النهار

مودي يستعد لولاية ثالثة
المصدر: أ ف ب
سيؤدي ناريندرا مودي اليمين الدستورية السبت كرئيس ‏للوزراء للمرة الثالثة على ما ذكرت وسائل الإعلام الهندية.‏
مودي يستعد لولاية ثالثة
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أ ف ب)
A+   A-
 
يستعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخميس لولاية ‏ثالثة بعد انتخابات أتت نتائجها متقاربة أكثر مما كان متوقعا ‏ما اضطره إلى إبرام اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي.‏

وكان حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي بزعامة مودي ‏يتوقع فوزا ساحقا بعدما حكم البلاد بغالبية مطلقة في السنوات ‏العشر الأخيرة. لكن نتائج الانتخابات التي امتدت على ستة ‏أسابيع أظهرت أن هذا الحزب خسر الغالبية ما اضطره إلى ‏التفاوض لتشكيل ائتلاف.‏

وأعلن التحالف الديموقراطي الوطني الذي يضم 15 حزبا ‏عصر الأربعاء اتفاقا لتشكيل حكومة. وقال في بيان "اخترنا ‏جميعا بالاجماع الزعيم المحترم للتحالف ناريندرا مودي".‏

ويشغل التحالف 293 مقعدا في البرلمان أي أكثر من نصف ‏مقاعد المجلس البالغة 543 مقعدا.‏

وسيؤدي ناريندرا مودي اليمين الدستورية السبت كرئيس ‏للوزراء للمرة الثالثة على ما ذكرت وسائل الإعلام الهندية.‏

لكن يتوقع محللون ووسائل الإعلام أن تكون ولايته الجديدة ‏أصعب لأن على رئيس الحكومة الآن أن يتفق مع شركائه.‏

وكتبت صحيفة "هندوستان تايمز" في افتتاحيتها الخميس أن ‏‏"حقل الالغام في سياسة الائتلاف" ستعقد مهمة مودي. ‏وأضافت "سيكون التوصل إلى تسوية أساس الحكم".‏
 

‏"فصل جديد في التنمية" ‏
على الساحة الدولية، توالت رسائل التهنئة.‏

وهنأ الرئيس الأميركي جو بايدن، مودي على فوزه قائلا إنه ‏يريد العمل من أجل آسيا "حرة ومنفتحة". وكتب عبر منصة ‏اكس أنه يرى بين البلدين "مستقبلا مشتركا بقدرات غير ‏محدودة".‏

ووجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر اكس أيضا ‏رسالة تهنئة إلى "الصديق العزيز" مع صورة سيلفي تجمعهما ‏مؤكدا أنه يريد الاستمرار في "تعزيز الشراكة الاستراتيجية ‏التي تجمع بين الهند وفرنسا".‏

وهنأت الصين جارة الهند والمنافسة لها الائتلاف بقيادة مودي ‏وأعربت عن "استعدادها للعمل" معه.‏

وبعثت روسيا واليابان والمملكة المتحدة التهاني أيضا إلى ‏رئيس الوزراء الهندي، فضلا عن رئيس المجلس الأوروبي ‏شارل ميشال الذي دعاه إلى "تعميق الشراكة الاستراتيجية" ‏بين الاتحاد الأوروبي والهند.‏

وأكد مودي البالغ 73 عاما، أنه سيواصل برنامجه رغم تراجع ‏الغالبية التي يحظى بها.‏

وقال مودي أمام جماهير غلب عليها الحماس في العاصمة ‏نيودلهي "هذه الولاية الثالثة ستكون ولاية القرارات الكبرى. ‏ستكتب البلاد فصلا جديدا في تنميتها. أضمن لكم ذلك".‏
 
 
‏"لعبة الائتلاف" ‏
وكان محللون واستطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز ‏الاقتراع توقعت فوزا ساحقا لمودي المتهم بأنه أدخل مسؤولين ‏في المعارضة السجن وانتهك حقوق المسلمين في الهند البالغ ‏عددهم أكثر من 200 مليونا.‏

وفاز حزبه بـ240 مقعدا في البرلمان أي دون الغالبية المطلقة ‏بـ32 مقعدا. وكان فاز بـ303 مقاعد في 2019.‏

وخلافا للتوقعات، نال حزب المؤتمر المعارض الرئيسي، 99 ‏مقعدا مضاعفا تقريبا نتيجته في 2019 عندما حصل على 52 ‏مقعدا.‏

وقال كريستوف جافرولو الاستاذ في جامعة كينغز كوليدج في ‏لندن لصحيفة "ذي هندو" الخميس "أسياد اليوم ليسوا بالقوة ‏التي كانوا يتمتعون بها سابقا. للمرة الأولى في مسيرته ‏السياسية سيضطر ناريندرا مودي إلى الدخول في لعبة ‏الائتلاف".‏

وفي انتكاسة أخرى لمودي، أعيد انتخابه في فارانسي عاصمة ‏الهندوسية في البلاد، بهامش أضيق بكثير.‏

وكشف اشوتوش فارشني الخبير السياسي في جامعة براون ‏الأميركية لصحيفة "إنديان اكسبرس" الخميس "أظهرت ‏الانتخابات إرادة للدفاع عن القيم الدستورية وكرامة ‏المواطنين".‏

ورأى أن تراجع مودي مرتبط "بتصاعد التوترات ‏والاستقطاب في المجتمع وقلق المواطنين على حقوقهم ‏والزيادة الكبيرة في التفاوت الاجتماعي".‏
 

اقرأ في النهار Premium