النهار

مودي نحو ولاية ثالثة مع فرز الأصوات في الانتخابات ‏الهندية
المصدر: أ ف ب
أظهرت النتائج بعد فرز نحو ربع أصوات المقترعين، ‏حصول حزب مودي "بهاراتيا جاناتا" على ما نسبته 39,3 ‏بالمئة، وفق اللجنة الانتخابية.‏
مودي نحو ولاية ثالثة مع فرز الأصوات في الانتخابات ‏الهندية
أنصار مودي يحتفلون بفوزه في الانتخابات (أ ف ب)
A+   A-
 
بدأ فرز الأصوات في الانتخابات الهندية الثلاثاء التي يبدو ‏رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي الأوفر حظا ‏للفوز فيها في ظل انقسام المعارضة وتفاقم القلق حيال حقوق ‏الأقليات.‏

وأظهرت النتائج بعد فرز نحو ربع أصوات المقترعين، ‏حصول حزب مودي "بهاراتيا جاناتا" على ما نسبته 39,3 ‏بالمئة، وفق اللجنة الانتخابية.‏

وحقق الحزب وحلفاؤه تقدماً في 281 مقعداً على الأقل، وفق ‏أرقام اللجنة،  بينما يحتاج الى 272 لضمان الغالبية في ‏الغرفة الدنيا للبرلمان.‏

وأظهرت الاستطلاعات بأن مودي (73 عاما) يتّجه لتحقيق ‏الفوز بعد انتخابات استغرقت ستة أسابيع وصوّت فيها 642 ‏مليون شخص على سبع مراحل في أنحاء الدولة الأكثر سكانا ‏في العالم.‏
 
وأعرب مودي نهاية الأسبوع عن ثقته بأن "الشعب الهندي ‏صوّت بأعداد قياسية" لإعادة انتخاب حكومته بعد عقد على ‏وصوله إلى رئاسة الوزراء أول مرّة.‏

ويعتقد مراقبون بأن مساعيه للّعب على وتر النزعة القومية ‏الهندوسية المتنامية ستمنحه ولاية ثالثة.‏

واجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه ‏الضخمة إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا ‏الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا والهادفة لتحطيم أي ‏منافسة.‏

وذكر مركز أبحاث "فريدوم هاوس" الأميركي هذا العام بأن ‏حزب "بهاراتيا جاناتا" استخدم المؤسسات الحكومية بشكل ‏متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين".‏

والأحد، عاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال ‏وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى ‏السجن.‏

اعتُقل كيجريوال (55 عاما) في آذار (مارس) بعد تحقيق فساد ‏استمر مدة طويلة، لكن أطلق سراحه لاحقا وسمح له بمواصلة ‏حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.‏

وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه "عندما تصبح السلطة ‏ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية"، متعهّدا مواصلة ‏‏"الكفاح" من خلف القضبان.‏

وقبيل الانتخابات، ازداد قلق العديد من أفراد الأقلية المسلمة ‏الذين يتجاوز عددهم 200 مليون حيال مستقبلهم في الدولة ‏العلمانية دستوريا.‏

وصدرت عدة تصريحات متشددة عن مودي نفسه خلال ‏الحملة إذ وصف المسلمين بـ"المتسللين".‏
 

فرز الأصوات ‏
تعد الانتخابات ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجستية ‏المرتبطة بها إذ أدلى الناخبون بأصواتهم في المدن الكبرى ‏مثل نيودلهي وبومباي كما في مناطق الغابات ذات الكثافة ‏السكانية القليلة وفي منطقة كشمير الجبلية.‏

ويتم الإدلاء بالأصوات بوساطة آلات إلكترونية ما يعني عملية ‏فرز سريعة وصدور النتائج خلال ساعات.‏

وبدأ عد الأصوات صباح الثلاثاء في المراكز الرئيسية في كل ‏ولاية حيث أُدخلت البيانات إلى الحواسيب.‏

وقال رئيس مفوضية الانتخابات راجيف  كومار الاثنين "على ‏الناس أن يعرفوا مدى قوة الديموقراطية الهندية"، مؤكدا "لدينا ‏عملية فرز متينة".‏

وتنشر كبرى شبكات التلفزة الهندية مراسلين خارج كل مركز ‏فرز إذ تتنافس على إيراد النتائج بشكل عاجل لكل من مقاعد ‏مجلس الشعب البالغ عددها 543.‏

وخلال السنوات الأخيرة، كانت الاتجاهات الرئيسية تتوضح ‏بحلول فترة منتصف ما بعد الظهر مع إقرار الخاسرين ‏بهزيمتهم، وإن كانت النتائج الكاملة والنهائية غير متوقعة قبل ‏حلول ليل الثلاثاء.‏

ويتوقع بأن تنظّم احتفالات في مقر "بهاراتيا جاناتا" إذا توافقت ‏النتائج مع توقعات الاستطلاعات.‏

ويتعين على أي حزب الحصول على أغلبية بسيطة بـ272 ‏مقعدا من أجل الفوز، علما بأن "بهاراتيا جاناتا" فاز بـ303 ‏مقاعد في آخر انتخابات جرت عام 2019.‏
 

موجة حر ‏
وأفاد كومار الاثنين بأن 642 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في ‏‏"عدد قياسي عالمي".‏

لكن بناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين ‏المسجّلين بلغ 968 مليونا، شارك 66,3 في المئة منهم، وهي ‏نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريبا عن تلك المسجلة في آخر ‏انتخابات عامة في 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67,4 ‏في المئة.‏

ولم تصدر بيانات نسب المشاركة النهائية بعد نظرا إلى إعادة ‏الاقتراع في مركزين في ولاية غرب البنغال الاثنين.‏

وأرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى ‏موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة ‏مئوية.‏

ولقي 33 موظفا مسؤولا عن الانتخابات حتفهم جراء الحر ‏الشديد السبت في ولاية أوتار براديش وحدها حيث وصلت ‏الحرارة إلى 46,9 درجة مئوية.‏

وأقر كومار بأنه كان يتعيّن تنظيم الانتخابات قبل شهر من ‏موعدها. وقال "ما كان علينا أن نجريها في ظل هذا الحر ‏الشديد".‏
 

اقرأ في النهار Premium