النهار

قاضيان بريطانيان يستقيلان من أعلى محكمة في هونغ كونغ
المصدر: أ ف ب
قال كولينز في بيان صدر في لندن "لقد استقلت من محكمة الاستئناف ‏النهائية بسبب الوضع السياسي في هونغ كونغ".‏
قاضيان بريطانيان يستقيلان من أعلى محكمة في هونغ كونغ
محكمة الاستئناف النهائية في هونغ كونغ
A+   A-
 
أعلن قاضيان بريطانيان استقالتهما من أعلى محكمة في هونغ كونغ فيما ‏أشار أحدهما إلى "الوضع السياسي" إثر مساعي الصين إسكات ‏المعارضة في المدينة.‏

وأكد لورانس كولينز (83 عاما) وجوناثان سامبشن (75 عاما)، ‏القاضيان السابقان في المحكمة العليا البريطانية، لفرانس برس استقالتهما ‏من محكمة الاستئناف النهائية في هونغ كونغ.‏

وقال كولينز في بيان صدر في لندن "لقد استقلت من محكمة الاستئناف ‏النهائية بسبب الوضع السياسي في هونغ كونغ".‏

أضاف "لكن ما زال لدي كامل الثقة بالمحكمة واستقلالية أعضائها ‏التامة".‏

واكتفى سامبشن بالقول لوكالة "فرانس برس" في تصريح مقتضب، إنه ‏‏"استقال من المحكمة" بدون تقديم أي تفاصيل أخرى، مشيرا إلى أنه ‏سيدلي ببيان الأسبوع المقبل.‏

وكان القضاء في هونغ كونغ قد أكد في وقت سابق رحيلهما عن المحكمة ‏وأنهما قدما استقالتهما إلى الرئيس التنفيذي.‏

وهاتان الاستقالتان هما الأوليان منذ أن تبنت هونغ كونغ قانون الأمن ‏القومي الجديد في آذار (مارس)، بالإضافة إلى قانون أمني آخر فرضته ‏بكين عام 2020 لقمع المعارضة في المستعمرة البريطانية السابقة.‏

وأثارت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مثل الولايات المتحدة ‏وبريطانيا مخاوف من أن قانون الأمن الجديد سيزيد من تقييد حقوق ‏الإنسان والحريات المدنية.‏

لكن السلطات الصينية وهونغ كونغ تصران على أن القوانين ضرورية ‏لاستعادة الاستقرار والازدهار في أعقاب الاحتجاجات الديموقراطية ‏الضخمة والعنيفة التي عمت المدينة عام 2019، وكذلك لمكافحة تهديدات ‏‏"الإرهاب المحلي والتدخل الأجنبي".‏

وأبدى أندرو تشونغ رئيس المحكمة العليا في هونغ كونغ في بيان "أسفه" ‏للاستقالتين، مؤكدا مجددا "التزام السلطة القضائية بدعم سيادة القانون ‏واستقلال القضاء في هونغ كونغ".‏

وأضاف البيان أن تشونغ "لديه ملء الثقة بأن محكمة الاستئناف النهائية ‏ستواصل أداء دورها الدستوري بشكل كامل"، لافتا إلى مواصلة تعيين ‏‏"المرشحين المناسبين" من أنظمة قضائية أخرى تطبق القانون العام.‏

وشدد البيان على أن عمل المحكمة "لن يتأثر بأي تغيير في العضوية".‏

‏"قيم" ‏
ودافع رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ جون لي عن القرارات ‏الأمنية للمدينة معتبرا أنها لم تغير قدرة المحاكمة على ممارسة سلطة ‏قضائية مستقلة.‏

وأوضح في بيان إن "الفارق الوحيد هو أن صون الأمن القومي أفضل ‏الآن".‏

وتتم دعوة قضاة من دول يطبق نظامها القضائي القانون العام كي يكونوا ‏أعضاء غير دائمين في أعلى محكمة في هونغ كونغ، وهي محكمة ‏منفصلة عن النظام القضائي في الصين الذي يسيطر عليه الحزب ‏الشيوعي.‏

وكان جون لي أعلن في آذار (مارس) إن تعيين هؤلاء القضاة الأجانب ‏‏"يساعد في الحفاظ على درجة عالية من الثقة بالنظام القضائي (في هونغ ‏كونغ)" ويمكّن المدينة من الحفاظ على علاقات قوية مع السلطات ‏القضائية في دول أخرى تتبع القانون العام.‏

انضم كولينز إلى محكمة هونغ كونغ عام 2011، بينما انضم سامبشن ‏عام 2019.‏

واستقال القاضي الأسترالي المخضرم جيمس سبيغلمان من المحكمة ‏العليا في هونغ كونغ في أيلول (سبتمبر) 2020، مشيرا إلى قانون الأمن ‏القومي الجديد آنذاك باعتباره السبب.‏

وحذا حذوه البريطانيان روبرت ريد وباتريك هودج عام 2022، واعتبرا ‏أن حكومة هونغ كونغ "ابتعدت عن قيم الحرية السياسية وحرية التعبير".‏

ولا يزال ثمانية قضاة غير دائمين، ثلاثة من بريطانيا وأربعة من ‏أستراليا وواحد من كندا، أعضاء في محكمة الاستئناف النهائية في هونغ ‏كونغ بعد مغادرة كولينز وسامبشن.‏
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium