما اتهم كيجريوال شخصيًا رئيس الوزراء باستهداف خصومه بتحقيقات جنائية. ورفض التخلي عن منصبه بعد اعتقاله.
وعند خروجه من السجن في أيار (مايو) الماضي، كان في استقباله أكثر من ألف من أنصاره وتعهد القتال "بكل قوتي" للإطاحة بمودي.
وأكد: "علينا إنقاذ هذا البلد من الديكتاتورية".
وهو واحد من زعماء معارضين يخضعون لتحقيق جنائي، مثل راهول غاندي (53 عامًا)، وهو سليل عائلة تولى العديد من أفرادها رئاسة الوزراء، والذي عُزل لفترة وجيزة من البرلمان العام الماضي بعد إدانته بتهمة التشهير.
كما يتهم الحكومة بتراجع الممارسات الديموقراطية وينتقد دعمها للغالبية الدينية في الهند على حساب أقليات كبيرة تشعر بالقلق بشأن مستقبلها، بما في ذلك 210 ملايين مسلم.
ويتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان والمعارضة، حكومة مودي باستغلال القضاء لتحقيق أهداف سياسية.
ووفقا لمنظمة "فريدوم هاوس" الأميركية غير الحكومية، فإن حزب "بهاراتيا جاناتا" "يستغل المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لمهاجمة المعارضين السياسيين".
وألقى القبض أيضا على هيمانت سورين، رئيس الوزراء السابق لولاية جهارخاند الشرقية، في شباط (فبراير) الماضي في تحقيق منفصل بالفساد.
وكيجريوال وراهول غاندي وسورين جميعهم أعضاء في تحالف معارضة يتألف من أكثر من عشرين حزبا، لكن الكتلة تكافح من أجل تحقيق تقدم ضد مودي.